بين المطالبة بتشريع زواج المثليين ومفهوم الحرية... "مجتمع الميم" يقول: بكل عائلة يوجد مثلي ولكن بصمت!
بين المطالبة بتشريع زواج المثليين ومفهوم الحرية... "مجتمع الميم" يقول: بكل عائلة يوجد مثلي ولكن بصمت!

خاص - Wednesday, August 30, 2023 4:22:00 PM

 


أصبح "مجتمع الميم" في لبنان حديث الجميع، حيث بدأ اللبنانيون بالاهتمام بهذا الملف أكثر من الملفات الأساسية الأخرى والتي يعاني منها لبنان ان كانت اقتصادية، أمنية، فراغ رئاسي، أموال منهوبة فساد أو غيرها من الملفات...

 

ويزداد الخلاف وتتعدد الآراء حول ما ان كان ما يحدث ينطوي تحت مصطلح "الحرية الشخصية" أو "الازمة الاخلاقية والتربوية" في الأسر التي تربينا عليها في مجتمعاتنا، أو ضد الدين. فيتعاطى المجتمغ مع كلّ تطور متعلق بمجتمع الميم وكأنه حالة استثنائية، مع العلم ان "الظاهرة" موجودة في جميع المجتمعات.

 

العاب ترمز لشعارات "المثليين" استوردت من قبل التجار، دخلت منازلنا، ولعب بها اطفالنا. مشاهد من "الرسوم المتحركة" يشاهدها أطفالنا دون مراقبة الأهل، في غالبية مشاهدها اشارات الى المثلية الجنسية. فعلى سبيل المثال، طفلة تشاهد ذكورا يقبلون بعضهم أو حيوانات من نفس الجنس يمارسون الحب، فيما أن الأهل مطمئنون على وجود أولادهم بمكان "آمن" نسبة لمعاييرهم الاخلاقية لأنهم في المنزل، وببيئة "آمنة" لأنهم يشاهدون "الرسوم المتحركة" أيضا في المنزل، فهل ما يشاهده الأطفال من مشاهد تعنى بـ"المجتمع الميم" في برامج الاطفال سيؤثر على ميولهم الجنسي؟

 

في هذا السياق أكدت المتخصصة في علم النفس تريز غالب لـ"vdlnews" أنه "ليس من الممكن أن تؤثر هذه المشاهد على الميول الجنسي لدى أطفالنا، فالميول يأتي من خلال التربية في المنزل منذ الصغر، أو حين يكون هناك مشكلة في الولادة، إذ يعاني الطفل من وجود العضو الذكري والانثوي في آن واحد على سبيل المثال".

 

وفي سياق آخر اعتبرت المتصححة جنسياً رولا كرم، أن "المثليين الجنسيين كانوا منذ القديم فلا شيء جديد في الموضوع".

برأيها "غالبية  اللبنانيين أصبحت "من المثليين" ولكن لا يتم الاعلان عن هذا"، قائلة: "أقول للممثليين إذ أردتم أن تقوموا بأمور خاصة فعليكم أن تكونوا بعيدين عن أعين الناس، هناك أماكن تستطيعون أن تمارسوا ما تشاؤون داخلها، و"استتروا" لأن الإعلان عن ذلك يعتبر وقاحة".

وأردفت: "إن رأيت رجلان يعانقان بعضهما اشمئز منهما، علما أنني مع الحرية ولكن ضد أن تخرج الى العلن".

 

وقالت كرم في حديث لـ”vdlnews” : "هناك بعض الاطباء يروجون بطريقة غير مباشرة للتحول حين يزرعون صدرا او يقومون بتحويل جسد رجل الى جسد إمراة، والغاية تكون كسب المال، هذا مرفوض فالتحول لا يأتي هكذا، هناك علاجات وأطباء يتابعون هذه الحالات من خلال الفحوصات الطبية التي تطلب، فليس بهذه طريقة تسير الامور".

وتابعت: "بعد عشرة سنوات لا أحد سينجب وستصبح المرأة بدون أي قيمة، واطالب بقانون يحمي وليس فقط بقانون يعاقب".

 

 

إلى ذلك، لفت احد الشبان المثليين والذي يرفض الكشف عن اسمه، إلى ان "ما حدث في مقهى الجميزة كان تعد على حريات شخصية من خارج السلطة وانتهاك للدولة".

واعتبر، ان ما تم تقديمه في المقهى هو نفسه ما يقدمه ماريو باسيل بشخصية "ماريوكا" وفادي رعيدي بشخصية "فاديا الشراقة" وباسم فغالي، فهذا يشبه تماما ما كان يحدث في المقهى"، سائلا: "هذا مسموح لهم وممنوع لنا"؟

وعن الفيديو الذي تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي الذي يظهر فيه مجموعة من المثليين يقومون بحركات غير اخلاقية ويتعدون على الشعارات الدينية ويمكن القول أنها شيطانية بامتياز، شرح لـ"vdlnews " أن "هذا الفيديو هو مركب وغير صحيح والمشاهد الموجودة داخله هي مشاهد من خارج لبنان".

وتابع: "هناك العديد من المثليين متزوجين ولديهم أطفال وموجودين بالمجتمع معنا، ولكن يخافون من الاعتراف بأنهم من "مجتمع الميم".

وعما موضوع التوعية المدرسية بخصوص المثلية الجنسية، رأى أنه "يجب على المنهج اللبناني ان يدرس الاولاد عن التوعية الجنسية في المرتبة الأولى، قبل ان نتحدث عن موضوع تدريس المثلية الجنسية".

 

وختم بالقول: "حين ذهب بعض الذين يميلون جنسيا الى العلاج النفسي، بعد ضغوط المجتمع، انتحر أكثر من نصف عدد هؤلاء".

 

بالمقابل أكد الشاب جورج حبيب احد المدافعين عن ما يعتبره حريات شخصية، أننا "في بلد محافظ ومتدين وكل ما هو متعلق بالدين يخلق مشاعر لدى المواطنين، مع العلم ان البابا فرنسيس هو الذي قال انه لا يجب استخدام الله والدين لتشجيع الكراهية".

 

وأشار الى أن "موضوع تقبل المثليين بحاجة الى وقت، وبكل عائلة يوجد هناك مثلي ولكن بصمت، لا احد يستطيع الغاءهم لانهم موجودون"، وقال: "هناك العديد من المثليين الجنسيين يعيشون مع بعضهم مساكنة وأنا مع تشريع زواجهم".

 

في المقابل، احد المعارضين الشرسين للمثلية الجنسية، يقول إنه "يجب تجريم جميع المتحولين والمتحولات والداعمين للمثلية الجنسية وغيرها من المصطلحات التي تؤدي في نهاية المطاف الى تخريب المجتمعات، وتهديد الأمن القومي للبنان".

ولدى سؤاله عن السبب، يعتبر أن أي ميول جنسية هي وليدة الحياة وظروفها وليست وراثة من الأب والأم، وقال: "بناء على دراسات حتى من مجتمعات غربية، خصوصا بريطانية سبق ان اطلعت عليها ويستطيع الجميع البحث عنها، يتضح بأنه لا مجال لأن يولد أي ذكر يميل جنسيا الى ذكر، أو أي أنثى تميل جنسيا الى أنثى، كما أنه لا يخلق إنسان يميل الى العلاقة الجنسية الجماعية، بل جميع ما ورد يأتي جراء أسلوب حياة مختلف عن الطبيعة البشرية".

 

عمليا تتعدد الاراء وتختلف لكن غياب الدولة والتشريعات تزيد من الأزمات التي تخلق كلّ يوم في هذا الاطار في لبنان، وشعور كل طرف بأن من حقّه التحرك ضد المثليين او غيرهم.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني