دولار لبنان يقلب المقاييس... لا زواج بعد اليوم: إمّا المساكنة او الانقراض
دولار لبنان يقلب المقاييس... لا زواج بعد اليوم: إمّا المساكنة او الانقراض

خاص - Tuesday, June 2, 2020 11:12:00 AM

تعرفا... أحبا بعضهما... طلب يدها ومن بعدها تزوجا وشكّلا عائلة جميلة... بقيا معا في السراء والضراء حتى فرقهما الموت!

هذه كانت الآلية المتبعة للحياة بشكل عام، الا أن سعر صرف الدولار في لبنان قلب المقاييس و"شقلب" التسلسل ليصبح على الشكل التالي: تعرفا... أحبا بعضهما... عاشا الضراء والضراء حتى فرقهما الموت من الذل والفقر وغلاء المعيشة وسعر صرف الدولار وحرمان الأحلام في دولة أرخص ما فيها شعبها...

هؤلاء هم جيل الشباب اللبناني اليوم، حفلات زفاف تلغى بشكل هستيري وأحباب يفترقون لأن لا قدرة مادية لديهم من أجل تأمين الاستمرارية، وبصراحة هم محقون!

تخيلوا معي شخصين قرّرا الزواج، اما أن يسكنا مع أهله أو ان يستأجرا شقة صغيرة لأن لا مجال للبناء أو للشراء، حتى اللحظة وضعهما يمكن أن يكون مستقراً، الى أن تحمل الزوجة وهنا الكارثة، تخيلوا أن الانجاب تحول من نعمة الى كارثة! فالحليب والحفاضات وزيارة الطبيب والأدوية ومن بعدها الحضانة والمدرسة.... من يتكفل بتغطية كل هذه المصاريف؟

هل تعتقدون أن أرواح الرواتب التي تتقاضونها في نهاية الشهر هي رواتب وتكفيكم مع عائلاتكم؟ لا يا أعزائي! أنتم شعب، على عكس الأغاني الشعبية، ولدتم للذل والقهر والجوع... أنتم شعب سُلبت منه كرامته منذ ذلك اليوم الذي سلّم فيه أهلكم أنفسهم للسياسيين والأحزاب التي بدورها باعتهم في سوق المصالح والاتفاقيات بسعر الجملة و "عاللبناني"!

وان بحثتم عن حلّ بديل للتمكن من تأسيس "عائلة"، يمكنكم اذا كنتم مسيحيين اللجوء الى بكركي، التي تؤجر عقاراتها لأبناء الكنيسة حتى يستثمروها ويبنوا فيها منازلاً يعيشون فيها، ولكن مهلاً! ايجارات الأراضي بالدولار والحفر والبناء والكلفة التي ارتفعت ضرب 4 على الأقل من يتكفل بها؟

اسمحوا لي باقتراح بسيط، مع كامل احترامي لكل الجهات المعنية، ولكن أما كانت تستطيع الكنيسة أن تبني مبانٍ وتبيع شققها لأبنائها بسعر الكلفة؟ أما كانت تستطيع أن تدعم المسيحيين الذين تُرفض أوراق هجرتهم على أبواب السفارات بتوصيات كنسية؟

ليست الكنيسة وحدها. دار الفتوى ليست احسن حالا. ولا هو المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى. اوقاف متروكة لتحمل اسم "الاسلام" من دون أن تسعى أدنى سعي لتساعد من يحملونه في قلوبهم.

فرصة المستقبل أصبحت مستحيلة، والحلول أصبحت ضئيلة، لأنك ولو استأجرت شقة، هل يمكنك أن تضمن أنك ستبقى موظفاً في الشهر المقبل لتتمكن من دفع ايجارك؟

هل دفعتكم لليأس؟ أعذروني فهذا ليس ذنبي لكنه الواقع في "سويسرا الشرق"، هم جردونا من أبسط أحلامنا، من طموحنا على مختلف الأصعدة وحولونا الى كائنات روبوتية متوترة، تستيقظ صباحاً متجهة الى عملها الذي لا تعلم متى تخسره، وتدفع راتبها ضرائب وفرق عملة، وتعود للنوم في منزل ثلاجته شبه فارغة.

لذلك ومن على هذا المنبر يا قرائي أقول لكم: بقي لديكم حل واحد! المساكنة! لا منزل ولا ارتباط رسمي ولا من يحزنون... وكل يتكفل بمصروفه! ولكن... عذراً! نسيت أن حتى الخروج عن القيم الدينية والمجتمعية لم يعد من حقنا ولا من قدرتنا!

انسوا أمر المساكنة، من الأفضل أن نتوقف عن الزواج والتزاوج والانجاب، فلنكن فاعلي خير ونساهم في انقراض اللبنانيين حتى يسلم الشرف الرفيع من الذل الذي نعيشه يومياً!

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني