أشار راعي أبرشية "بعلبك دير الأحمر" المارونية المطران حنا رحمة، في مقابلة عبر إذاعة "صوت كل لبنان"، الى أن "لقاء الجبل أمس كان ضرورة لإنعاش الذاكرة للقابعين في غرفهم وحواجزهم ومتاريسهم، الألم الذي حصل بين الموارنة والدروز كان ألما كبيرا، وصفحة الأمس تتجدد وتتبلور وهذا أمر مهم لأن لبنان لا يمكن أن يبقى أسير وجع الحرب، وكان يفترض تطيير الذاكرة بالمصالحة والمصافحة والغفران وقبول الآخر وفتح صفحة جديدة لتكملة المسار الوطني اللبناني، والمصالحة والغفران واللقاء كان رائعا جدا، وكان مذهلا، و زيارة الراعي للجبل وطنية أخوية وتضميد لتاريخ صعب سيعود الى الأفضل".
وردا على سؤال "لماذا أمس في دير الأحمر"، قال المطران رحمة: "هؤلاء أولاد صاحب الغبطة، وهو والاخوان الدروز في الجبل وجدوا أنه من المفيد جدا تذكير اللبنانيين بهذا المسار، و"منيحة" من صاحب الغبطة وأبي المنى تذكير اللبنانيين بالمصالحة والغفران، وفي لبنان لا يمكن إقامة مغامرات ومشاريع واستراتيجيات، وطن صغير كلبنان لا يحتمل التباعد والتقسيم، وأنا ضد التقسيم، وحزب الله له بعض الإستراتيجيات التي لا تتماهى مع لبنان، فلديهم آلة عسكرية مرتبطة بخارج لبنان، وحزب الله لا يخيف، ولا يجب أن يكون لديهم استراتيجية عسكرية غير الجيش اللبناني".
وحول حادثة الكحالة قال رحمة: "عادة من يمتلك السلاح أو المال أو المخدرات يهرب بخوف، أما بالنهار فوصلنا الى مرحلة "ما بقى بستحي"، السلاح لا يمر في وضح النهار، وموقع السلاح يجب أن يكون بمكان مدروس، ولا يمكن الاستمرار بالفوضى إن كان حزب الله أو غيره".
وعن لقاءاته وتعاونه مع حزب الله قال: "لدينا واجبات اجتماعية ومحاولة جدية للحوار، وأنا أمثل أبرشية موجودة بكنيسة مارونية بمجتمع مسيحي، في المقابل بدأنا حوارا مع حزب الله وأفكارا ومبادرات منذ 1999، وبكل المشاكل والصعوبات نحتكم الى الشيخ محمد يزبك، وفي مليتا هناك من قام بفبركة صور وفيلم، والحقيقة أنه كان حوارا ولقاء نبحث به عن مساحات مشتركة، والبعض ظن أن الحزب يريد أخذ المطارنة الى خط سياسي معين، وهذا ليس صحيحا، وكان مليتا يحوي لقاء حواريا ومنبرا حرا وتم أخذها بطريقة مختلفة عن الواقع".
ورأى المطران رحمة أن "شل البلد سنوات لنأتي بالرئيس الذي نريده غير مقبول، لماذا لا نجري رئيس جمهورية بالنسبية؟ طالبت بحل المجلس النيابي لكن الشعب ورجال الدين لم يمشوا بهذه الفكرة بسبب "التخدير" فهناك شعب "يعبد" زعماءه، لا يجب أن يأتي رئيس من هذه المنظومة، وفرنجية هو من منظومة الحرب، ووطن السلام يبنى بتقاعد رجال الحرب والإتيان بمن لم يلطخ يديه بالحرب لنبدأ لبنان من جديد ليبنوا السلام، وأقول لحزب الله اترك سلاحك للجيش اللبناني ولا يمكنك محاربة الكون كله من لبنان، لا نستطيع الإستمرار على هذا المنوال، وأنا أدعو لبقاء الأحزاب لكن لتسلم شباب لم يشاركوا في الحرب والمتاريس".
في سياق آخر، قال: "هناك من استغل طيبة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري ومحبته للبنان، وسمير جعجع كان مخلصا له، وأنا طرحت فكرة استلام بهاء الحريري زمام الأمور، لأن لديه كل الأهلية لذلك، طبعا هذا إذا كان هناك عوائق لعودة شقيقه سعد".
وقال: "فليحمل بهاء الحريري المشعل وليجمع الأغلبية السنية ليحمل صوت الطائفة وينقلها الى الرأي العام لنرى هواجسها، الا إذا بلور السنة شخصيات أخرى قادرة على ذلك".
وحول الشيخ بهاء الحريري، قال المطران رحمة: "تعرفت عليه بالعمق بلقاءين من الصباح الى المساء، ووجدت أن ظروف الحياة والبلد تحتاجه، وهناك من لا يريدون إنهاض البلد، لكنني واثق بأن بهاء من رجالات لبنان الذين يمكنهم إنقاذ الوطن، خصوصا اذا كان سعد غير قادر على العودة الى الساحة السنية والسياسية".
وأضاف: "عندما يعلن سعد أن هناك ظروفا قاهرة تستدعي عدم حضوره وهناك أخي بهاء، عندها يجب على الجميع إفساح المجال لهذه الشخصية الفريدة، وأنا اكتشفت أن بهاء يعرف اقتصاد العالم ويفهمه عن ظهر قلب، ومن هناك يعرف اقتصاد لبنان، ولديه جدية وذكاء وكل الإندفاع لخدمة لبنان، ولكن المؤسف أنه أمنيا أنه لا يمكنه أن يبقى في لبنان حاليا".
وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك مشكلة سعودية مع بهاء، قال: "سعوديا لا مشكلة مع آل الحريري بل مع سعد"، وأضاف: "يجب أن يوحد السنة في لبنان صفوفهم وإن كان سعد غير قادر على الإكمال بهذه المسيرة فلتسلم الأمور الى بهاء الحريري، وليقل السعوديون والأميركيون بأن لا مشكلة مع بهاء الحريري، الا أنه بحسب ما أرى أن لا نوايا لتخليص لبنان، وأصدقاء بهاء لا يعملون كفاية ليبينوا شخصيته".
وكشف المطران بأنه "درسنا مسودة تفاهم رائعة مع بهاء الحريري نتمنى لو تتبلور، وإذا أتى بهاء سيأتي بالخط اللبناني وهو يريد إنقاذ لبنان وقناعته بالصداقة مع الراعي وتشكيل قوة لصالح لبنان لتنعكس على جميع اللبنانيين".