محمد بلوط - الديار
قبل ايام معدودة من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة يوم الاربعاء المقبل، نشطت ماكينتا الفريقين المؤيدين لترشيح كل من رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد ازعور، لكسب اصوات النواب المترددين الذين يرجحون كفة اي منهما.
ويقول احد النواب الوسطيين ان مفاجآت يمكن ان تحصل في يوم الجلسة، لكنها لن تكون حاسمة لجهة التمكن من انتخاب الرئيس.
وقبل اكتمال هذه الجهود تمهيدا للجلسة المرتقبة، برز موقف الرئيس بري الحاسم، وتأكيده الاقتراع لفرنجية وليس بورقة بيضاء. واحدث هذا الموقف" نقزة كبيرة" لدى الفريق الآخر، الذي فوجىء به وبتوقيته، وجعله يعيد حساباته ويراجع ارقامه.
ويقول مصدر مطلع ان كلام بري فاجأ الكثيرين، وخلق دينامية جديدة في التعاطي مع جلسة الانتخاب المرتقبة، ملاحظا تراجع بعض المتحمسين في المعارضة في الحديث عن امكان تأمين ازعور لـ٦٥ صوتا او اكثر، والاكتفاء بالكلام عن ارجحية حصوله على رقم اعلى من رقم فرنجية. ويضيف ان كلام بعض اوساط المعارضة عن تمكن ازعور من تأمين اكثر من ٦٥ صوتا منذ البداية، كان مبالغا فيه ولا يستند الى اي احصاء جدي، وان الرقم المحسوب حتى الآن دونه.
وفي الفريق الآخر، يسود صمت كامل حول الارقام والاحصاءات. وعندما يُسأل احد نواب "الثنائي الشيعي" الناشطين عن اجواء وحسابات الجلسة المقبلة، يقول" لا شيء لدينا في هذا الشأن، بعد ايام معدودة ستنكشف الحقيقة في الجلسة". ويغمز من قناة الفريق الآخر ردا على سؤال حول الحديث عن تأمين ٦٥ صوتا لازعور: "بكرا منشوف، لكن ما يحكى ويقال في هذا المجال، هو مجرد دعاية اعلامية لا تستند الى الواقع وكل المعطيات".
ما هي الاجواء التي سجلت حتى الآن؟ على محور الفريق المؤيد لازعور، تقول المعلومات ان رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل لم ينجح في تعديل موقف المعارضين لازعور في تكتل "لبنان القوي"، على الرغم من الاستعانة بالرئيس المؤسس العماد ميشال عون، خصوصا ان نواب التيار المعارضين هم من قياديي الصف الاول والمؤسسين للتيار.
ووفقا للمعلومات، فان النواب الاربعة: ابراهيم كنعان، ألان عون، سيمون ابي رميا واسعد درغام، يتجهون الى الاقتراع بورقة بيضاء. كما بات معلوما ايضا ان نواب "الطاشناق" الثلاثة ونائب رئيس المجلس الياس بوصعب يتجهون للتصويت لمصلحة فرنجية، بالاضافة الى النائب محمد يحيى الذي انضم الى كتلة "اللقاء التشاوري" المؤيدة لفرنجية ايضا.
اما بالنسبة لنواب "التغيير" فان الرقم المؤكد لمصلحة ازعور لم يرتفع حتى الامس، وبقي ٣ نواب هم: مارك ضو، وضاح الصادق وميشال الدويهي .ويرفض اربعة نواب "تغييريين" التصويت بشكل قاطع لازعور هم: الياس جرادة، شربل مسعد، حليمة القعقور وسنتيا زرازير، وهم في الوقت نفسه لا يؤيدون فرنجية.
اما النواب "التغيريين" الباقون: ابراهيم منيمنة، بولا يعقوبيان، ياسين ياسين، فراس حمدان، نجاة صليبا وملحم خلف، فهم يجرون مزيدا من التشاور في ما بينهم لاتخاذ الموقف النهائي قبل الجلسة، ويتواصلون ايضا مع نواب صيدا اسامة سعد وعبدالرحمن البزري وشربل مسعد لاتخاذ موقف مشترك بالتصويت لمرشح ثالث يرجح ان يكون زياد بارود.
اما على محور الفريق المؤيد لفرنجية، فالى جانب كتلة "المردة" وكتلتي "الثنائي الشيعي" يتجه نواب الارمن "الطاشناق" وكتلة "اللقاء التشاوري" الخماسية وعدد من المستقلين الى التصويت يوم الاربعاء لفرنجية.
وعلى الرغم من عدم حسم كتلة "الاعتدال الوطني" موقفها وحرصها التريث الى يوم الجلسة، فان هناك عددا ملحوظا من اعضائها يميل الى فرنجية، ما يعزز حصته من الكتلة.
وعلى الرغم من عدم اكتمال الحسابات وحسم خيارات عدد لا بأس به من النواب، فان الفريقين يذهبان الى الجلسة بنوع من الثقة في تأمين عدد اكبر، لكنهما يقران ان احدا من المرشحين فرنجية وازعور لم يقترب بعد من الـ٦٥ صوتا.
ويحرص مصدر نيابي متعاطف مع فرنجية على عدم الدخول في التفاصيل، لكنه يشير الى ان هناك عددا ملحوظا، متردد او متريث، لا يقل عن عشرة نواب. لكن يبدو انه باتجاه حجب اصواته عن ازعور وفرنجية، وهذا يعني ان احدا من المرشحين لم يصل الى تأمين الـ٦٥ صوتا حتى الآن.