رقم ورأي: هل الممارسات العنصرية زادت في ظل الإدارة الأميركية الحالية؟
رقم ورأي: هل الممارسات العنصرية زادت في ظل الإدارة الأميركية الحالية؟

خاص - Friday, June 5, 2020 12:50:00 PM

الرقم:

الأكثرية الساحقة أقرت أن الممارسات العنصرية زادت في ظل الإدارة الأميركية الحالية.


الرأي:

منذ تأسيس الجمهورية الأميركية، لم تغِبْ العنصرية العرقية عن أي من الإدارات الحاكمة، بما فيها إدارة الرئيس الأميركي الأسمر الأول والوحيد. على الرغم من قدرة البيئة السمراء على تسلّق السلّم الإجتماعي والطبقي بشكل صاروخي من خلال الرياضة، الموسيقى، السياسة، والقضاء إلا أن ذلك لم يلغِ الفكر العنصري اليميني المتطرف الإستعبادي بل لربما زاد من حدّته.

شكّل وصول أوباما إلى سدة الرئاسة نصراً تاريخياً جباراً: أسمرٌ في البيت الأبيض. منحت هذه اللحظة الراحة الأبدية لشهداء الصراع التاريخي ضد العنصرية أمثال مارتن لوثر كينغ، مالكولم أكس وروزا باركس. أسكَرَ هذا النصر مناصري اليسار والإعتدال الأميركي فغاب عنهم ما كان يُحَضَّر. أفاقت هذه الهزيمة للجمهوريين العملاق اليميني فيهم وجيّشوا جميع مواردهم لإيصال الأبيض المثالي: دونالد ترامب. ترسَّخ في زمن إدارة ترامب الفتيَّة جميع مبادئ الفوقية البيضاء. هذا ليس تحليلاً. هذا نتيجة قراءة بسيطة لأيٍّ من خطاباته، قرارته التنفيذية أو، للأسف، تغريداته. لعل أبرزها:
- تصريحه بعد أحداث شارلوتسفيل المتطرفة: هناك "أوادم" في الجهتين (شاملا النيو نازيين ومناصري الKKK).
- سياسة الهجرة العنصرية ضد الأقليّات.
- نُقِلَ عنه في إجتماع في البيت الأبيض تسميته للدول الأفريقية: sh*tholes.
- تغريدته بشأن عضوات الكونجرس ذات الأصول الأجنبية حيث طلب منهن "الرجوع من حيث أتَيْنَ".
خنقت هذه التراكمات العنصرية، الرقمية بمعظمها، المجتمع الأسمر والأقليات الأخرى لدرجة إنقطاع نفسها، المجازي والفعلي، مع حادثة جورج فلويد. إنفجر الغضب وإجتاحت المظاهرات الولايات جميعها بدون إستثناء. رأى الشعب العنف الذي مارسه الشرطي (السلطة) على مسكين أعزل (الشعب) فما كان منه إلا المعاملة بالمثل. أراد الشعب تدمير ما وصلت إليه الإدارة من فاشية وهتلرية وفوقية وديكتاتورية وكل ما يرمز إليها. وكعادته، عوضاً عن تهدئة الوضع وممارسة نضج سياسي ضروري في هذه المرحلة، لجأ ترامب إلى منصته الزرقاء ليُكمّل ما إرتكبه الشرطي عبر تغريدات ولدانية تنمّ عن عقد نقص وحقد.

إستطاعت أميركا تصدّر العالم بالتقدم الإقتصادي، التكنولوجي، السياسي والعسكري. برهنت أن أنظمتها هي الأقوى والأنجح. ولكن ما أخفاه هذا النجاح هو طبقات متعددة وعميقة من القِيَم المنهارة والعنصرية المتجذرة. تتجلى اليوم العبودية الحديثة أكثر من أي وقت مضى. أصبحت موثقة وبالتالي مفضوحة للجميع. وقد نجح ترامب، كونه رئيس أقوى دولة في العالم، في تصدير هذه الممارسات إلى جميع أنحاء العالم.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني