رفض خليجي لمرشح "حزب الله" وبقاء لبنان أسيراً للأجندة الإيرانية!
رفض خليجي لمرشح "حزب الله" وبقاء لبنان أسيراً للأجندة الإيرانية!

أخبار البلد - Sunday, March 5, 2023 7:00:00 AM

عمر البردان - السياسة الكويتية 

 
 
دخل الملف الرئاسي في لبنان منعطفاً حاسماً، بعد إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري صراحة باسم فريق ما يسمى “الممانعة” دعم ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، واضعاً الكثير من العقبات أمام انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون، وهو قرار دفع الأمور إلى مزيد من التعقيد، وفتح أبواب المواجهة القائمة على مصراعيها. باعتبار أن بري الذي يفترض أن يكون على مسافة واحدة من الجميع، كرئيس للبرلمان، جعل الوضع الرئاسي ينحو إلى مرحلة أكثر خطورة، ينتظر أن يشتد وطيسها في الأسابيع المقبلة، مع تأكيد المعارضة أنها لن تؤمن نصاب أي جلسة نيابية لانتخاب فرنجية. وهو ما أشار إليه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والنائب أشرف الريفي .


وفي هذا الخصوص، لم تفاجأ أوساط نيابية بارزة في قوى المعارضة بخطوة بري ترشيح فرنجية، بقدر ما أنها كانت قراراً من جانب “حزب الله” بلسان حليفه بري، على غرار خطوة الحزب قبل أكثر من ستة أعوام، عندما تبنى ترشيح ميشال عون، وعطل الانتخابات الرئاسية لما يقارب سنتين ونصف السنة، حتى تمكن من تحقيق هدفه، رغم كل الاعتراضات على هذه الخطوة .


ولا تستبعد أن يكون الثنائي يريد اليوم تكرار ما فعله في 2016 وقبله. أي أنه لن يتورع عن استخدام كافة الوسائل من أجل دعم انتخاب فرنجية، مع أنه يعلم أن هناك معارضة داخلية لا يستهان بها، ترفض مجيء فرنجية رئيساً، إضافة إلى أن دول الخليج وفي مقدمها السعودية، ليست مؤيدة لهذا الخيار، لأن رئيس “المردة” مرشح الحزب، وتالياً لن يحظى بأي دعم من جانب الرياض، سيما وأن زوار الرياض، يؤكدون أن السعوديين ليسوا متحمسين، لمعادلة فرنجية ـ نواف سلام التي روج لها في بيروت في الفترة الأخيرة. وأشارت المعلومات لـ”السياسة”، إلى أن موقف الرياض من الملف الرئاسي في لبنان ينطوي على كثير من الحذر، بحيث أن هناك مخاوف من أن يستمر “حزب الله” في إحكام قبضته على القرار الداخلي في لبنان، لانتخاب فرنجية، خلافاً لرغبة قسم كبير من اللبنانيين، الذي لا يريد أن يبقى البلد تحت رحمة جماعات إيران. وهذا يؤكد أن السعودية لا يمكن أن تؤيد وصول مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية لست سنوات مقبلة، ما يعني استمرار الأزمات في هذا البلد، باعتبار أن الموقف الخليجي من لبنان لن يتغير، إذا نجح حلفاء إيران في تحقيق هدفهم، وتم انتخاب فرنجية، في حين أن الأميركيين والفرنسيين، ليسوا متشددين مثل الدول الخليجية، ولا يهمهم من يكون رئيساً للبنان، بقدر ما يهمهم إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت. ولا تستبعد مصادر عليمة أن يكون قرار “الثنائي الشيعي” بحسم الخيار باتجاه فرنجية، استجابة لإملاءات إيرانية، لممارسة المزيد من الضغوطات على الولايات المتحدة والدول الغربية، للحصول على تنازلات في الملف النووي، والإمعان في استخدام لبنان صندوق بريد .


وفي حين أثار كلام الرئيس بري عن أن الشغور الرئاسي القائم، سببه الخلاف بين الموارنة، كما علمت “السياسة” استياء لدى بكركي وقيادات مسيحية، باعتباره تشخيصاً مغلوطاً، لأن المعطل الأساسي وفقاً لمصادر قريبة من الكنيسة المارونية، هو “حزب الله” وحلفاؤه الذين يصرون على إبقاء الشغور، بتبن مكشوف لأحد المرشحين، أو لن تجرى الانتخابات الرئاسية في وقت قريب.


في المقابل، أكدت النائبة ستريدا جعجع، أن “الستارة أزيحت اليوم عما كان يحاك في الكواليس، وما قلنا انه السبب لتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية أصبح اليوم حقيقة، فللمرة الأولى منذ ستة أشهر، يخرج الرئيس بري عن صمته الرئاسي ويكشف أوراقه، ليتبيّن أن دوره لا يقتصر فقط على إدارة جلسات الانتخاب، وإنما يشمل إدارة معركة انتخاب رئيس تيار المردة رئيسًا للجمهورية، مشيرة إلى ان الرئيس بري “يلعب هذا الدور من موقعه السياسي كحليف لحزب الله وكراعٍ أساسي لفرنجية وساعٍ الى إيصاله الى قصر بعبدا”.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني