رضوان الذيب - الديار
الانفتاح العربي على دمشق بات شاملا، وخطوة قطر الاخيرة طرد ممثلي الائتلاف السوري المعارض من مبنى السفارة السورية في الدوحة منذ ايام، شكل دلالة هامة على مستوى القرار المتخذ اعادة سوريا الى الحضن العربي. ومن الطبيعي ان تتخذ قطر هذا الاجراء بعد الاتصالات التركية – السورية، والتحضيرات لعقد اجتماع قريب يضم وزراء خارجية روسيا - ايران - سوريا وتركيا، مع اصرار انقرة على عقده قبل الانتخابات الرئاسية في ١٤ ايار. في المقابل، استؤنفت الاجتماعات الامنية من اجل تنفيذ المزيد من الخطوات الايجابية...
وحسب المتابعين للملف السوري، فان القرار القطري جاء مفاجئا، ولم يسبقه اي اتصال رسمي بين الدوحة ودمشق حتى الآن، لكن الاصرار المصري - العراقي - الاردني - الجزائري - الاماراتي - البحريني - العماني على فتح ابواب الاتصالات مع سوريا، ربما اسقط كل الاعتراضات القطرية، بالاضافة الى اصرار هذه الدول على حضور سوريا مؤتمر القمة العربي الذي يعقد هذا العام في الرياض، واشار المتابعون الى ان الحركة العربية تصب في منحى تفعيل العلاقات السعودية السورية التي تتقدم بشكل طبيعي.
وفي المعلومات، ان الرياض تريد اجماعا عربيا شاملا حول حضور سوريا مؤتمر القمة، وهذا ما يسعى اليه المؤيدون لحضورها، وبقيت قطر الدولة الوحيدة التي عارضت مشاركة دمشق مؤتمر القمة العام الماضي في الجزائر وتم الاخذ بقرارها، لان نظام جامعة الدول العربية يفرض موافقة جميع الدول على عودة اي دولة خرجت او طردت من الجامعة العربية.
التطور القطري يشكل منطلقا حاسما لانهاء الازمة السورية، كونها الدولة العربية الوحيدة التي قطعت كل خيوط الاتصالات حتى الامنية مع دمشق، وشكلت رأس الحربة في الحرب عليها منذ عام ٢٠١١، وصرفت مليارات الدولارات لشق الجيش السوري، وخاضت حتى الاشهر الماضية المواجهات السياسية مع اي دولة سعت للانفتاح و الحوار مع دمشق. وبالتالي فان الخطوة القطرية تؤكد على وجود اتصالات بعيدة عن الاضواء لترتيب البيت العربي، لكن السؤال يبقى: ما هو موقف الادارة الاميركية من هذا المنحى؟ واللافت ان صحيفة "تلغراف" البريطانية ذكرت ان عددا من نواب الكونغرس ومجلس الشيوخ سيقدمون مشروع قرار يدعو الى انسحاب القوات الاميركية من سوريا، وبات الامر اكثر من ضروري، خصوصا بعد الزلزال.
وفي الاطار الايجابي ايضا لحل الازمة السورية، دعا المعارض البارز فاتح جاموس الى ضرورة فتح ابواب الحوار سريعا مع الرئيس السوري بشار الاسد اذا كانت المعارضة جادة بانهاء الازمة وعودة الدولة.
المطلعون على الازمة السورية يؤكدون انها دخلت مراحلها الاخيرة بقرار عربي ودولي، والتطورات المتسارعة الايجابية الاخيرة ستنعكس حتما على الداخل السوري، وعلى الوضع العربي العام الراغب بعودة الدور الاقليمي لدمشق، كونها الوحيدة القادرة على تقليص حجم الخلافات السعودية – الايرانية، وترتيب الوضع اللبناني، ودعم الفلسطينيين، والاساس ضرب الارهابيين الذين يشكلون الخطر الاول على مصر والسعودية والعراق والاردن وكل الدول العربية، بالاضافة الى عودة العافية الى المشروع العربي الذي اصيب بعطب كبير مع تراجع الدور السوري، والذي اكد على احيائه والتمسك به الرئيس الاسد خلال استقباله العديد من وزراء الخارجية العرب.