لم تدع حماس ذكرى 6 تشرين الاول 1973 تمر مرور الكرام على اسرائيل حتى دخلت الاراضي المحتلة براً وجواً وبحراً و كان مقاتلون من كتائب القسام يجتازون سماء غلاف غزة مع إسرائيل، بواسطة طائرات شراعية، ليلحق بهم زملاؤهم على متن دراجات وسيارات دفع رباعي في اقتحام بري للحدود وسيطرة على العديد من المستوطنات ليأسروا عددا من الجنود الإسرائيلين والمستوطنين، ويعدوا بهم إلى القطاع.

وفي السياق،  لم يقف حزب الله والفصائل الفلسطنية في لبنان متفرجين اذ عمد الحزب الى قصف مواقع تابعة للجيش الاسرائيلي مما استدعى ردا سريعا من الاخير وقصفت عدة اماكن تابعة للحزب في جنوب لبنان.

 فهل تنتقل الجبهة الى الجنوب بين اسرائيل ولبنان؟ وهل لبنان مستعد لهذه المعركة؟ وهل تتوحد الساحات بين لبنان وسوريا وفلسطين؟ وما رد القوات اللبنانية على "طوفان الاقصى"؟

في هذا السياق أكد رئيس جهاز الاعلام والتواصل في القوات اللبنانية شارل جبور لـvdlnews ان "المطلوب بشكل واضح هو عدم توريط لبنان وجره إلى حرب تقضي على الأخضر واليابس ، ويجب الالتزام ب1701 يعني بقواعد الاشتباك ".

وتابع: "لبنان لا يحتمل أي حرب خصوصا الازمات التي فيه تكفيه من أزمة مالية واقتصادية واجتماعية غير مسبوقة في تاريخ لبنان وفي ظل الشغور الرئاسي المفتوح على شهور والتي اتت على كل جسم الدولة وقطاعاتها وأزمة اللاجئين الذين أصبحت أعدادهم توازي نصف عدد اللبنانيين، وبالتالي لا يحق لاحد توريط لبنان بجبهة حرب اضافية بظل هذه الازمات المتراكمة والمتواصلة مع بعضها البعض".

وشدد جبور على  انه "يجب منع جر لبنان واقحام لبنان بمزيد من الويلات ويجب الحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان منعا لأي حرب محتملة تؤدي الى دمار لبنان أكثر".

هل يستطيع الجيش ضبط الحدود الجنوبية ومنع التسلل الى الاراضي المحتلة؟

كشف جبور ان "الجيش اللبناني لا يستطيع ان يوقف ما يحدث للاسف على الحدود، ومن الواضح ان اسرائيل وحزب الله هناك بينهما التزام بقواعد الاشتباك يعني حزب الله يقوم بعملياته ضمن قواعد الاشتباكات واسرائيل ايضا ترد بقواعد الالتزام".

توسع المعارك بين حزب الله واسرائيل؟!

أكد جبور انه "من الواضح ان حزب الله لا يريد توسيع اطار المواجهة ولا اسرائيل تريد توسيعها أيضا."

وقال: "للاسف، حزب الله هو دولة في قلب الدولة وفي حال طلبت ايران من الحزب توسيع المسألة الحزب سينفذ الطلبات الايرانية وبالتالي سنصبح بمكان آخر ولكن لغاية اللحظة ما زال طرفا الاشتباك حزب الله واسرائيل بحالة التزام في قواعد الاشتباكات  القائمة وعلى الجيش ان يمنع كل ما يسمى منظمات فلسطينية من التوجه الى الحدود والتسلل لانه من الواضح انها هي من تحاول ان تطلق الصواريخ".

هل ستتوحد الساحات بين لبنان وسوريا وغزة؟

أكد جبور ان "الامور مرتبطة بكيفية تطورها الميداني ولكن لا اعتقد ان الامور ستتطور بهذا الاتجاه" مشيراً الى انه "في الاساس لا يوجد دولة في سوريا لان بشار الاسد يقيم على جزء منها وليس كلها يعني لديه جزء صغير".

وأردف: "لا أعتقد أن الاسد بوارد المواجهة بل العكس فتاريخيا بيت الاسد كان ضامنا لعدم اطلاق اي رصاصة على جبهة الجولان".

واضاف: "حزب الله وايران يدركان ان ادخال حزب الله في حرب بهذا الوضع حيث الاسرائيلي مثل "النمر المجروح" لا تكون المسألة بهذه البساطة. فتدخل سوريا ولبنان في الحرب ضد اسرائيل يعني ان المنطقة قد دخلت بفصل جديد ومواجهة أخرى وبالتالي المسألة هي مسألة قرار لا يوجد قرار ايراني باقحام حزب الله بمواجهة مفتوحة".

وتابع، "علينا نحن كلبنانيين ان نحذر ونطلب عدم الانجرار الى أي حرب خصوصا ان لبنان دفع الكثير من الاسماء لدفاع عن قضايا محقة وغير محقة وحان الوقت ان نستعيد استقرارنا وحيادنا تجاه هذه الازمات".

ما رد القوات اللبنانية على "طوفان الأقصى"

أكد جبور ان " حماس قد نجحت في هذه العملية العسكرية حين ضربت ضرب مهمة على اسرائيل ولكن، هذه حدودها. وهذا لا يعني ان اسرائيل قد انتهت وكل هذا الكلام لا طعم له ولكن، مقابل هذه الضربة الموجعة سيكون ضربات موجعة بوجه الفريق الآخر. هذا لا يعني ان اسرائيل انتهت. واذا كان حزب الله قادرا على فعل هذا ليتفضل".

 في الختام، تبقى الانظار متجهة نحو غزة، اسرائيل، لبنان، وسوريا لعلها هذه الساحات تحمل مفاجأت جديدة على صعيد الحرب، وعلى امل ان يبقى لبنان خارج هذه الاصطفافات.