علي ضاحي - الديار
لم يمض اكثر من اسبوع على زيارة رئيس المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية ماجد فرج القصيرة إلى بيروت، والتي كانت "فتحاوية" بإمتياز، ولتعيين بديل لقائد "قوات الأمن الوطني الفلسطيني" في لبنان اللواء صبحي أبو عرب ، الذي تجاوز السبعين وآن الآوان لتقاعده واستلام قائد شاب هذه القوة، حتى إشتعلت في عين الحلوة بين حركة فتح والقوة المشتركة وناشطين اسلاميين.
وتكشف اوساط لبنانية معنية بالملف الفلسطيني وواسعة الإطلاع عليه لـ"الديار"، ان الامور كانت ايجابية ومضبوطة قبل احداث الامس وامس الاول، وفي ظل إصرار فلسطيني كامل على التعاون الامني والسياسي والعسكري مع الدولة اللبنانية والجيش والمقاومة، ولتفويت الفرصة على العدو الصهيوني وعملائه والقوى التكفيرية الموجودة في بعض المخيمات، لا سيما في عين الحلوة، ولو كانت في الفترة الاخيرة مختفية وفي اوكارها وفي مناطق محصورة داخل عين الحلوة.
وتشير الاوساط الى ان القوى الفلسطينية مجمعة على تحييد الساحة اللبنانية عن اي اشكال داخلي فلسطيني اي بين فتح وحماس، رغم ان العلاقة بينهما مضبوطة داخل لبنان، وهناك فك ارتباط بين لبنان والخلافات بين الفصيلين، وكذلك هناك اجماع فلسطيني على ان امن المخيمات من مسؤولية القوى الامنية المشتركة وتسعى لتسليمه للدولة اللبنانية، وهذه الفصائل تحرص على تسليم اي مطلوب الى الدولة اللبنانية.
وعن الاشتباكات الحالية في عين الحلوة، تشير الاوساط الى ان القوى الفلسطينية وضعت إقدام "الصومالي" على محاولة قتل محمود خليل المعروف بإسم "أبو قتادة"، والتي اسفرت عن إصابته برجله ومقتل مرافقه الناشط الإسلامي عبدالله فرهود، في خانة العمل الفردي، خصوصاً ان الصومالي طرد منذ شهرين من القوى الفلسطينية المشتركة بسبب سلوكه "المشكلجي"، واثارته للمشاكل بشكل يومي وإطلاق النار بشكل عشوائي.
وتلفت الاوساط الى ان اغتيال العميد في حركة فتح ابو اشرف العرموشي، بعد تعرضه لكمين مسلح مع مرافقيه في حي البساتين داخل مخيم عين الحلوة، ولدى خروجه من الاجتماع الطارىء لـ "هيئة العمل الفلسطيني" المشترك للقوى الوطنية والاسلامية في منطقة صيدا ، في قاعة مسجد النور في مخيم عين الحلوة امس، والذي تبنى تسليم مطلق النار على فرهود، وهو محمد علي زبيدات الملقب بـ "الصومالي"، عمل مدبر وفتنوي وهدفه اشعال مخيم عين الحلوة، ومنع تعيين سلس لخليفة لأبي عرب، وكذلك إطلاق النار على لقاءات حماس وفتح في تركيا، وكذلك اللقاء الذي عقد امس برعاية مصرية في القاهرة للامناء العامين للفصائل الفلسطينية.
وتكشف الاوساط ان الاجتماعات الامنية والسياسية بقيت مفتوحة امس للوصول الى حل يفضي الى توقيف مطلقي النار على العرموشي، وتسليم الصومالي الى الاجهزة الامنية اللبنانية والجهة التي تقف خلفه، بعد تبرؤ "عصبة الانصار" من الاشتباكات والاغتيال.
وكان الجيش ومخابرات الجيش وقوى سياسية وحزب الله جزءاً من هذه الاتصالات. وتلفت الاوساط الى ان القيام بعمل عسكري شامل للقضاء على بعض الجيوب التكفيرية، كان خياراً حاضراً ولكن كخيار اخير، وقد تبنته جهات في "فتح" وتحفظت عليه قوى اخرى، بسبب كلفته العالية، فيما طرح آخرون ان يتم اخراج التكفيريين من المخيمات الى خارج لبنان كما كان يحصل سابقاً، في حال تمنعوا عن تسليم انفسهم للقوى الامنية اللبنانية.