لبنانيّات يتابعن "الفورمولا 1" بشغفٍ: ليست حكراً على الرجال!
لبنانيّات يتابعن "الفورمولا 1" بشغفٍ: ليست حكراً على الرجال!

خاص - Wednesday, September 6, 2023 10:26:00 AM

حسن هاشم

تحظى رياضة السيارات الأولى في العالم "الفورمولا 1" بمتابعة الملايين حول العالم، ولا سيما في العالم العربي بشكل عام ولبنان بشكل خاص، إلا أنّ الصورة النمطية عن هذه الرياضة أنّها "للشباب أو الرجال فقط" كون السائد مجتمعياً أنّ السيارات والرياضات الميكانيكية هي من اهتمامات الشباب أو الرجال فقط ولا يمكن للنساء أو الشابات أن يكنّ مهتمّات بها.

شابّات لبنانيات كسرن هذه الصورة النمطية وقررن المضيّ قدماً خلف شغفهنّ وحبهنّ لهذه الرياضة وأن يواجهن كافة أشكال التمييز أو التنميط التي تتعرّض لها النساء، وليؤكدن أنّ هذه الرياضة ليست حكراً على الرجال، وأنّ النساء قادرات على متابعة هذه الرياضة بكافة تفاصيلها بما يوازي الرجال الذين يتابعونها منذ سنوات بل وقد يتفوّقن عليهم.

 

جنيفر مدوّر: "الفورمولا 1" جزء لا يتجزّأ من حياتي

الشابة جنيفر مدوّر تحدّثت لـvdlnews عن علاقتها مع هذه الرياضة وكيف بدأت، فأشارت إلى أنّها كانت منذ صغرها من محبّي السيارات بشكل عام، ثمّ بدأت تظهر أمامها مشاهد وفيديوهات عن رياضة "الفورمولا 1" وقد أثارت هذه الرياضة إعجابها ما دفعها إلى أن تتعمّق بها وتبحث عن تفاصيلها أكثر.

وقد رافق هذا الشغف جنيفر وتطوّر معها حتى باتت تفضّل مشاهدة السباقات في عطلة نهاية الأسبوع على أن تخرج مع أصدقائها أو أن تقوم بأنشطة ترفيهية أخرى، "فقد باتت "الفورمولا 1" جزءاً لا يتجزأ من حياتي"، بحسب قولها.

وبدأت جنيفر وهي طالبة حقوق في الجامعة بتطوير نفسها ومعلوماتها الخاصة بهذه الرياضة من خلال قراءة المقالات عنها ومتابعة أخبارها من مصادر مختلفة، وتكشف أنّها تعمل حالياً على إنشاء دليلٍ للـ"فورمولا 1" لتسهيل وتبسيط المعلومات والتفاصيل الخاصة بها ليكون بمتناول الراغبين بمتابعتها ولا يعرفون الكثير عن تفاصيلها.

كما ترجمت جنيفر شغفها بهذه الرياضة من خلال إدارتها لمجموعة إخبارية خاصة بفريق "فيراري" في لبنان عبر "واتساب" حيث تقوم بنشر الأخبار المتعلقة بالفريق من كواليس وتصريحات للسائقين والإداريين إضافة إلى تغطية مباشرة للأحداث خلال السباقات لحظة بلحظة.

أمّا عن الصورة النمطية التي تواجهها الشابات اللواتي يتابعن هذه الرياضة، فتشير جنيفر إلى أنّ "هناك اعتقاداً لدى الشباب أنّنا نتابع "الفورمولا 1" لأنّ السائقين هم "شباب حلوين"، من دون أن يدركوا أنّنا نحبّ هذه الرياضة ونتابعها بشغف حقيقي".

ووفقاً لجنيفر، فإنّ "هذا التنميط أو الحكم المسبق علينا بدأ يخفت شيئاً فشيئاً على الرغم من أنّنا لا نزال نواجه هذا الشكل من التمييز، لكنّني بدأت ألمس انفتاحاً أكثر من قبل المجتمع".أت

وتوجّه جنيفر نصيحتها لكلّ فتاة تهوى مجال السيارات أو الرياضات الميكانيكية أو أي مجال آخر يراه المجتمع "للرجال فقط" ألّا تولي اهتماماً لأي استخفاف أو تمييز قد تتعرّض لهما، بل أن تواجه وتلاحق شغفها حتّى النهاية وأن تطوّر نفسها لتكون مستعدّة للإجابة على أيّ سؤال قد يوجّه شخص لها يريد أن يحرجها به.

 

ديما صادق: لا يوجد شيء "حكرٌ على الرجال"!

من جهتها، تكشف الشابة ديما صادق وهي تدير مجموعة "فيراري" على "واتساب" كما أنّها جزء من مجتمع "الفورمولا 1" في لبنان أنّ قصتها مع عالم السيارات بدأت منذ الطفولة حيث كانت عائلتها من محبّي السيارات والرياضات الميكانيكية كما أنّ والدها يعمل ميكانيكياً، وهذا ما تُرجم لاحقاً بمتابعتها أخبار السيارات و"الفورمولا 1" والرياضات الميكانيكية بشكل عام ما خلق لديها الفضول للغوص أكثر في تفاصيل هذا العالم على الرغم من كونه بعيداً عن اختصاصها كخريجة حقوق.

وبدأت ديما بمتابعة "الراليات" مع والدها وشقيقتها وكانت والدتها تحدّثها منذ طفولتها عن بطل العالم 7 مرات في "الفورمولا 1" الألماني مايكل شوماخر وإنجازاته عندما كان في قمّة أدائه لا سيما مع فريق "فيراري"، فبدأت عندها تتابع هذه الرياضة مع شقيقتها لتتحوّل إلى شغفٍ بالنسبة لهما.  

وتضيف ديما في حديثها لـvdlnews: "عندما بدأت أتابع هذه الرياضة كنت أخبر أصدقائي عنها وعن أهميتها وأنّها عالم قائم بذاته عند الدخول بتفاصيلها، حيث كان المجتمع اللبناني بغالبيته يولي اهتماماً بكرة القدم أكثر من الفورمولا 1".

وتكشف ديما كيف ترجمت شغفها بهذه الرياضة حيث انضمّت إلى مجموعة خاصة بالفورمولا 1 في لبنان عبر "واتساب" قبل أن تعمل مع الفريق على تطويرها لتشكّل مجتمعاً خاصاً بالفورمولا 1 في لبنان يضمّ مشجّعين لكافة الفرق والسائقين تحت عنوان "F1 Lebanon OSC" وهو متوافر على كافة وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي "وذلك بهدف خلق مساحة للحوار والنقاش وتبادل المعلومات والأفكار في هذا المجال"، على حدّ تعبيرها.

وتشير ديما إلى أنّ مجتمعها الصغير المكوّن من عائلتها ومن أصدقائها المقربين يشجّعها على الاستمرار، "إلّا أنّني حين دخلت في مجتمع "الفورمولا 1" الذي يضمّ الشباب المتابعين والمهتمّين بهذه الرياضة، بدأت أشعر بأنّ هناك تمييزاً من البعض ولا سيما من خلال الأسئلة التي كانت تُطرح عليّ والتي تكون بمثابة اختبار حول إذا كنت أتابع هذه الرياضة عن شغفٍ ومعرفة أم فقط كما يصوّرنا البعض أنّنا نتابعها لنشاهد "الشباب الحلوين" في إشارة إلى السائقين، علماً أنّ السائقين يرتدون الخوذ ولا تظهر وجوههم أثناء القيادة".

وتتابع ديما: "أنا على قناعة تامة أنّ النساء اللواتي يتابعن هذه الرياضة لديهنّ كامل المعرفة بتفاصيلها حتّى أكثر من الشباب الذين يتابعون هذه الرياضة منذ سنوات، لأنّ متابعي هذه الرياضة في ازدياد ومن أعمار صغيرة".

