جهاد نافع - الديار
بدت مناطق الشمال من طرابلس الى المنية والضنية وعكار، في مشاهد مقلقة من الفوضى والاضطراب، ردا على دولار يحلق دون هوادة ودون سقف، وتحلق معه اسعار المحروقات والسلع الغذائية والاستهلاكية مع بداية شهر رمضان، الامر الذي يحرم اوسع شرائح المجتمع من شراء الحاجيات الاساسية ، بدءا من ربطة الخبز التي بلغت الخمسين الف ليرة، وبعد تآكل الرواتب والمساعدات المالية المقررة وفق سعر منصة صيرفة، اكثر من خمسين بالمئة من قيمتها الشرائية...
بدءا من مساء امس الاول الى يوم أمس، اقفلت معظم الشوارع الرئيسية والفرعية في مدينة طرابلس وأشعلت الاطارات، ودعوات لمسيرات باتجاه منازل النواب، انطلقت الاولى منها نحو دارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في الميناء، واغلقت محلات الصيرفة و"السوبرماركات" ومحطات البنزين، وسمعت رشقات من الرصاص في عدة احياء...
والمشهد نفسه في بلدة حلبا، مركز محافظة عكار، حيث اقدم غاضبون على قطع الاوتوستراد بالسواتر الترابية، واطلقت رشقات الرصاص لاقفال كافة المحلات التجارية، خاصة محلات الصيرفة وتحويل الاموال و"السوبرماركات"، واطلقت صيحات الغضب في كل اتجاه، حيث اعلنت مجموعات من المواطنين عجزها عن شراء الخبز خاصة في شهر الصوم، فيوضح احدهم ان عائلته الصغيرة المكونة منه ومن زوجته وثلاثة اولاد يحتاجون يوميا الى ٣ ربطات خبز، اي في اليوم الواحد ١٥٠ ألف ليرة، ما معدله بالشهر اربعة ملايين وخمسمئة الف ليرة، هذا دون احتساب بقية الحاجيات الاساسية اليومية للعائلة، اما الراتب الذي يقبضه ولا يقبض غيره، فبات اليوم ٣٥ دولارا اميركيا، اي بالكاد يكفي لشراء الخبز...
ازاء هذا الواقع، لم يعد لدى هذه العائلة واكثر من ٨٠ بالمئة من عائلات عكار والشمال ما يخافون عليه، بعد تسلل الجوع اليهم، فيما تقف السلطات الرسمية عاجزة غير قادرة على أجتراح الحلول...
دولة منهارة وتواصل انهيارها، وبات الانفجار الاجتماعي على عتبات الابواب...
مشاهد امس في الشوارع من طرابلس الى عكار كانت كافية لتوحي بان الفوضى تأخذ طريقها الى الانتشار والتوسع، وان الكثير ممن خرجوا الى الشوارع افصحوا عن نياتهم لاقتحام المصارف ومحلات الصيرفة و"السوبرماركات" ومتاجر السلع الغذائية والاستهلاكية، وان ذلك سيحصل، لكن النيات تتركز على منازل السياسيين والنواب والتجار...
المشاهد في الشمال مقلقة للغاية، ومربكة جراء اسعار خيالية لمختلف السلع، خاصة السلع التي يحتاجها الصائم، في ظل غياب الرقابة. وقد عمدت محلات تجارية على استغلال الظروف والبيع وفق دولار تجاوز المئة واربعين الف ليرة دون رادع او وازع من ضمير...
ولفتت اوساط الناشطين الى اتجاه نحو تصعيد ساخن في الشوارع في الساعات المقبلة من شأنه ان يقلب الموازين، ويؤدي الى انفجار اجتماعي حقيقي في المناطق، لان الدولة برأيهم غائبة، وحكومة تصريف الاعمال عاجزة، والمواطن وحده يدفع الاثمان الباهظة دون ان ترف جفون وزراء وطبقة سياسية حاكمة...
في المناطق
هذا، وقطع محتجون الطرقات في الجنوب مرورا بالعاصمة والبقاع. وفي السياق، قطع محتجون الطريق عند ثكنة بنوا بركات في صور خط الناقورة قبل المستشفى اللبناني – الايطالي الذي قطع بالإطارات، كما اوتوستراد الجية وطريق مارمخايل- الشياح والبربير.
كما قطع المواطنون، السير على طريق كورنيش المزرعة بالاتجاهين، وطريق الجديدة وطريق سعدنايل العام وطريق بريتال، وذلك بعد أن أقفل أصحاب "الفانات" الطريق الدولي عند دوار الجبلي باتجاه بيروت، احتجاجًا على رفع تكلفة النقل وعدم تحملهم أعباء النقل وغلاء أسعار المحروقات.
كما قطع أهالي بلدة الجديدة الزيتون الطريق الدولي باتجاه حمص - بعلبك بالاتجاهين.
وأقدم عدد من الأشخاص على إقفال المسلك الغربي لأوتوستراد زوق مصبح عند جسر يسوع الملك بعدد من حاويات النفايات، لكن وحدات الجيش المنتشرة عملانيا في المنطقة أعادت فتح الأوتوستراد أمام السيارات المارة كذلك، اقفل محتجون اوتوستراد زوق مصبح.