فادي عيد - الديار
بدا واضحاً، ومن خلال المعلومات التي تُفضي بها جهات سياسية بارزة، أن الشغور الرئاسي سيبقى على ما هو عليه إلى حين نضوج الحلول، هذا ما تؤكده أوساط قريبة من رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، بحيث أنه وبناء على المعطيات والأجواء التي استشفّها في الآونة الأخيرة، يعرب عن ارتياحه جراء التقارب السعودي ـ الإيراني، وكل ما يحصل من إيجابيات في هذا الإطار، ولكنه يعتقد بأنه ما دام ليس هناك من أي توافق داخلي، فإن الأمور ستبقى ضبابية، وهذا ما سيسبِّب خسائر إضافية على البلد، وتحديداً على المستويات الإقتصادية والمالية والاجتماعية، ويشدّد جنبلاط على أهمية التوافق المسيحي ـ المسيحي، بمعنى عدم تجاوزهم وفرض أي مرشّح لا يحظى بإجماعهم وتوافقهم، مؤكداً على أن ذلك مسألة أساسية، ومحذراً من مغبة القفز فوق هذه المسألة الجوهرية.
على خط آخر، فإن اللقاء الروحي للقيادات المسيحية، والذي بات شبه محسوم في الخامس من نيسان المقبل، على أن تأتي الموافقة النهائية من قبل حزب "القوات اللبنانية" اليوم بعد اجتماع تكتل "الجمهورية القوية"، ما يعني أن هذا اللقاء، وإن أخذ الطابع الروحي، فإنه قد يكون مؤشراً أساسياً لطالما دعا إليه البطريرك الماروني بشارة الراعي، ليكون المعبر الأساسي للتوافق على شخصية مارونية وانتخابها رئيساً للجمهورية.
ولذلك، علم أن البطريرك الماروني وعلى ضوء الجولات التي قام بها راعي أبرشية أنطلياس الماروني المطران أنطوان بو نجم لمرتين متتاليتين، بات لديه تصوراً واضحاً حول الأسماء التي طُرحت، والتي قد يكون أحدها منطلقاً للتوافق، لذا فإن هذا اللقاء الروحي يعتبر، وفي هذا التوقيت بالذات، مفصلاً رئيسياً لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد، بعدما باتت كل الظروف مهيأة لانتخابه، لا سيّما بعد ما جرى في المنطقة من توافقات وتفاهمات، وفي مقدّمها الإتفاق بين الرياض وطهران.
وفي هذا السياق، ينقل عن بعض المتابعين للقاء الروحي، بأن البطريرك الراعي سيلقي كلمة وجدانية من وحي المناسبة، وسيتحدث حول ما يجري في البلد من انهيارات على كافة الأصعدة، وتحميل المجتمعين مسؤولية عدم انتخاب الرئيس. وبناء عليه، يعوِّل سيد بكركي على تواجد كل القيادات المارونية وسواها، ومن كل المشارب والأطراف والتوجهات السياسية، الذين بدورهم سيطرحون تصوّارتهم وآراءهم في ما خص الاستحقاق الرئاسي وأمورا أخرى، كما بالنسبة للوضع المسيحي بشكل عام.
وتشير المعلومات، إلى أن ما دفع بجميع القيادات لحضور هذا اللقاء، أنهم أضحوا محشورين أمام الرأي العام المسيحي، لا سيما بعدما وصل البلد إلى مرحلة ليس بوسع أي فريق تحمّل تبعات ما يجري، خصوصاً على المسارات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، في حين أن الأمر الأبرز يتمثل في ما تسرّب عن اللقاء المفتوح بين الفرنسيين والسعوديين في الإليزيه أخيراً، والذي وفق المعطيات، قد يكون كخارطة الطريق للحل المتكامل الذي سيعرض على "اللقاء الخماسي" حيث سيتحدّد اجتماعه في وقت ليس ببعيد.
من هنا، فإن اللقاء الروحي الذي سيلتئم في بكركي أوائل الشهر المقبل، ليس باستطاعة المشاركين فيه المناورة أو الاستمرار في إطالة الشغور الرئاسي بعدما باتت الكرة في ملعبهم، وهذا ما أشار إليه جنبلاط في أكثر من مناسبة، بمعنى أنه على المسيحيين أن يختاروا مرشّحهم وهذا حقهم، إنما الشغور الرئاسي وفي حال استمراره سيجلب المزيد من الكوارث على البلد.