كاتبات لبنانيات بالفرنسية جَنْدَرْنَ حرب لبنان
كاتبات لبنانيات بالفرنسية جَنْدَرْنَ حرب لبنان

نقطة على الحرف - تعليق على الاحداث مع هنري زغيب - Sunday, June 18, 2023 4:08:00 PM

الشاعر هنري زغيب 

 

بعد حلقة الأَحد الأَسبَق عن مجلة "التاريخ" العالَمية وما ورَدَ فيها عن صيدا وصُوْر وبيبْلوس وبيروت، وبعد حلقة الأَحد الماضي عن باقات حب إِلى بيروت في كتاب فرنسي جمَعَ 36 نصًّا عن بيروت، أَفتَحُ في حلقة اليوم كتابًا جديدًا عنوانُه "جَنْدَرَةُ الحرب الأَهلية"، وله عنوانٌ جانبيّ "كاتباتٌ فرنكوفونيات في لبنان" وَضَعَتْه الدكتورة ميراي ربيز سنة 2022 وكان له احتفال إِطلاق لدى "المعهد العربي للمرأَة" في الجامعة اللبنانية الأَميركية LAU - بيروت.

وكان الكتاب صدَرَ في 238 صفحة ضمن سلسلة "دراسات إِدنْبرغ للأَدب العربي" لدى منشورات إِدِنبُورغ الجامعية في مدينة إِدِنْبُرغ عاصمة سْكُوتلندا.   المؤَلِّفة اللبنانية ميراي ربيز، أُستاذةُ الدراسات الفرنكوفونية والأَبحاث النسائية والجندرية لدى كلية ديكِنْسُون الجامعية في مدينة كارلايْل من ولاية بنسيلفانيا الأَميركية. وهي كلية تأَسسَت سنة 1773 لتدريس قواعد اللغة الإِنكليزية، وبعد عشر سنوات تحوَّلَت سنة 1783 أَول كلية جامعية تُنشأُ بعد تَكَوُّن الولايات المتحدة وإِعلان استقلالها مجتمعةً في 4 تموز 1776.  

 في مقدمة تحليلية طويلة من 46 صفحة، أَعلنت مؤَلِّفة الكتاب، وهي على حق، أَن كتابها أَولُ بحث تحليلي مطوَّل لنُصوصٍ فرنكوفونية لبنانية وضعتْها كاتبات لبنانيات عن الحرب الأَهلية في لبنان.

وأَحببتُ أَنها في مقطع من المقدمة ترفض عبارة "الحرب الأَهلية"، لكنها استخْدمَتْها للدلالة الزمنية بين 1975 و1990، وما زالت تردداتُها متناسلة سياسيًّا حتى اليوم. 

تعالج ميراي ربيز نصوصًا نسائيةً لــفينوس خوري غاتا (م. 1937) في كتب لها ثلاثة: "عشيقة رجل الأَعمال"، "ضجيج لأَجل قمر ميت"، و"ليس للموتى ظلال"، وإِيتل عدنان (1925-2021) في روايتها "ستّ ماري روز"، وإِيفلين عقَّاد (م. 1943) في روايتها "شقائق حمر للمجزرة"، وأَندريه شديد (1920-2011) في كتابيها "بيت بلا جذور" و"الرسالة"، وهيام يارد (م. 1975) في كتابيها "مرآة الظلال" و"اللعنة"، وجورجيا مخلوف (م.1955) في كتابها "الغائبون".

ومعظمُ ما بحثَت عنه ميراي ربيز لدى أُولئك الكاتبات: نقاطُ التلاقي في كتاباتهنَّ بين الـجَنْدَرَة والجنس، وما بينهما من فوارقَ غالبًا ما تكون شفيفةً فلا تظهر.   

  بعد فصلَين مطوَّلين تُحلل المؤَلِّفة فيهما نصوصًا شائكةَ النسيج بتَنَوُّعها، سلسةَ التحليل في بسْطها، تخلُص المؤَلِّفة إِلى أَن تلك الكاتبات اللبنانيات جميعَهن، ومنهُنَّ من يَعِشْن في لبنان ومنهنَّ مَن يَعِشْن في المهاجر (فينوس خوري غاتا وأَندريه شديد في فرنسا وتحملان الجنسية الفرنسية، وإِيفلين عقَّاد أُمُّها سويسرية)، انتفَضْن في كُتُبِهنَّ ضدَّ الحرب، ضدَّ المجتمع الذكوري الأَبويّ، ودافَعْنَ عن حقوق المرأَة على أَعلى مستوى. ولأَنهنَّ كتَبْنَ بالفرنسية، واجَهْنَ صَبْغَةَ أَنهن مُستشرقات، ما لم تواجهْهُ كاتبات بالعربية نُقِلَت رواياتُهنّ إِلى الفرنسية كما رواية حنان الشيخ "حكاية زهرة"، أَو رواية أَحلام مستغانمي "ذاكرة الجسد".  

ختامًا: في هذا الكتاب التحليلي الأَكاديمي المعمَّق قدَّمت لنا ميراي ربيز خارطةً ساطعةَ الأَثَر لكاتباتٍ لبنانياتٍ بالفرنسية لم تَحُل اللغة بينهُنَّ وبين جُذُورهِنَّ التي منها انطلَقْنَ إِلى القلم أَو المهجَر. فإِنما هكذا لبنان: جُذُورٌ ممتدَّةٌ من أَغصان الأَرز إِلى جميع أَغصان الحضارة في العالَم.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني