أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم الى أنه "اليوم في لبنان، الصورة البانورامية المفتوحة على كل الألم الذي يعيشه اللبناني اليوم يجب أن تنطلق من مكان معين ويجب التعاطي معها بهدوء وحكمة، البعض قد يضع المسؤولية على الواقع السياسي والطبقة السياسية الا أن المسألة أعقد من بعض السطحيات والشكليات الى عمق الموضوع والأسباب التي تؤدي الى تراكم الإشكاليات السياسية التي تنعكس على أمور كثيرة، والسبب هو النظام الذي بطبيعته خلق كنتونات توازنية منذ بداية بناء لبنان الى اليوم لأننا لم نذهب أبدا الى بناء سليم لهذا البلد الا بتركيبة مصالح".
وقال في مقابلة عبر إذاعة "صوت كل لبنان": "أحبطنا أمل من يطمح الى بناء دولة حقيقية، لأن الكثير دخل بالمحاصصة، فلم تطبق قوانين اتفاق الطائف، مادتين أساسيتين فيه تتعلق بموضوع قانون الإنتخابات تعتمد النسبية خارج القيد الطائفي لبنان دائرة واحدة وإنشاء مجلس شيوخ، وتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، ولكنها لم تنفذ".
وفي ملف النازحين السوريين، أكد هاشم أنه "للأسف هناك سوء رؤية وسوق إدارة من العام 2011 الى اليوم، الأمر خطير جدا وله انعكاسات على لبنان، ففي منتصف الأزمة السورية حين نادت أصوات بإقامة مخيمات على الحدود اللبنانية السورية، وحملت الملف الى دمشق، وقال السوريون أننا نريد كرامة ناسنا وأهلنا ولدينا مراكز إيواء عند الحدود داخل الأراضي السورية، وهي أبنية جاهزة، حملنا المبادرة الى تمام سلام، قيل بأن فريق داخل لبنان لا يقبل، وهو كان يحتضن ويشجع على النزوح السوري الى لبنان، قيل لي بالمباشر بأن هذا الفريق يرفض الإقتراح المذكور، ومن هناك بدأ التعاطي بسلبية مع النزوح، بالإضافة الى دعم المجتمع الدولي لانتقال النازحين الى لبنان".
وأضاف هاشم: "المجتمع الدولي لديه غاية وهدف من وجود النازحين، هل الغاية هو مساعدة النازح السوري انطلاقا من كرامة الإنسان؟ كرامة الإنسان في وطنه، ويمكن أن تتأمن المساعدات للنازح السوري داخل بلده، يجب أن يكون هناك بحث مباشر بين الحكومتين اللبنانية والسورية، وفي ال2017 حين مرحلة العودة الأولى للنازحين كان هناك تدقيق سوري لملفات السوريين وإعطاء الموافقة وبالتالي العودة، يجب القيام بإجراءات على كل المستويات، هناك قرار اتحخذ بالتشدد بالمعابر الشرعي وغير الشرعية، والإسراع بمناقشة هذا الموضوع مع الجانب السوري، والحكومة للأسف تتعرض لضغط خارجي غير معلن وكانت هناك إشارات أوروبية وأميركية، وشخصيات لبنانية حتى تنادي بعدم فتح هذا الملف، أما نحن فيجب أن نبحث كيف نحله".
وردا على سؤال كيف نهدده بالسماح للنازحين بالذهاب بحرا الى أوروبا؟ قال: "ليش لا، هو يهددنا لماذا لا نهدده، وعلينا القيام بكل ما يريح لبنان، المنظمات الدولية تحرض على عدم عودة النازحين الى سوريا، منذ زمن وهذا يجب أن يتوقف".
وحول المظاهرات في السويداء، قال: "التظاهرات تكون في أي مكان في العالم، الا أنه عسكريا الوضع في سوريا إجمالا مستقر، القسم الأكبر من الأراضي السورية آمنة ومستقرة".
وحول انتخابات الرئاسة اللبنانية، اعتبر هاشم في حديثه لإذاعة "صوت كل لبنان"، أن "التركيبة السياسية قائمة على التوازن، قد تكون أمورا غير طبيعية، لكنها التركيبة والدستور واتفاق الطائف، ستمر سنة على الفراغ الرئاسي والمسؤولية مشتركة، بالدرجة الأولى هي على عاتق من يرفض الحوار، ورغم محاولة البعض خلق الأمور مثلا بأن الحوار يكون بعد الرئاسة، لكن كيف لرئيس جمهورية أن يقيم حوارا وهو أي الرئيس غير موجود؟".
وأجاب ردا على سؤال: "أدى بري قسطه للعلى وأكثر، وجعجع لا يمكن أن يتخذ من كلام بري ما يعجبه، مبادرة واضحة لسبعة أيام بالحد الأقصى، قد يتيبين خلال أول يومين التوافق او التباين، ومن بعدها جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس، لكن المفترض أن نقبل بالمبدأ أي الذهاب الى الحوار".
وأردف: "اعلان المبادرة كان بالنية الصافية والانفتاح الكلي والقناعة بأن الحوار هو أقصر الطرق للوصول الى رئيس للجمهورية، وأكثر من المحاولة في الحوار ما هو المطلوب؟ كل فريق سيأتي برؤيته ومرشحه، وإن استطاع أي فريق أن يقنع الآخرين كان به، وإن لم يقنع أحد الآخر فنذهب الى انتخابات مفتوحة، رفض الحوار غير مبرر، ففي تركيبتنا اللبنانية يجب أن يكون الحوار استمراريا وليس آنيا".
وقال هاشم: "قد يتبنى البعض طروحات الدول الخمس ولكن لا يمكن فرض أي إسم على النواب، فيما يخص المساعدة الخارجية مشكورة لانتخاب رئيس لا لتسمية رئيس لننتخبه، لأن الموضوع سيادي بامتياز، لائحة من أسماء نختار منها رئيسا، ثم من قال أن لا رؤساء يطعنون بالمقاومة سوا فرنجية؟ علينا احترام جميع آراء الكتل السياسي".
وأبدى النائب هاشم تخوفه من الوضع في المستقبل القريب: "قد نصل الى الانفجار الإجتماعي العام الذي قد يوصلنا الى انفجار أمني وتحرك لخلايا نائمة والخشية من حركة النزوح التي قد يمر خلالها هدف معين يعرض بلدنا للإستهداف".
وحول التجاوزات الإسرائيلية التي اعتبرها هاشم غير مقبولة، وجه التحية للجيش اللبناني، وقال: "منذ الانسحاب عام 2000 ومنذ هزيمته في تموز يحاول الاسرائيلي قضم جزء من الأراضي اللبناني ولو مترا واحدا".