نداء الوطن
محمد دهشة
لم تكتف المخيمات الفلسطينية في لبنان بتنظيم التحرّكات والمسيرات ووقفات الاحتجاج الداعمة لغزة وشعبها ومقاومتها في إطار معركة «طوفان الأقصى»، بل قدّمت الدماء انطلاقاً من الجنوب اللبناني في إطار التأكيد على وحدة الساحة والجبهات في المعركة ضدّ إسرائيل.
فقد نعت حركة «حماس» اللاجئ الفلسطيني عبد الله ربيع البقاعي، وقد قضى في موقع العبّاد على الحدود الجنوبية اللبنانية - شمال فلسطين المحتلة، اثر اشتباك مع القوات الإسرائيلية، ليرتفع عدد الذين قضوا من مخيمات لبنان إلى 6 منذ بدء عملية «طوفان الأقصى»، خلال أربع عمليات قامت بها حركتا «الجهاد الإسلامي» و»حماس».
وتسلّل مقاتلو «سرايا القدس»- «الجهاد» إلى شمال فلسطين المحتلة وشنّوا هجوماً على مواقع إسرائيلية قبالة الضهيرة فسقط لها مقاتلان هما: رياض قبلاوي (عين الحلوة) وحمزة موسى من مخيم البرج الشمالي (صور).
بينما أعلنت «كتائب القسام»- «حماس» مسؤوليتها للمرة الأولى عن إطلاق الصواريخ من الجنوب باتجاه المستعمرات، ثم اشتبك مقاتلوها مع القوات الاسرائيلية وأعلنت سقوط ثلاثة مقاتلين هم أحمد أسامة عثمان ويحيى نايف عبد الرازق (عين الحلوة) وصهيب عمر كايد (وادي الزينة)، ثم أعلنت انها قصفت بـ 30 صاروخاً المستعمرات الاسرائيلية في شمال فلسطين. وعلى وقع العمليات العسكرية، تواصلت النشاطات الداعمة لصمود غزة وشعبها ومقاومتها، ونظّمت نقابة صيادي الأسماك في صيدا والاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين - فرع لبنان، مسيرة بحرية تحت شعار «كسر الحصار على قطاع غزة»، انطلقت من حرم الميناء وجابت الشاطئ الصيداوي وصولاً إلى الزيرة ذهاباً وإياباً، بمشاركة النائب عبد الرحمن البزري، ممثل النائب أسامة سعد، وممثلين عن القوى والأحزاب اللبنانية والفلسطينية.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية واللبنانية، وتحدّث ممثّلون عن القوى والاحزاب اللبنانية والفلسطينية، إضافة الى نقيب الصيادين نزيه سنبل فأعلن أنّ «المسيرة البحرية هي رسالة تضامن مع غزة»؟ بينما قال البزري «إنّ تواجدنا اليوم لبنانيين وفلسطينيين هو للتضامن مع أهلنا في غزة واستنكاراً للعدوان الوحشي الصهيوني عليها، ولجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها المحتل الصهيوني»، وأكد أنّ صيدا «هي عاصمة الشتات الفلسطيني»، و»ترفض العدوان الصهيوني عليها وتدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته وحقوقه».
ونظّمت «حماس» مسيرة انطلقت من ساحة الشهداء مروراً بشارع رياض الصلح وصولاً إلى ساحة النجمة، وقال ممثّلها في لبنان أحمد عبد الهادي «إنّ آلاف المقاتلين من كتائب القسّام جاهزون لمواجهة جيش الاحتلال الاسرائيلي اذا ما فكر في القيام باجتياح بري، لتسجيل انتصار جديد بعد «طوفان الأقصى» الذي زعزع وجود الكيان الصهيوني بعد 7 تشرين الأول، واليوم الميدان يتكلم»، مؤكداً أنّ «الشعب الفلسطيني كله يقف خلف المقاومة ضدّ الإحتلال»، داعياً الشعوب العربية الى «الانتفاض ودعم فلسطين والتنديد بالمجازر الوحشية التي تطال المدنيين الأبرياء».