وتضيف: "نعم هنالك تمييز من قبل بعض الشباب تجاه متابعات "الفورمولا 1" حيث أنّ النظرة أنّهنّ لا يعرفن شيئاً وأنّهم هم – أي الشباب - يعرفون أكثر، والحقيقة هي عكس ذلك تماماً، وأيضاً هناك تقصير من القيّمين على هذه الرياضة لعدم وجود نساء كثيرات في الفرق ولعدم وجود سائقات أيضاً".

وتدعو ديما الشابات اللواتي يحببن هذه الرياضة وغيرها من الرياضات الميكانيكية إلى ألّا يخفن من القول أنهنّ يحببن ويتابعن هذه الرياضة، فلا يوجد أي شيء "حكرٌ على الرجال"، فالمجتمع يتطوّر ولا سيما لناحية مواجهة التمييز على أساس النوع الاجتماعي".

 

إديت يونس: سنصل حتماً!

أمّا طالبة علم الأحياء إديت يونس، فتروي قصّتها مع هذه الرياضة مشيرة إلى أنّها بدأت "في عام 2019 بسنّ الـ15 عاماً، عندما تعرّفت إلى قصّة السائق المونيغاسكي شارل لوكلير والصعوبات التي واجهها في حياته ليكون سائقاً في فريق "فيراري" العريق، لذلك كان هذا السائق ملهماً لي وقررت تشجيعه ودعمه".

وأضافت في حديثها لـvdlnews أنّه "عندما أتت جائحة فيروس "كورونا"، بدأت مع إخوتي بمشاهدة الجوائز الكبرى في كلّ نهاية أسبوع يكون فيها سباق ومنذ ذلك الحين وأنا أتابع هذه الرياضة".

وتؤكّد إديت أنّ "حبي لهذه الرياضة كبير، ولم أفوّت أي سباق منذ أن بدأت المشاهدة، ولدينا مجموعة "فيراري" على "واتساب" حيث نشارك حبنا للفريق والسائقين، وكذلك غضبنا أحيانًا حين لا تكون النتائج على مستوى طموحاتنا، كما لدي أيضًا صفحة على "انستغرام" مخصصة لسائقي المفضل تحمل اسمshaaarless ".

أمّا عن النظرة المجتمعية التي تواجهها إديت، فتقول: "يفترضون أنني لا أعرف شيئًا عن الرياضة نفسها وأنني مهتمة فقط بالدراما بين السائقين ومظهرهم الخارجي. ولكنهم لا يدركون أننا نبحث ونقرأ ونفهم كل ما يدور في السيارات والاستراتيجيات".

وأوضحت أنّها لا تبالي لكلّ هذا الكلام الذكوري والرجعي، "إذ أن رؤية النساء العاملات في "الفورمولا 1" ودعمهن سيسكتهم، فمثلًا كانت هانا شميتز، مهندسة الإستراتيجيات الرئيسية في فريق "ريد بول"، واحدة من الأشخاص الرئيسيين الذين ساعدوا بطل العالم الهولندي ماكس فيرستابن على الوصول من المركز العاشر إلى المركز الأول في سباق جائزة المجر الكبرى عام 2022".

وعلى الرغم من هيمنة الرجال على هذه الرياضة لسنوات، تذكّر إديت أنه كان هناك سائقتان فقط في تاريخ "الفورمولا 1" هما: ماريا تيريزا دي فيليبس في عام 1958 وليلا لومباردي في عامي 1975 و1976، "وهذا يعني أنه يمكننا الوصول مجددًا وسنصل حتماً".

وتختم إديت بنصيحة للفتيات اللواتي لديهنّ الشغب لمتابعة هذه الرياضة بالقول: "لا تخجلي أبدًا مما تحبيّن، كوني فخورة بنفسك لأنّك وجدت شغفًا في مجال يهيمن عليه الرجال، واثبتي هذا الشغف للجميع".

 

 

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني