قبل البدء بنص هذا المقال يهمني أن اؤكد أنها لا تنتمي الى أي جهة سياسية أو أي حزب أو تيار وكلامي لا ينبع عن أي تشدد طائفي...
لاحظنا اليوم الترانديغ هاشتاغ على "تويتر"، والذي اكتسح منصّة التغريد التي تحتوي كل الآراء والعبارات والتي تمثل أصحابها ان كان برقيّها أو بانحدار مستواها، هاشتاغ #نيشان_الخبيث الذي أثار جيشا بكامله.
والسؤال الأساسي يكمن في هذه النقطة: هل حارجكم هذا الاعلامي يوماً على طائفتكم أو ميولكم الجنسي أو جنسيتكم أو غيرها من الأمور التي تجعلكم مختلفين ومتميزين؟
برنامجه أصلاً اسمه "أنا هيك"، تقبل كل شخص كما هو واستضافه ليعبر عن نفسه بالرغم من اختلافه، لم يحكم على أي حالة يوماً، ولكن عندما عبّر عن رأيه بصراحة ومن منبره رجمتموه بكلمات حقيرة ومعيبة أظهرت مدى قبح النفوس!
هل تعلمون أن الأرمني اللبناني لم يعد لاجئاً منذ عقود؟ أم أنكم تستنزفونه اقتصاديا وانتخابياً وسياسياً... ثم تشمتون بماضٍ مؤلم عاشه وتخطاه بالعمل المضني وبكد يمينه!
هل نسيتم أن للطائفة الأرمنية في لبنان وزراء ونواب؟ هل نسيتم أن بين أكبر المستثمرين وأصحاب المؤسسات الكبرى أرمن؟ هل بُنيت لهم مراكز العبادة عن غير قصد؟ أم استثمروا بسوق ذهب يستقبل الجميع من دون هدف؟
على الأقل هم لم يجنسوا ويسترخوا! هم تعبوا ودفعوا جنى أعمارهم في استثمارات في البلد هذا الذي تتمسكون أنتم بطائفيته المشوّهة! كيف يمكنكم أن تنعتوهم باللاجئين وهم بدلاً من أن يقتاتوا من أموال الدول الأجنبية وهم مكتوفي الأيدي، فلحوا في أرض لبنان وحصدوا نتيجة تعبهم!
رجمتم اعلامياً لطالما تابعتموه لأنه عبّر عن حرقة في قلبه لذكرى خطفت اعداداً لا تحصى ولا تعد من الأرمن... أنت أيها الساخر هل ذُبح شقيقك أمامك؟ هل قطع رأس والدتك؟ هل تُهت وأبعدت عن عائلتك ولم تعرف ان كان أفرادها على قيد الحياة أم لا؟
ما يحزن في حالكم أكثر من ذلك، هو أن دولاركم كاد يلامس الـ6 آلاف ليرة بالأمس لكن شغلكم الشاغل كان نيشان ورأيه بأردوغان!
هزلت من شعب لا يعرف أن يعبر عن رأيه الا بالتجريح والتنمر والسخرية!
للأسف تصويب اهتمامكم على بعض الأهداف يشير الى غباء أو ربما استغباء... لكنه بالتأكيد يدل على جهل وقلة احترام مفرط!