الاعلامي د. كريستيان أوسي
في لقاءٍ ضمّ بعض المسؤولين، نُقِل عن إحدى الشخصيات الوزارية البارزة كلام مهم عن الوضع الحرج الذي تختبره الحكومة الراهنة، في ضوء تسارع التطورات الاقتصادية والادارية والاجتماعية والامنية والديبلوماسية.
وفي رأي هذه الشخصية ان الحكومة اجتازت عدة مطبّات، برز فيها تخلٍ او تهديدٌ بالتخلّي عنها من قبل افرقائها بالذات، ما يعني ان الغطاء السياسي الذي أتاح ولادتها، يحتاج هو في الواقع الى إعادة بحث، وان هذا الامر قد يؤدي الى واحدة من الخطوات التالية:
إما ان ينكفىء المعترضون والمهددون بالاعتكاف عن تلميحاتهم، سامحين للوزراء وللحكومة بالعمل بموجب ما يقتضيه الظرف.
وإما ان يصار الى تغيير بعض الوجوه بأخرى فاعلة ومؤثرة في النسيج المجتمعي، بقراراتها وحضورها، لإحداث ردّة العفل الإيجابية المطلوبة.
وإما ان يصار الى إعادة نظر شاملة في وضعها.
إلا ان الشخصية الوزارية إياها تنفي خطورة الحل الأخير الذي سيعني، إذا وقع، دفعاً بالبلاد نحو المزيد من المجهول، خصوصاً في ظرف دقيق يشهد مفاوضات حساسة مع صندوق النقد الدولي بهدف دعم الاقتصاد لإنعاش المجتمع، كما يشهد مواجهة حادة في المنطقة على صعيد الإجراءات والقوانين الاميركية الاخيرة، ولا سيما "قانون قيصر" ومفاعيله، وما يمكن ان يطال ويصيب لبنان منها، كل هذه الإنعكاسات قد تدفع بالمعنيين الى إعادة تركيز البنيان الحكومي.
في السياق نفسه، تكشف معلومات متداولة على نطاق ضيّق ان لوائح جديدة ستصدر عن الخزانة الاميركية تشمل بعض الشخصيات والكيانات اللبنانية، في إطار تضييق الحصار على حزب الله. وتبدي هذه المعلومات خشية من ان يكون العدد الوارد فيها كبيراً جداً بحيث يتخطّى ربما الأربعين اسماً من طوائف مختلفة، يشار اليها على أنها داعمة او مساعدة أو مؤيدة أو متعاطفة مع حزب الله، وسوريا وهي تحديداً من الطوائف المسيحية والطائفة الدرزية، ناهيك عن اسماء شيعية وأخرى سنية. وقد يكون البعض منها بمثابة المفاجأة أو الخطوة غير المتوقعة.
لا يُخفى ان بعض المرشحين دخلوا بالفعل، مسبقاً، في بازار التفاوض غير المباشر مع الاجهزة والادارة في واشنطن، من خلال اطلاق مواقف سياسية حملت العديد من الرسائل وشكّلت في مضمونها انعطافاً حاداً استوقف السفارة الاميركية، بحيث بدأ همسّ عن احتمال البناء على ما سبق في إطار السعي الى معطى سياسي جديد في البلاد قد يشهد متغيرات جذرية تسهم في تليين مواقف بعض الافرقاء، بسبب الضغوط التي قد يتعرضون اليها، او تدفع بآخرين الى ان ينحوا منحى مناقضاً وجذرياً لما سبق أن جاهروا به خلال اكثر من عقد من الزمن، ما يمكن ان يعيد خلط الأوراق بالمطلق.
والى حين ظهور هذه او ذاك، يستمر الشعب يعاني من ضائقته الاقتصادية الحادة، متشبثاً ببارقة الأمل ... فهل ستلوح أمامه؟