"لدينا تطلعات وطنيّة"... نبيل الحلبي: لدى بهاء الحريري مشروع نهضوي لا يعتمد على الإستدانة
"لدينا تطلعات وطنيّة"... نبيل الحلبي: لدى بهاء الحريري مشروع نهضوي لا يعتمد على الإستدانة

خاص - Tuesday, June 2, 2020 11:15:00 AM

محمد شعيب 

إنشغل المجتمع اللبناني وأوساط سياسية ببيان لبهاء رفيق الحريري شقيق رئيس الوزراء السابق سعد الحريري وطرحت تساؤلات عدّة بشأنه من حيث التوقيت والمضمون والخلفيات.

وأعرب بهاء الحريري المقيم خارج لبنان منذ سنوات والبعيد عن المعادلات السياسية في بيان نشره مكتبه الإعلامي عن مساندته ما وصفها بمطالب الثورة لتحقيق تغيير جذري في بنية النظام اللبناني لإعادة كرامة المواطنين التي فقدت على يد المنظومة السياسية على حد تعبيره.

وأضاف الحريري أن أغلبية السياسيين والأحزاب قاموا بعد اغتيال والده رفيق الحريري عام 2005 بتكديس الأموال على حساب الوطن ومصالحه وعقدوا تحالفات كان ضحيتها لبنان وأهله والثقة الدولية على حد تعبيره.

واعتبر كثيرون أن المستهدف الأول ببيان بهاء الحريري هو شقيقه سعد في حين أتى الردّ على لسان بعد نواب المستقبل وقيادييه .

ولمعرفة تفاصيل أكثر عن أسباب توقيت، مضمون خلفيات وتفاصيل أكثر عن هذا البيان كان لنا لقاء خاص مع المحامي الأستاذ نبيل الحلبي وهو مقرّب من الشيخ بهاء الحريري  .

 

1-   لماذا إختار بهاء الحريري هذا التوقيت بالتحديد لإصدار بيانه ؟ وهل الهدف هو الدخول في المعترك السياسي ؟

أولا الشيخ بهاء الحريري لم يختر هذا التوقيت لإصدار بيانه الأول، بيانه الأول كان في ذكرى إستشهاد والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث قال أنه بعدما وصلنا إلى المحظور أي وصول لبنان إلى حافة الإنهيار والإفلاس المالي أوعز بالمسؤولية على كل ذلك إلى منظومة الفساد وأعلن ببيانi الأول دعمه لإرادة الشباب اللبناني بالتغيير .

اما في بيانه الثاني، أعاد بالذاكرة إلى سلسلة أحداث أحبطت أحلام اللبنانيين منذ عام 2005 وحتى الساعة إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه مشيراً إلى أنه داعم لثورة 17 تشرين .

وإذا كان هذا المقصود بالعمل السياسي هذا واقع، أما إذا كان المقصود أنه يسعى إلى منصب في السطة أقولها بشكل حازم أن الشيخ بهاء الحريري لا يسعى إلى ذلك بل داعم لإرادة الشباب اللبناني للتغيير السلمي ومحاسبة الفاسدين .  

 

2-   أخبرنا عن الدور الذي تلعبه مع الشيخ بهاء الحريري وما ردّك على كل من يتّهمك بإثارة الفتنة والشرخ بين أبناء الطائفة الواحدة ؟

في مضمون البيان الأخير للشيخ بهاء الحريري ذكر بأنه يدعم المنتديات الشبابية التي قمت بتأسيسها منذ عامين وهي إحدى المكونات الأساسية في ثورة 17 تشرين والأكثر تنظيماً وبما تربطني من علاقة شخصيّة مع الشيخ بهاء الحريري .

ليس هدفنا إيجاد شرخ داخل أبناء الطائفة الواحدة، نحن لسنا حركة طائفيّة ، نحن لدينا تطلعات وطنيّة لإصلاح نظام إقتصادي ، سياسيي وإجتماعي داخل لبنان من أجل محاربة منظومة الفساد بجميع مكوناتها وبجميع طوائفها لأن هذه المنظومة هي عابرة للطوائف وبالتالي حربنا وثورتنا لهذه المنظومة تتجاوز الطائفة الواحدة وشخص سعد الحريري أو تيار المستقبل أو الطائفة السنيّة .

الفساد موجود داخل كل حزب وداخل كل طائفة وبالتالي إتهامنا من بعض أركان منظومة الفساد بأننا نسعى إلى فتنة والشرخ بين أبناء الطائفة الواحدة أمر لا يلتقي إلى الواقع ولا يلتقي مع أهداف المنتدى الذي أسس منذ عامين حيث لم نسمع هذا الصراخ من عامين .

الطائفة السنيّة ليست موحّدة تحت سلطة شخص واحد أو تيار واحد، هناك مجموعة شخصيّات سياسية موجودة داخل الطائفة السنيّة وهناك أحزاب موجودة وجمعيات أهلية ومن هنا أسأل لماذا ذكر المنتدى وإتهامه بأنه يسعى للتفرقة وكأن الطائفة هي قلب واحد .  

 

3-   كيف تقيّمون ردّة فعل الشارع اللبناني والسياسي على هذا البيان ؟

هناك من رحّب، وهناك من عارض ولا أفهم لماذا عارض إلا إذا كان يريد ويرغب في البقاء ضمن هذه الحالة وتحت سلطة منظومة الفساد .

هناك من أيّد من الشباب الذين يرغبون بالتغيير ويتأملون أن يكون هذا البيان مدخل حقيقي للتغيير وبناء دولة حقيقية تعيد الإعتبار لحكم المؤسسات والقانون .

هناك أيضاً من يترقّب لخطوات جديّة على الأرض من المنتديات ومن الشيخ بهاء الحريري تحديداً وينتظر ولا يبدي أي ردّة فعل طبعاً نفس الأمر بالنسبة لردود الأفعال السياسية التي أتت على هذا البيان .

 

4-   في المقلب الآخر ، البعض لا يحبّذ فكرة دخول بهاء الحريري السياسة لأنه يفتقد للتاريخ والخبرة في هذا المجال ، ما ردّكم ؟

الشيخ بهاء الحريري لا يرغب بتولّي منصب داخل السلطة وبالتالي إتهامه مسبقاً أنه يسعى إلى السلطة فهو إتهام مستهجن وظالم لأن الرجل لم يطلب ويذكر ذلك بل على العكس قال أنه لا يريد ولا يرغب بتولّي منصب داخل السلطة . الشيخ بهاء داعم لثورة 17 تشرين ولإرادة الشباب اللبناني بالتغيير مثله مثل أي مغترب ، رجل أعمال لبناني يسعى للخير إلى وطنه وله كامل الحقوق المدنيّة والسياسية لممارسة هذا النشاط الداعم إلى شعبه يتطلّع إلى حلم التغيير وهذا حقّه المكفول دستوراً وفي العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيّة والسياسية للأفراد .

بالنسبة للخبرة في عالم الإقتصاد فهو لديه كم هائل من الخبرات إضافة إلى علاقات سياسية نافذة في العالم وعلاقات إقتصادية في عالم الأعمال وطبعاً عندما يطلّ على المشهد اللبناني مثله مثل أي وجه جديد يطلّ على السياسية في لبنان وليس بالضرورة أن يكون مخضرماً سياسياً فهو متابع للشأن العام داخل لبنان وبأدق تفاصيله مثل أي شخص تواجهه بعض المصاعب .

وإذا أخذنا مثلاً أي شخصيّة نيابية أو وزارية تولّت المهام العامة في لبنان ليس لديها أي تاريخ هذا لا يعني أنه لا يجوز لها أن تعمل في السياسة . هناك مستشارين وفريق عمل يعاون الشخصيات وهناك التجارب المتلاحقة التي تواجه هذه الشخصيات وتكسبها الخبرات مثله مثل أي شخص لم يقم بالعمل السياسي وإذا أخذنا على سبيل المثال الرئيس سعد الحريري لم يكن لديه هذه الخبرات السابقة في السياسية إكتسبها فيما بعد وأيضاً الرئيس نجيب ميقاتي فهو جاء من عالم الأعمال وأيضاً الرئيس عمر كرامي رحمه الله والذي لم يكن لديه الخبرات السياسية بل كان متابعاً لما يقوم به شقيقه الرئيس رشيد كرامي .

العديد من الشخصيات اللبنانية في الساحة السنيّة لم يكن لديها التاريخ ولم تكن من بيت سياسي وبالتالي الخبرات تأتي من التجارب وهذا لا يمنع أي شخص من القيام بعمل سياسي أو نشاط بالشأن العام .  

 

5-   هل صحيح أن بهاء الحريري يطمح لخلافة شقيقه سعد ويصبح زعيم المستقبل ؟ وبماذا يختلف وكيف سينجح ؟

هذا الأمر غير صحيح وغير واقعي وغير مطروح. لكل شخص عمله وسيرته ونهجه وإرثه الذي تركه وبالتالي تيار المستقبل هو تيار مستقل له قيادته والمنتديات ستكون لها قيادتها وهي مستقلّة ولها رؤيتها المستقلّة وبالتالي الأمر ليس مطروحاً بتولّي خلافة أو قيادة داخل التيار . 

الشيخ بهاء الحريري كما أعرفه لديه طموح داخل لبنان بالنسبة لإنهاض البلد إفتصاديا وإستعادة دوره السياسي في المنطقة والإقليم. طبعا لديه مشروع سياسي وإقتصادي هو مشروع نهضوي لا يعتمد على الإستدانة ، يعتمد على الإعتماد على الإغتراب اللبناني وعلى الإستثمار، لبنان بلد غني، له ثروات تغنيه عن الإستدانة إذا أحسنت إدارتها بعيداً عن الصفقات والمحاصصة ونهب المال العام .

 

6-   ما هي أفكاره ، وهل تعتقد أن هناك إستراتيجيّة معيّنة ممكن أن يتّبعها ؟

هناك مشاريع كبرى تستطيع أن تشغّل اليد العاملة في لبنان، هناك الموانئ اللبنانية وبالتالي نستطيع ربط لبنان مع الكثير من دول الإقليم وهذا يفيدنا من مكانة لبنان الجغرافية إضافة إلى قدرات اللبنانيين من الداخل والخارج وهذا يحتاج إلى إدارة نظيفة الكف وأن تحسن إدارة هذه الموارد وتبتكر المشاريع التي تدرّ أرباحاً على اللبنانيين ولبنان والخزينة العامة وأن تشغّل الطاقة الشبابية داخل هذه المؤسسات .  

 

7-   هل تعتقد أن الحريري سيحظى بإحتضان شعبي ؟ وخصوصاً أن الشعب ملّ من الزعامات السياسية والطائفية ؟

 

أعتقد أن الشباب اللبناني ملّ من الزعامات التقليديّة التي نهبت المال العام وأقامت الصفقات على حساب الخزينة العامة وحساب اللبنانيين، وأيضاً الشعب اللبناني لم يعد يقبل أي زعامة أو أي قيادة لا تلبّي طموحه أو لا تقوم بمبادرات حقيقة وواقعية لأن ملّ من الكلام أو البرامج التي لا تترجم بالأفعال ولذلك أعتقد أن الشباب اللبناني بعد ثورة 17 تشرين ليس قبله ولذلك من الصعب أن نقنع الشباب اللبناني بأي شخصيّة إذا لم تكن هذه الشخصيّة لديها برنامج قابل للتنفيذ وتحظى هذه الشخصيّة بثقة الجهات المانحة الصديقة للبنان لأن المشكلة الأن هي إستنهاض لبنان من العجز الإقتصادي وحالة الإفلاس والتدهور الذي وصل إليها .

هناك من يريد أن يرى شخصيّة توقف هذا الإنهيار بشكل سريع وتعيد لبنان على السكّة الصحيحة التي يمكنه من خلالها إعادة عافيته . 

 

8-   ما هو تقييمك الشخصي لأداء الرئيس سعد الحريري ؟

الرئيس سعد الحريري هو الرئيس الذي حظي بالفرص العديدة والمديدة والتي قام بإضاعتها، بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان هناك فرصة للرئيس سعد الحريري من خلال دعم دولي كبير وإقليمي ودعم شعبي كبير له من أجل تحقيق ما يصبو إليه اللبنانيين وجمهوره على الأقل ولكنه كان يضيع الفرصة تلو الفرصة من خلال مشورات قدّمه له مستشارون سيئون ومن خلال شخصيات متسلّقة بدأت تنخر فساداً داخل مؤسسات تيار المستقبل ولم يقم بعمليّة تطهير داخل تياره السياسي فتسرّب هذا الفساد من داخل التيار إلى مؤسسات الدولة حيث كانت التعيينات من خارج المراكز المنتجة والمصدّرة للكفاءات مثل مجلس الخدمة المدنيّة وقام بالشراكة مع جبران باسيل وغيره بتعطيل هذه المؤسسات ولم يوقّع على مرسوم الفائزين في مباراة مجلس الخدمة المدنيّة وإستعاد عن ذلك بالمحاصصة الحزبيّة من خلال تولّي متسلقين فاشلين غوغائيين محازبين له ولجبران باسيل وغيرهم من منظومة السلطة فكان الفشل الذريع للمؤسسات والتي أودت إلى البلاد إلى ما وصلت إليه، فضلاً عن الوعود الكبيرة التي ساقها إلى اللبنانيين قبيل الإنتخابات النيابية والتي لم تبصر أي منها النور ووضعت حيّز التنفيذ . 

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني