هيام عيد - الديار
دخل مخيم عين الحلوة إلى المرحلة الثانية من تنفيذ الإتفاق الذي أُنجز منذ أسبوعين، برعاية مباشرة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، من أجل وقف إطلاق النار وتكريس التهدئة، وطي صفحة الإشتباكات التي سُجلت خلال جولتين في بعض أحياء المخيم بين حركة "فتح" من جهة ومجموعات أصولية متشددة من جهةٍ أخرى، على خلفية اغتيال القيادي الأمني في الحركة أبو أشرف العرموشي منذ أسابيع. وتقضي هذه المرحلة بتنفيذ عملية انتشار للقوة الأمنية المشتركة التي تضمّ عناصر أمنية من كل الفصائل الفلسطينية، في المناطق التي شهدت إشتباكات وكانت قد تحولت إلى ما يشبه خطوط تماس بين الفريقين المذكورين.
وفي الوقت الذي لا تزال تستكمل فيه هذه القوة عملية انتشارها، والتي ستتواصل اليوم وفق ما هو مقرر، تحدث الناطق الرسمي بإسم حركة "حماس" جهاد طه لـ "الديار" عن المشهد الميداني في عين الحلوة، حيث نُفذت سلسلة خطوات وإجراءات نصّ عليها إتفاق التهدئة، بدأت أولاً بوقف النار ثم بانتشار القوة الأمنية المشتركة على أن يليها انسحاب المسلحين من المدارس التي تمركزوا فيها، وصولاً إلى تسليم المتهمين باغتيال مسؤول "فتح" أبو أشرف العرموشي.
ويعتبر أن عملية الإنتشار "هي خطوة أولى في الإتجاه الصحيح لمعالجة تداعيات الإشتباكات الأخيرة، وبالتالي ستستكمل القوة الأمنية اليوم أيضاً عملية الإنتشار في مواقع أمنية جديدة في المخيم من أجل طمأنة الأهالي وطمأنة النازحين لإعادتهم الى منازلهم".
وإذ يؤكد أن "الأمور سالكة حتى الساعة، يُعرب عن أمله في أن "يستمر تعاون كل القوى الفلسطينية مع الجهات اللبنانية من أجل تنفيذ كل بنود الإتفاق الذي رعاه الرئيس بري، وصولاً إلى اغلاق هذه الملف، الذي لا يخدم المصلحتين الفلسطينية واللبنانية".
وعن المواقع الأمنية والمتاريس التي كانت لا تزال في المخيم، قال : أنه قد تمّت إزالة موقع في نقطة الصفصاف، حيث قامت القوة الأمنية المشتركة بنزع الشوادر والدشم، مشيراً إلى أن "القوة الأمنية ستواصل اليوم أيضاً انتشارها في المواقع والنقاط كافة التي شهدت مواجهات واشتباكات وتوتر والتي شملتها الخطة التي رسمت من قبل القوة الأمنية المشتركة الفلسطينية".
ويشدد على أن "التنسيق متكامل بين فتح وحماس اللتين شاركتا في تنفيذ هذه الخطة، وذلك كما شاركت في الإتصالات السياسية ومن خلال هيئة العمل الوطني الفلسطيني، بناءً على الشراكة في الجهود الأمنية المتخذة من أجل تكريس حال الإستقرار في المخيم وذلك بالتنسيق مع الجهات الأمنية اللبنانية وبالتنسيق مع ممثل الرئيس بري في هذا الاطار".
وعن موعد تنفيذ خطوتي إخلاء المدارس من المسلحين وتسليم المطلوبين، يكشف عن أن "هذه العناوين ليست غائبة عن المعالجة ولكن نقوم الآن بتنفيذ المبادرة خطوةً خطوة، إذ بعد تنفيذ خطوة وقف إطلاق النار، إنتقلنا إلى تنفيذ خطوة انتشار القوة الأمنية المشتركة داخل المخيم، وبعدها سننتقل إلى موضوع المدارس ومعالجة تسليم المطلوبين إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية".
وحول أسباب تأخير عودة العائلات التي نزحت عن المخيم ، يؤكد طه أن "مشهد الإنتشار اليوم قد ترك ارتياحاً في عين الحلوة، وطمأن الأهالي الذين عاد بعضهم من أجل تفقد الأضرار في منازلهم ، وفي الأيام القادمة ستُسجل عودة لبعض العائلات التي تركت المخيم، في ضوء المساعي الهادفة إلى طمأنة كل الذين نزحوا من مناطق الإشتباكات والتي انطلقت ميدانياً إعتباراً من الساعات الـ24 الماضية".