الإنهيار يجمع "التيار" و"القوات".. والحسابات السياسيّة تفرقهما
الإنهيار يجمع "التيار" و"القوات".. والحسابات السياسيّة تفرقهما

أخبار البلد - Thursday, March 23, 2023 6:00:00 AM

ابتسام شديد - الديار

بعد أن اثبتت الإجتماعات السياسية عقمها في جمع المسيحيين، لجأ البطريرك الماروني بشارة الراعي الى سلاح الصلاة من اجل توحيد الرأي العام المسيحي للاستحقاقات، فبكركي لديها هواجسها من توسع الخلاف المسيحي حول الملف الرئاسي وتمدده الى ملفات أخرى، كما من عودة المسيحيين الى ما قبل العام ٢٠١٦.

 
لم يعد التململ المسيحي من الحالة العامة التي وصل إليها المسيحيون في لبنان مخفيا على أحد، فمواقف الأقطاب المسيحية كافة من قيادات الصف الأول الى رأس الكنيسة جاهرت جميعها بالتعبير عن استيائها من الوضع الراهن، والتلكؤ بانتخاب رئيس للجمهورية، والتطبيع مع الشغور في الموقع الماروني الأول.

الغضب المسيحي شامل، ويمكن الجزم أنها المرة الأولى من فترة طويلة التي يظهر فيها إجماع لدى المسيحيين، وتحديدا بين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات" برفض التشريع بغياب رئيس للجمهورية، ومحاولة تثبيت تطويع المؤسسات ونقض الشراكة الوطنية. فالانهيار المسيحي جمع الأحزاب المسيحية من الصف الأول، النائب جبران باسيل يخوض مواجهة مع حكومة ميقاتي الفاقدة الشرعية ، ويتحدث عن سقوط الشراكة والميثاقية وضرب التوازنات الوطنية، وترفض "الكتائب" و"القوات" الإلتحاق بالاستحقاقات الدستورية مهما كان اسمها.

الهواجس المسيحية كثيرة اليوم، لكنها بطبيعة الحال هي نتيجة طبيعية لعدم تفاهم القوى المسيحية حول الملفات، وخلافهم اليوم حول مرشح رئاسي موحد تدعمه كل الأحزاب المسيحية، واستمرار التشرذم سيؤدي بالطبع الى وصول رئيس لا توافق عليه غالبية القوى المسيحية، مما سينتج عنه عودة الى حقبة المسيحيين ما قبل العام ٢٠٠٥.

 
حال الانهيار المسيحي دفع المسيحيين في المرحلة الأخيرة الى التفكير بطروحات عدة للخروج من المستنقع السياسي، منها اللامركزية الإدارية وإعادة النظر بالتركيبة اللبنانية وتغيير النظام، الأمر الذي لاقى اعتراضا من الفئات الأخرى في الوطن. فالانهيار يدفع القيادات للبحث عن مخرج للمأزق المسيحي سواء بالاستقلالية او الفدرلة، فحال المسيحيين في لبنان ليست بخير، فالرئاسة الأولى مصادرة والتعطيل في جلسات انتخاب الرئيس يفاقم الشعور المسيحي بالغبن، والأسوأ يكمن في تصرفات رئيس حكومة تصريف الأعمال المتعدي على الصلاحيات والشراكة الوطنية.

وفق سياسي مسيحي، فان طروحات التقسيم او الفيدرالية ليست مطلبا تريده القيادات المسيحية، فالأرجح ان المسؤولين المسيحيين أقرب الى خيار اللامركزية الإدارية، فتطبيق اللامركزية يتيح للطوائف ان تتدبر أمورها وفق ما تراه مناسبا لمناطقها، وهذا الطرح يأتي بسبب انسداد الأفق السياسي، وتعبيرا صريحا عن الشعور بالغبن اللاحق بالطائفة.

أفكار الفيدرالية او التقسيم تدغدغ عواطف قسم كبير من اللبنانيين، خصوصا المسيحيين نتيجة القلق على الوضع المسيحي الذي شهد تراجعا في السنوات الاخيرة، فانفجار بيروت هو النكبة المسيحية الكبرى التي أصابت المسيحيين، وعززت مخاوفهم حول وجودهم ومستقبلهم مع تراجع دورهم وتدهور أوضاعهم اقتصاديا واجتماعيا وتزايد هجرة الشباب المسيحي.

بالمحصلة، فان المسيحيين هم الفئة الأكثر تضررا في السنوات الأخيرة، يضيف السياسي المسيحي ، فهم دفعوا فواتير الحرب والسلم وثمن التسويات والتفاهمات، كما ان علاقة القيادات المسيحية لم تكن على ما يرام، لأنهم لم ينجزوا تفاهمات تصب لمصلحة المسيحيين.

يلتقي المسيحيون في الصرح الكبير في الخامس من نيسان للصلاة، علّ "الروح القدس" يحل ببركته عليهم، فيضعون خلافاتهم جانبا ويتوافقون على اسم المرشح الرئاسي خوفا من ضياع ما تبقى، او العودة بالزمن الى مرحلة العزلة المسيحية التي أنهكت الطائفة، فعسى يتوحد المسيحيون في الصلاة ولا تعود الـ "انا او لا احد" لتفرقهم مجددا.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني