تحقيق عن اعمال التعذيب للعمال الاجانب في شركة Ramco... كواليس لا احد يعرفها
تحقيق عن اعمال التعذيب للعمال الاجانب في شركة Ramco... كواليس لا احد يعرفها

خاص - Tuesday, May 26, 2020 8:00:00 AM

منذ ايام انتشرت فيديوهات لقيام القوى الامنية بقمع تحرك لعمال بنغلادشيين في شركة رامكو لجمع وكنس النفايات في منطقة نهر الموت،ومن بعدها لجأت مواقع الى بث فيديوهات عن عملية تعذيب عامل بنغالي في مصلى المجمع في شركة ramco.

موقع VDLnews تابع الموضوع، وفاجأ شركة RAMCO في زيارة من دون موعد مسبق او اي اتصال، ولدى الوصول اتصل رجل الامن على المدخل بالادارة قائلا ان هناك وسيلة اعلامية تريد الدخول، وبعد ثوان معدودة تم السماح لنا بالدخول الى مبنى الادارة العامة للشركة،فسألنا عن مدير المكان فحضر مدير قسم معالجة النفايات الاستاذ وليد بو سعد، حتى ان موقعنا لم يكن يعرف أحدا في الشركة.

طلب الموقع من المدير اجراء جولة على الشركة لتبيان ما اذا كان هناك اعمال تعذيب واضرار لدى العاملين البنغلادشيين، فتبسم وقال: "ليس لدينا اي شيئ نخفيه فأهلا وسهلا والجميع على حسابكم".

 

القصة الكاملة:

البداية كانت في مكتب المدير الذي روى لنا معاناة الشركة مع الدولة اللبنانية واخلال الدولة بإلتزاماتها في العقد المبرم مع شركة "رامكو" مقابل جمع وكنس النفايات في بيروت والمتن الشمالي وكسروان، فالعقد موقع مع الدولة بالدولار، ومنذ عام تقريبا ولم يصل للشركة دولارواحد، فجميع المراسيم وأوامر الدفع تصدر بالدولار الأميركي، اما الشيك النهائي فهو بالليرة اللبنانية، وبعد تحرك سعر الصرف ووصوله الىاكثر من 4 آلاف ليرة لبنانية، تغيرت اوضاع العمال الاجانب لدى الشركة التي تنفذ كل تعليمات الدولة اللبنانية، فـ70 بالمئة من عمال كنسوجمع النفايات هم من الاجانب والبقية من اللبنانيين، اما جميع السائقين والمراقبين والموظفين الاداريين هم من اللبنانيين، فالعامل الاجنبي يقبض نحو 400 دولار اميركي واللبناني 600 دولار اميركي، والشركة بما انها لا تقبض من الدولة الا بالليرة حديثا بسبب عم توفر الدولارلدى الدولة، بدأت بدفع معاشات الموظفين بالليرة، فثار العمال البنغلادشيين رافضين للامر ومطالبين بدفع معاشاتهم على سعر 4 آلاف ليرةلبنانية. وعندها تجمع العمال في باحة الشركة ومنعو الأليات من الخروج الى العمل وأقفلوا مداخل السكن وحجزوا العمال الهنود واللبناننيينالذين يسكنون في المبنى وحصلت أعمال الشغب وتكسير الأليات المركونة في الموقف وتكسير السكن عندها تدخلت القوى الامنية بعدواكتشاف انهم يحملون آلات حادة ومواد حارقة.

فللعلم ان العامل البنغالي اذا قبض على اساس 4 آلاف ليرة فمعاشه سيصبح مليون و600 الف ليرة، واللبناني الذي يقبض 600 دولاريقبض اليوم 900 الف ليرة، اما السائق اللبناني فهو يقبض الف دولار اي مليون ونصف ليرة، وسيصبح العامل الاجنبي يقبض اكثر مناللبناني ويثور ويحطم الشركة واللبناني ساكت لانه يدرك واقع بلده السياسي والاقتصادي.

وبعد ثورة العمال بدأت الشركة تفاوضهم وتؤمن لهم طلباتهم كلها، وبعد شائعات عن اعمال ضرب واعتداء، دخلت وفود من السفارةالبنغلادشية في لبنان الى مساكن العمال وتحدثت معهم لاكثر من مرة وكانوا يقولون عبارة واحدة وهي "الدولار"، والشركة طلبت مساعدةالسفارة، وتم التوصل الى اتفاق بتحمل الخسارة من الطرفين بين العمال والشركة، كما تم تأمين ساعات عمل اضافية للعمال وباتتمعاشاتهم بالليرة جيدة جدا وتوازي معاشهم السابق تقريبا بالدولار واكثر من معاشات اللبنانيين بالليرة.

كما ان شركة رامكو طرحت على العمال استمارة لمن يريد المغادرة وأبدت استعدادها تحمل تكاليف ترحيلهم وحجز طائرة خاصة لهم، ولكنهمرفضوا المغادرة وقالوا للسفارة وللجميع ان الامور جيدة وسليمة وهم راضون ويريدون البقاء، فكيف لعامل يتم تعذيبه وعدم منحه حقوقه انيرفض المغادرة، وموقعنا ووسائل اعلام اخرى تواصلوا مع السفارة وكان هذا جوابهم ايضا.

قضية الدولارات تم حلها والعمال عادوا الى عملهم المعتاد، ولكنهم لم يرتدعوا بعد مساعدتهم من قبل الادارة وبدأت طلباتهم ترتفع يوميا،فبالأمس طالب عدد من العمال باستبدال الرز الاميركي والرز المصري بالرز الباكستاني، ، ومن ثم طالبوا بمكيفات في الغرف الصغيرةالخاصة بهم، ، وباتوا يعملون على هواهم ولا يلتزمون بقوانين واجراءات الشركة الموضوعة ولا سيما المتعلقة بإجرات الحماية من انتشارفيروس الكورونا ، فمنذ ايام زارت وزارة العمل الشركة واطلعت على الاوضاع وكانت راضية على كل شيئ، ولكن تجمع العمال وعدم التزامهمباإجراءات ولا سيما بوضع الكمامات داخل حرم الشركة سجلت وزارة العمل انذارا للشركة بان العمال البنغلادشيين لا يضعون كماماتللوقاية من الكورونا. والحقيقة ان هؤلاء العمال باتوا متمردين ولا يرتدعون وطلباتهم لا تتوقف. كما ان رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان كاسترو عبدالله اصدر منذ ايام بيانا يرفض فيه ما يتعرض له عمال رامكو، من دون ان يدرك ان كيفية سكن وما هيالتقديمات التي تقدمها الشركة لعمالها الأجانب ولا نوعية الطعام التي تقدمها ومن دون ان يتواصل مع الشركة.

تعذيب عامل في المصلى:

من بعد كل هذا العرض سألنا مدير الشركة عن فيديو تعذيب عامل بنغلادشي في مصلى التجمع، فتبين لنا ان وسيلة اعلامية رخيصة قامتبتزوير الفيديو، واطلعنا المدير على الفيديو الاساسي، فالعامل كان يضحك ويحمل بيده فوضة يقوم بتحريكها دائريا، ومن هم حوله هم كلهممن العمال البنغلادشيين وقربه شيخ يطرد منه الجن، لان كل العمال هناك يقولون انه شخص مسكون ولديه خلل بأعصابه، وهذا العامل نقلاكثر من مرة الى المستشفى لانه اعتدى على زملاء له اثناء نوبات جنون تحصل معه، واثناء الجولة في المشورع اخبرنا الجميع قصته وكلهميقولون انه شخص غير مستقر نفسيا.

الجولة:

موقعنا فاجأ مدير المشروع بطلب بإجراء جولة على المجمع الضخم، وطلبنا منه تصوير كل شيئ، فرحب فورا وانطلقنا من مبنى الادارة مشياالى مبنى سكن العمال البنغلادشيين والهنود واللبنانيين. بداية هناك نفق للتعقيم، ومن ثم مكان مليئ بالمطهرات يسيرون به حيث يخلعونملابسهم ويضعونها في المصبغة، ومن ثم يأخذون ثيابا نظيفة ويدخلون الى حمامات مقفلة نظيفة رائحتها جيدة، ويمكن للمكان استيعاب250 عاملا سويا يدخلون في لحظة واحدة، وبعد الاستحمام هناك كل وسائل التسلية لهم من طاولات بيبي فوت الى طعام 24/24، فلديهمشركة تحضر لهم الطعام من لحوم ودجاج واسماك وشيق لبناني يشرف على نوعية الطعام، ولديهم تلفزيونات، والمفاجأة ان لديهم انترنت على هواتفهم فالواي فاي مؤمن مجانا وغرفهم نظيفة وفي الممرات مراوح ومقاعد للاستراحة.

غرفة الطعام رائعة لا تملكها اي شركة في لبنان بكل صراحة وحتى لو كانت شركة للبورصة او مصرف، كما ان وسائل الراحة المؤمنة للعماللا نملكها نحن في الموقع، فالمطبخ نظيف ومكان الطعام رائع، ولكن التلفزيونات والمكاتب للأسف تحطمة وبعض الواح الزجاج ايضا خلالاعتداء العمال على الشركة في ذلك اليوم حيث حطموا الشاحنات وكل شيئ في الشركة، وبالرغم من ان كل شيئ محطم فلا يوجد اي شركةفي لبنان، ونحن ندرك ما نقوله، تملك ما تقدمه رامكو للعمال الأجانب، فهي تراعي اعلى المعايير العالمية لاحترام حقوق الانسان، فهؤلاءصحيح انهم يعملون في النفايات، ولكنهم في المقابل يعاملون وكأنهم في بيتهم ويؤمن لهم جميع ما يحتاجونه .

حتى ان الشركة أمنت لهم سوبرماركت في المجمع تؤمن لهم من دون اي ربح كل الامور التي يطلبونها. ولدى الوصول الى المصلى كانالشيخ البنغلادشي امام المصلى فألقينا عليه التحية والمعايدة، واطلعنا على المكان وصورناه، فضحك الشيخ وعلم ان سبب الزيارة هو الشابالذي قيل انه تم تعذيبه، فأشار لنا بإشارة بيده ان الشاب "مجنون" ولا يوجد تعذيب، حتى انه المدير واثناء تجوله معنا كان العمال يلقونالتحية عليه ويبتسمون له، ولو انه يعذبهم كما يقال لما كان بقي واحدا منهم في الشركة ولما كانت سفارتهم تركتهم في الشركة، وسألنا العمالعن الاوضاع فكان جوابهم "كويس".

وطلبنا دخول غرفة العزل التي قيل انها غرفة للتعذيب، وتم التأكد من ان الغرفة فيها تلفاز ومكيف وهي ليست تحت الارض كما يقال بل فيها شبابيك وليست مسّيجة، ولو كانت غرفة تعذيب لما كانت قرب غرف الموظفين الآخرين، وتبين ان تحطيمها حصل من قبل الشاب المصاب بعوارض اعصاب بعد عزله فيها لان الطبيب كان يتجه الى المجمع لفحصه وهو فقد اعصابه مرة اخرى بعد تعرضه لنوبات جنون، وشاهدنا فيديوهات على هواتف زملاء له بنغلادشيين يقومون بتثبيته لانه كان يحطم المكان، وهذه الغرفة هي للعزل لان العمال الذين يجمعون النفايات معرضين دائما لفيروسات او امراض، وهذه الغرفة يوضعون فيها الى حين صدور نتائج التحليلات. كما انه في المجمع هناك مستشفى صغيروطبيب ومعه ممرضين يتواجدون طيلة الوقت ويجرون فحوصات طبية لجميع الموظفين دوريا.

الخلاصة:

اثناء الخروج من المبنى، قلت للمدير ان العاملين في قطاع الاعلام يقبضون مليون و200 الف ليرة اي اقل من البنغلادشيين ولا طعام ولا منامة ولا واي فاي ولا سوبرماركت ولا معاينة طبية ولا ضمان ولا تأمين، بل يركضون طيلة النهار على الطرقات ويصرفون معاشاتهم على البنزين والاكل والشرب ويبكون طيلة الشهر، اما البنغالي فكل شيئ مؤمن له ومعاشه يحوله كاملا الى الخارج وهو غير راض، فرد المديرقائلا: "نحن كشركة نقوم بكل واجباتنا ونؤمن للموظفين كل المطلبات الحياتية والترفيهية، وما يهمنا هو راحتهم التي تنعكس على انتاجية الشركة، اما كل ما يقال غير ذلك فهو كذب وافتراء وشائعات".

الخاتمة:

ادركنا ان الشركة تقدم ما لا تقدمه اي شركة لبنانية لموظفيها اللبنانيين، وان الشركة تتعرض لحملة افتراء وتشهير كبيرة، وهي تقدمتبشكاوى على من يقوم باعمال التضليل والقدح والذم، وهي لن تتوقف قبل ان تبرز الحقيقة، وهناك وسائل اعلام رخيصة تروج الكذب لأهداف ربما سياسية او مدفوعة من شركات اخرى تعمل في القطاع ذاته ربما، ولكن في النهاية لا يصح الا الصحيح.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

من نحن

تواصل معنا

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني