هل تتمكن "بريكس" من إطاحة "السبع الشائخ" وتولي قيادة العالم؟
هل تتمكن "بريكس" من إطاحة "السبع الشائخ" وتولي قيادة العالم؟

خاص - Thursday, August 24, 2023 6:50:00 PM

انضمت ست دول جديدة إلى مجموعة "بريكس" وفق ما أعلنه الرئيس الجنوب أفريقي سيريل بامابوزا اليوم الخميس على هامش قمة "بريكس" التي انعقدت في جوهانسبورغ.

واعتباراً من كانون الثاني 2024، تلتحق رسمياً كل من إيران والسعودية والإمارات ومصر والأرجنتين وإثيوبيا بالمجموعة الساعية إلى تعزيز نفوذها في العالم، حيث تصدر النقاش بشأن توسعة عضويتها قائمة اهتمامات الوسائل الإعلامية العالمية.

في هذا الصدد قالت الأستاذة في العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية د ليلى نقولا لموقع vdlnews، "إن مهمة مجموعة السبع (G7) بشكل أساسي مختلفة كلياً عن وظيفة وآلية وجود الـ"بريكس"، فالـ "G7" لديها أيديولوجيا وقيم محددّة، أما الـ "بريكس" هي مجموعة اقتصادية بشكل أساسي وتطمح إلى ضم العديد من دول "الجنوب" باعتبار أن مهمتها تكمن في تغيير الآليات الاقتصادية التي سادت العالم منذ عام 1945".

وأضافت: "إنشاء بنك "بريكس للتنمية" والآليات الاقتصادية الموازية هي تقريباً مماثلة لصندوق النقد الدولي وللبنك الدولي للانشاء والتعمير". وبالمقابل، اعتبرت أن "الـ G7 لديها طابع سياسي أكثر منه اقتصادي إضافة إلى أن هناك مجموعة العشرين الـ G20 لذا لا حاجة لأن تكون مجموعة السبع نسخة أخرى للـ G20".

 كما أكدت نقولا أن هناك "دول قلقة من قدرة الأميركيين على حجز الاحتياطيات النقدية بالدولار كما فعلت مع روسيا بعد الحرب الأوكرانية. لذلك، بدأت الدول تخفف من احتياطيات بنوكها المركزية من الدولار، وبدأت تتعامل بعملاتها المحلية في التجارة الدولية بسبب العقوبات".

وتابعت قائلة: " هنا تعرّض الدولار لانتكاسة لكنها ليست ضربة كبيرة، فلا يزال هو الأقوى عالمياً".

وأوضحت الأستاذة في العلاقات الدولية أنه "لغاية اليوم لم يتعرّض الدولار لأي اهتزاز أو لأي "صفعة"، فلتاريخ اليوم لا يستطيع اليوان الصيني أن ينافس الدولار، كون الأمر يتطلب تحرير لليوان في الداخل لجعله عملة عالمية، وهذا لم يحدث بعد، واليوان يحتاج لكثير من الوقت لمنافسة الدولار الذي يسيطر على الآليات العالمية منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية عندما رُبطت كل العملات بالدولار الذي بدوره كان مرتبطاً بالذهب لغاية السبعينات.

وأشارت نقولا إلى المشكلة التي تواجه العالم، والمتمثلة "بالتحويلات المالية أو ما يسمى آليات المراسلة المالية "swift" التي تم استخدامها في سياسة العقوبات ضد الدول الأخرى، والدول اليوم تتجه نحو إيجاد آليات رديفة للتحويلات المالية غير "swift" والآلية الصينية هي التي من الممكن أن تواجه "swift" مستقبلاً.

وعند الحديث عن انضمام دول عربية إلى "بريكس"، اعتبرت نقولا انضمام السعودية "أمرا لافتا جداً ويغير في قيمة "بريكس" كونها تمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم وهي حليفة الولايات المتحدة وتتنافس معظم الشركات العالمية للاستثمار في السوق السعودي"، وأردفت: "المملكة خصصت حوالي 900 مليار دولار للاستثمار ضمن "رؤية 2030 " والدول الأجنبية تتهافت باتجاه هذا الكم من الاستثمارات الضخمة في هذا المجال".

ونوهت بـ"القيمة المضافة للسعودية بفعل وجودها في الـ "بريكس" إذ انها أكبر مصدّر للنفط في العالم والصين هي أكبر مستورد للنفط في عالمياً".

وعن احتمال وجود عملة موحدة للدول الأعضاء في "بريكس"، قالت الكتور نقولا: "إذا كان هناك توجه لاستخدام العملات المحلية أو "عملة بريكس"، سيكون هناك تغيير جذري في الاقتصاد العالمي وسوف نشهد تطورات كبرى".  

وسط الأحداث السياسية والعسكرية والاقتصادية المتتالية التي يشهدها العالم، والذي يشكل التبدل والتحول أبرز معالمه، لا بد من نشوء قوى حديثة ناشئة موازية للقوى التقليدية السائدة.

فقاعدة "إن لم أكن الأقوى، أُضعف خصمي معي"، قد ثبتت بالفعل بحيث السياسات الخاطئة التي اعتمدتها أميركا تجاه روسيا والصين أضعفتها بالدرجة الأولى كما أضعفت الدول الأخرى في وقت من الأوقات، وأصبحت كل الدول في الوقت الراهن تبحث عن تحالفات لتعزيز وجودها في المشهد العالمي.

غير أنه مع صعود قوى كالبرازيل والهند وجنوب أفريقيا، هناك تهديد حقيقي يحدق بمجموعة السبع التي لم تعد "السبع" الذي عرفه العالم. فبالنظر بعمق إلى العلاقة التي تربط أعضاء الـ  G7 ، تحاول أميركا التمسك بعرش الزعامة العالمية على حساب حلفائها الغربيين والحرب الأوكرانية خير دليل على ذلك. أما بالنسبة لليابان وهي العضو الوحيد غير الأوروبي، تتحرك في المسرح الدولي تحت الجناح الأميركي، كمحاولة لمحو آمالها بلعب دور أكبر على الصعيد العالمي، ومنعاً لأي صعود محتمل لقوى دولية موازية.

برأيكم هل بإمكان مجموعة "بريكس" الحلول مكان "السبع الشائخ" وتولي قيادة النظام العالمي الجديد المتعدد الأقطاب؟     

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني