لم تمر 72 ساعة على صدور مذكرة وزير الداخلية التي أعادت الحياة الى الدوائر الرسمية والمؤسسات التابعة للدولة، حتى عادت الطوابير المتقطعة من كثافتها للتمركز على الأبواب.
ما ترونه في الصورة، ليس من حقبة ما قبل كورونا أبداً، بل هو مشهد من داخل مبنى الضمان الاجتماعي في الدورة، حيث أعطيت مواعيد للناس حتى يحضروا ويتقاضوا أموالهم والفواتير المستحقة، مواعيد لم تحترمها أي جهة لا الداعية ولا المدعوة!
هل نسيتم أن زمن كورونا لم ينتهِ بعد؟ أم غاب عنكم أن وزير التربية قال منذ أيام عدة أن الموجة الثانية للوباء لم تبدأ بعد؟ هذه الأعداد الكثيفة في غرفة صغيرة هل تعتبر طبيعية وصحية؟
ولكن لا خوف من المرض بعد اليوم ما دام الضمان قد شرع أبوابه لاستقبال فواتير المستشفيات، وحاملي الفيروس معاً!
هذا المشهد هو فعلاً غير مقبول، حتى أنه يدفع بكورونا للضحك علينا، فلو كان الفيروس الفتاك مصراً على حمايتنا نحن لا نقبل معه ونصر على التقاطه!
أما كان يجب أن تحضر ادارة الضمان المبالغ التي يجب دفعها منذ الليلة السابقة، بما أنها أعطت مواعيد للناس، بدلاً من أن تجبرهم على البقاء ريثما تتصلح أمورهم؟!
هو بلد العجائب فعلاً، عجائب لا يمكن وصفها ولا تجاهلها... لا يمكن الا القبول بها لأنها منبع كوارثنا اليومي!