قلق داخلي من سعي "حزب الله" لربط لبنان بساحات المواجهة الإقليمية
قلق داخلي من سعي "حزب الله" لربط لبنان بساحات المواجهة الإقليمية

أخبار البلد - Tuesday, April 11, 2023 6:31:00 AM

عمر البردان- السياسة الكويتية 

 
بعد عودة “حزب الله” لتحريك جبهة جنوب لبنان عبر المنظمات الفلسطينية الموالية لإيران وفي مقدمها “حماس”، فإن تساؤلات عديدة طرحت عن أسباب إصرار هذا الفريق على تعريض استقرار لبنان للخطر، ما قد يدفع إسرائيل إلى القيام بالاعتداء على لبنان، على غرار ما تقوم به ضد الأراضي السورية، بشكل شبه متواصل. وفي هذا الخصوص تنظر أوساط لبنانية معارضة بكثير من القلق إلى الاجتماعات السرية والعلنية التي يعقدها مسؤولون في الحزب مع مسؤولين إيرانيين وفلسطينيين.


وتقول لـ”السياسة”، إن سعي الحزب لإعادة استخدام لبنان ساحة لمقاومات المنطقة، سيعرضه لمخاطر جسيمة من جانب إسرائيل، وسيفتح أبواب المواجهة معها في أي لحظة، متسائلة، “هل أن المطلوب ربط الساحة الجنوبية بما يجري في غزة والقدس وسورية؟ وهل أن لبنان في ظل ظروفه البالغة الخطورة الحالية، قادر على تحمل توريطه بمغامرة عنف جديدة لا يمكن التكهن بنتائجها المدمرة على مختلف المستويات؟”.


وأكدت الأوساط المعارضة، أن إعادة تحريك الملف الجنوبي ليست بريئة في هذا التوقيت بالذات، وهي رسالة من حزب الله بأنه ما زال الآمر والناهي على الصعيد الأمني. ويريد أن يوظف ذلك على الصعيد السياسي، سعياً منه للإمساك أكثر فأكثر بالشأن الرئاسي، في محاولة منه لفرض رئيس الجمهورية الذي يريد، أو أنه لن يسمح للخارج بأن يفرض أي رئيس على اللبنانيين، إذا لم يكن موافقاً عليه، أو بالأحرى إذا لم يحصل على موافقة إيران ورضاها، باعتبار أن طهران لن تتخلى بسهولة عن الورقة الرئاسية اللبنانية.


وتأخذ الأوساط المعارضة على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، عدم تسميته “حماس” بالاسم وتحميلها مسؤولية إطلاق الصواريخ من لبنان، ما يؤكد بوضوح برأيها أن القرار بلبنان، كان وما يزال بيد حزب الله وحلفائه، وأن لا وجود للسلطة الشرعية، بالرغم من التواجد العسكري للجيش اللبناني الذي لا حول ولاقوة له. وإذ لفتت مصادر دبلوماسية عربية إلى أهمية الحراك الخارجي، لتسهيل حصول انتخاب رئيس جديد للجمهورية، إلا أنها أكدت لـ”السياسة”، أن مفتاح الحل بأيدي اللبنانيين الذين عليهم أن يتفقوا على الرئيس الجديد، مشددة على أن هذا الرئيس يجب أن يبدأ بأمرين أساسيين، الأول تنفيذ الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، والثاني الالتزام بالبرنامج الإصلاحي الذي تعهد به لبنان للمجتمع الدولي .


في الاثناء، اكد البطريرك بشارة الراعي خلال القداس التقليدي في اثنين الفصح أنه من الضروري عودة لبنان الى موقعه الطبيعي في العالم العربي وعلى الخارطة الدولية، قائلا إنه “من دون التكافل والتضامن لن يوجد عالم بعد اليوم ولا حياة سلام، فالاقتصاد اليوم لا ينقذ العالم انما يمزقه والسلام يبنى بالتعاون والاخوة.


وفي الشأن الرئاسي، اعتبر نائب “حزب الله” إبراهيم الموسوي، ان الحوار هو السبيل الحقيقي والوحيد للتوصل إلى تفاهم حول موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، مشيرا إلى ان حظوظ سليمان فرنجية جدية وحقيقية وهي تكبر أكثر فأكثر داخليا وخارجيا، مجددا دعوة الحزب الى الحوار وان يطرح الفريق الآخر مرشحه الجدي، كمدخل للتفاهم لكي يصل الجميع إلى النهايات المرجوة.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني