ياسر الحريري - الديار
هل تأخذ قوى التحالف الجديد "التيار الوطني الحر" و"القوات" و"الاشتركي" وآخرون، مساحة الفرصة الاخيرة لاثبات وجودها في 14 الجاري، وان لكل اسبابه السياسية والخاصة؟
وفق المعلومات التي وصلت الى بيروت خلال الايام الماضية، ان واشنطن من خلال سفارتها ومندوبيها المعلنين وغير المعلنين، دخلت على الخط واخذت المبادرة مع حلفائها، وابلغتهم بفرصة اخيرة قبل الذهاب الى التسوية في لبنان ذات الطابع الاقليمي الاميركي - السعودي والايراني.
وتؤكد مصادر في محور المقاومة ان اصدقاء واشنطن في لبنان، اخذوا فرصتهم الاخيرة لايصال مرشحهم الى قصر بعبدا، اي جهاد ازعور، وهي فرصة اخيرة، اذ في اليوم التالي سوف تتغير الحسابات. لكن يسجل لحلفاء واشنطن، انهم استطاعوا الحصول على هذه الفرصة. وبالتالي ان فشلوا فيها، فالامور ذاهبة الى تمديد الفراغ الرئاسي، وخلاله الحديث عن خيار ثالث او تثبيت تسويات في المنطقة ستنعكس على الاستحقاق الرئاسي.
وتشير المصادر نفسها الى انه من الواضح لدى واشنطن، ان مرشح حلفائها لن يحصل على 86 صوتاً في الدورة الاولى، لكنها منحتهم الفرصة لاثبات الوجود، كي تسقط كل الحجج والذرائع من امام مستقبل التسوية، التي قد تقودها اللجنة العربية الخماسية كوسيط بين اللبنانيين.
وتشدد المصادر الى ان القضية في اختيار اسم لرئاسة الجمهورية في لبنان، تكمن في ملفات هي الاخطر وطنيا، لذلك فإن مواصفات الرئيس العتيد هامة، رغم صلاحياته المقيدة في الدستور، ومن هذه الملفات على سبيل المثال لا الحصر: الترسيم البري للحدود اللبنانية- الفلسطينية، تحديد الحدود الشرقية اي الحدود السورية- اللبنانية، الملف الفلسطيني وتنظيمه لجهة السلاح مقابل منح الحقوق المدنية والسياسية للاجئيين الفلسطيين، ملف النازحين السوريين الذي يضغط الاتحاد الاوروبي للدمج في لبنان، وهناك اموال مرصودة لكلا الملفين الاخيرين بالمليارات، وايضا هناك ملف استخراج الطاقة والنفط وخطوط الامداد وامنهما.
وتقول مصادر محور المقاومة، انها ملفات تبحث اوروبيا واميركيا، وهناك لجان ورؤى وتفاصيل تناقش، وسوف يجري النقاش كذلك عن الرؤية اللبنانية حيالها. من هنا، تضيف المصادر ان مواصفات رئيس الجمهورية المقبل ليست ترفاً سياسياً، بقدر ما هو مشروع وطني لبناني، يراعي مصالح لبنان الوطنية والاقليمية، وإن خيار ترشيح جهاد ازعور المرتبط بالبنك الدولي غير مقبول، لانه خيار سياسي اميركي بامتياز. اذ لا يجوز وطنيا لموظف في البنك الدولي ان يقود مرحلة حساسة اقليميا ودوليا، ويأتي من خلفية سياسية تتماهى مع هذه المشاريع، التي تضرب الوجود المسيحي في لبنان قبل المسلم، بل ربما تقضي على الوجود المسيحي.
وتؤكد المصادر نفسها ان التهويل الامني الذي تقوده اطراف المحور الاميركي في لبنان فبات جلياً انه صراخ الفاشل، اذ لا مبررات لهذا التهويل وتخويف الناس، ما دام قد ذهبوا الى التوافق على مرشحهم في مقابل فرنجية، في حين اعلنت الكتل الداعمة لفرنجية مشاركتها في جلسة الانتخاب.