"بوتين مستعد لقتل كل من يخون ثقته".. هكذا قلصت روسيا نفوذ بريغوجين.. وهذا هو مستقبل "فاغنر"!
"بوتين مستعد لقتل كل من يخون ثقته".. هكذا قلصت روسيا نفوذ بريغوجين.. وهذا هو مستقبل "فاغنر"!

خاص - Thursday, August 24, 2023 5:44:00 PM

ضج الإعلام العالمي أمس بـ"الضربة القاضية" على زعيم "فاغنر"، يفغيني بريغوجين، مع عدد من المسؤولين في "الشركة الأمنية الخاصة" عبر حادث مروحية أدى الى مقتله مع 9 آخرين، وأكدت هيئة الطيران الروسية، تواجد بريغوجين، والرجل الثاني في مجموعة "فاغنر" دميتري أوتكين، على متن الطائرة.


وفي نظرة للحدث البارز، رأى المتخصّص في شؤون الأمن القوميّ الروسيّ والعلاقات الرّوسيّة الأطلسيّة الدّكتور محمد سيف الدين، في حديث لـvdlnews، أن "مقتل بريغوجين لا يمثل تطوراً مفاجئاً جداً. إنما يمثل نهاية حلقة من الأحداث، وبداية لحلقة جديدة"، مشيرا الى أن "اللافت أن الغرب وأوكرانيا ينظران إلى الحدث على أنه إيجابي. لكنه في المقابل غير مزعج بالنسبة لروسيا".

وفي النظر بالنصفين من كوب المياه، يؤكد سيف الدين أن "الرجل لديه الكثير من الأعداء، فخلافاته مع وزارة الدفاع ورئاسة الأركان معروفة، لكنه أيضاً ينظر إليه في الغرب كمجرم مسمى على لوائح العقوبات"، وقال: روسيا كانت قد بدأت إعادة تشكيل علاقتها به وبمجموعة "فاغنر" قبل حسم معركة باخموت. التغييرات التي أحدثتها القوات الروسية قبل السيطرة على المدينة استفزت بريغوجين، وقلّصت من نفوذه، ومحاولة التمرد في 24 حزيران كانت انتفاضة منه على هذه التغييرات، ومحاولة لصناعة أمر واقع بوجه شويغو وغيراسيموف، وتحت سقف بوتين".

وحول رسائل التمرد، شدد المتخصّص في شؤون الأمن القوميّ الروسيّ على أنها "كانت خطرة جداً كمثال، وليس كمفاعيل عسكرية أو سياسية، فبعد التمرد استكملت روسيا تفكيك ارتباط بريغوجين بالشركات والمهام التي كانت يديرها. استعادت السيطرة على معظم ماكينة بريغوجين، ووجدت له صيغة للاستمرار، لكن خارج روسيا وأوكرانيا".

وفي رأي سيف الدين، فقد طورت وزارة الدفاع أيضاً صيغ التعاقد مع المقاتلين، لهدفين متلاصقين: معالجة تداعيات سحب فاغنر من الجبهة من دون فقد الفاعلية، وبلورة نمط جديد ومستدام لتغذية الجبهة بطاقة بشرية موثوقة.

وردا على سؤال حول احتمال ظهور زعيم جديد لفاغنر يقودها ضد الكرملين أو وزارة الدفاع، أكد سيف الدين أن "هذا الأمر غير ممكن على الإطلاق برأيي"، وأضاف: "فاغنر الآن غير مستقلة تماماً، طبيعتها ومستقبلها، مصيرها وكوادرها، مرتبطون بالدولة".


وحول الوضع في أوكرانيا، قال: "تبدلت الأدوات الحادة لروسيا. دخلت مفاعيل التعبئة الجزئية في الفعل، ومع ثبات خطوط الدفاع، بدأت القوات الروسية تتقدم في المحور الشمالي الشرقي قرب كوبيانسك وفي محيط خاركيف"، وأضاف أن الجبهة الخلفية والداخلية تتولاها الآن روسغفاريا (الهيئة الوطنية لقوات الحرس للاتحاد الروسي) ، وقد سلّحتها موسكو بأسلحة ثقيلة.

أما على صعيد الوضع الروسي في القارة السمراء، اعتبر أن "استراتيجية روسيا على الشراكة مع الدول من خلال مقاربات شاملة، سياسية أكثر منها عسكرية وأمنية. الخدمات الأمنية والتسليح كانت جزءاً فقط من هذه المقاربة. وفاغنر استفادت من وهج الحضور الروسي الدولتي هناك لعرض خدماتها المختلفة، وأبرزها الأمنية".

في المحصلة، يرى سيف الدين أن "مقتل بريغوجين يفتح مرحلةً قلقة ومهتزة في هذا السياق، لكنها برأيي مرحلة محدودة، تستقر بعدها الآليات الجديدة التي تشكلها روسيا لاستمرار المصالح مع الدول والجهات التي ارتبطت مع فاغنر"، مبينا أن "بنية فاغنر لن تختفي مع بريغوجين، بل ستتحول، وهذا التحول مستمر منذ أشهر. الغرب أضاف إلى خطابه قطعة أخرى عنونها أن بوتين مستعد لقتل كل من يخون ثقته. تعميم صورة بوتين كقائد مخيف سوف يتكثف. لكن الأخير لم ينكر يوماً تقديره لقائدين مخيفين في تاريخ روسيا: إيفان الرابع (الرهيب)، وبطرس الأكبر".

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني