ان يخرج شيخ معمم مسؤول ورفيع المستوى في دار الفتوى ويدعو الى نقل لبنان الى التوقيت الاسلامي فهذا ليس بأمر عادي، فيبدو ان الاتفاق حصل بتحويل لبنان الى دولة إسلامية.
رئيس الحكومة البتراء نجيب ميقاتي مند أيام بدأ العد والفرز بين المسلمين والمسيحيين، رحم الله الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أوقف العد ولكن هناك حكام يميلون الى النفس الاخواني والتشدد ويحكمون لبنان اليوم مرتدين الكرافات.
ميقاتي إتخذ القرار على فنجان قهوة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، واللافت انها المرة الاولى التي يتسرب فيها فيديو من عين التينة، فهل علم ابو خشبة ان هناك من يصور سرا؟ ام ان التمثلية كان يقف خلفها مخرج ومنتج ومصور ، للقول للمسيحيين ان الساعة تسير على التوقيت الاسلامي وليس العالمي، فمصر وسوريا والعراق وكل الدول المسلمة لم تغير ساعتها وتسير على التوقيت العالمي.
لكن جلسة القهوة الطائفية تريد السير بساعة مختلفة لكي ينام موظفو بري في الادارات العامة لساعات اضافية صباحا، كأن معاني الصوم باتت بالتوقيت فقط والطعام والشرب والتمر والفتوش.. فيما الصوم يكون صوما عن الافعال الدنيئة والبشعة وليس عن الطعام فقط، ولكن يبدو ان معاني الصوم لدى بري وميقاتي باتت بالأكل والشرب فقط.
هل لاحظتم كم هي اللغة الطائفية بشعة ومقيتة؟ عندما لاحظ بري وميقاتي ان اللغة البشعة انطلقت بسببهما والبلد انقسم ووسائل الاعلام سارت ضدهم الا المنار والـNBN. المدراس والمؤسسات المسيحية سارت ضد القرار، والبطريرك الراعي هز العصا لميقاتي في اتصال عاصف بينهما، ألم يفكر ميقاتي بالتراجع؟ لإنصاف ميقاتي نعم فكر بالتراجع ولكن بري منعه ورفع له الإصبع وقال له اكمل انا خلفك، وظهر ميقاتي بمظهر النعجة الصالحة "الزعلانة" مما يحصل.
ميقاتي وبري سقطا كزعيمين وطنيين كانا لا يتحدثان بالطائفية، والمسيحيون قبل المسلمين كانوا يرفضون رفضا قاطعا الكلام بتقسيم او انقسام او امور طائفية، وكلنا تربينا على هذا الأمر، وتبين للجميع ان فدرالية الفرد رياشي هي الصحيحة وهي التي يجب السعي اليها لتطبيقها.
ألم يلاحظ بري وميقاتي ان جميع المسيحيين ضد قرارهما المقيت؟ الا طبعا مرشحهما الرئاسي سليمان فرنجية الذي يصفق تحت عباءة حزب الله وبري وميقاتي ولا يمكن النظر او السمع او الكلام من تحت العباءة لانها سميكة، بإنتظار تحقيق ترويكا البينغو وإكمال مسار السرقة والفساد والنهب في ما تبقى من لبنان.
ما فعله بري وميقاتي اسقط عنهما الصفة الوطنية وألبسهما صفة طائفية مقيتة بشعة سيئة لا تليق بزعيمين بحجمهما.
اللغة في المقال بشعة جدا، نعم، لان هذا ما قام به ميقاتي وبري وهما يريدان تحويل لبنان الى دولة اسلامية شبيهة بدولة "داعش" ولكن اجمل بقليل، فعلا سقطت مقولة العيش المشترك ومن اليوم وصاعدا الكلام سيكون على القطعة مع بري وميقاتي، ولكن الايام تسير الى الامام بحسب التوقيت العالمي والدولي وليس بحسب من يريد اعادة لبنان الى الخلف، والساعات باتت معدودة...