لبنان دخل مرحلة إنتاج السلطة الجديدة.. وليس من بديل عن "رئيس تسووي"!
لبنان دخل مرحلة إنتاج السلطة الجديدة.. وليس من بديل عن "رئيس تسووي"!

أخبار البلد - Tuesday, February 21, 2023 6:00:00 AM

دوللي بشعلاني - الديار

تستفيد الولايات المتحدة الأميركية حالياً من الإنهيار الحاصل في لبنان، والذي يتفاقم يوماً بعد يوم نحو الأسوأ، وتؤدّي مقاربتها في التعاطي مع الملف اللبناني لا سيما الرئاسي منه، الى تغيير حزب الله لمقاربته وإعلانه عن ذلك، كون أكثر ما يهمّها هو إضعاف دوره في السلطة السياسية المقبلة. ولهذا يتأخّر انتخاب رئيس الجمهورية، لأنّ الأمور لا تزال تحتاج الى المزيد من الوقت للوصول الى التسوية. غير أنّ هذه التسوية لا يمكنها أن تأتي من دون دفع الثمن، ولهذا يحكى عن فوضى أو انفلات أمني في الشارع تهدأ بعده الأمور وتصل الى تسوية ما، أو ربّما تجاوز هذا الأمر، لأنّ البلد (والمنطقة كذلك) لم يعد يحتمل أي خضّة كبيرة، والانتقال فوراً الى حلول تتفق عليها جميع الأطراف الداخلية والخارجية.

 
مصادر سياسية مطّلعة، استبعدت حصول أي خضّة أمنية في المرحلة الراهنة، مشيرة الى أنّ اللاعبين الأساسيين في لبنان والمنطقة يعلمون أنّ لبنان لا يحتمل حالياً اي خضّة من نوع آخر، إذ يكفيه ما يمرّ به من انهيار غير مسبوق. وتعمل دول الخارج المؤثّرة فيه، لا سيما أميركا على الإستفادة قدر الإمكان، من الإنهيار الحاصل لتحسين شروطها، وفرض معادلتها القائمة على أن "لا مساعدات من دون إصلاحات"، رغم علمها بصعوبة تحقيق هذا الأمر في الوقت الحالي، في ظلّ الشغور الرئاسي، ووجود حكومة مستقيلة، ومجلس نوّاب يرفض غالبية نوّابه أن يتحوّل من "هيئة ناخبة" الى "هيئة تشريعية" قبل انتخاب الرئيس للجمهورية.

 
وتقول المصادر بأنّ كلّ من أميركا وفرنسا والسعودية، لا تستعجل الحلّ في لبنان، لهذا فإنّ اجتماعاتها مع قطر ومصر في باريس ستستمرّ من دون أن ينتج منها أي قرار حاسم، لأنّه لا يمكنها فرض شروطها على المجلس النيابي، الذي لم ينتج منه في الإنتخابات النيابية الأخيرة، أكثرية مدعومة من قبلها. كما أنّها تعلم في الوقت نفسه، أنّ الفريق الآخر لا يُمكنه أيضاً إيصال أي رئيس الى قصر بعبدا من دون التوافق مع بعض نوّاب الفريق السياسي الذي تدعمه، الأمر الذي يفرض "منطق التسوية" على كلّ من الفريقين، في حال أرادا فعلاً تشكيل السلطة السياسية في لبنان قبل نهاية العام الحالي، لكي تواكب عمليات الإستخراج والتنقيب عن الغاز التي ستبدأ بشكل جدّي في الربع الأخير منه.

فالجميع يعلم بأنّ البديل لـ "منطق التسوية"، هو الذهاب نحو الأسوأ، على ما أكّدت المصادر نفسها، وهذا ما لا يريده أي من الجهات الداخلية والخارجية، ولهذا فإنّ المؤشّرات تدلّ على أنّ لبنان دخل في معركة إنتاج السلطة الجديدة، من دون معرفة الى أين ستتجه الأمور، والى أي دفّة ستكون الأرجحية، ولكن الأسابيع المقبلة ستكشف ذلك بشكل واضح. فالمهم أن الأمور تتجه نحو التوصّل الى رئيس تسووي، لأن لا خيار أمام اللاعبين السياسيين سواه.

وبرأي المصادر، أن مضي الولايات المتحدة في سياسة فرض العقوبات الاقتصادية لن تأتي بالحلول المناسبة للأزمات التي يعيشها لبنان في المرحلة الحالية، رغم استمرار التهديد بها، ولهذا تُحاول شدّ الخناق هنا، وفتح كوّة في الجدار هناك. وأكثر ما يهمّها هو تأمين تطبيع أكبر عدد من الدول العربية مع العدو الإسرائيلي. ويأتي هذا تزامناً مع ما أعلنه وزير الخارجية الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخيراً بأنّ بلاده تسعى الى التطبيع مع العالم الإسلامي لإنهاء الصراع العربي- "الإسرائيلي"، وليس فقط الفلسطيني – "الإسرائيلي"، وتقوم في الوقت نفسه برفع "قانون قيصر" عن سوريا لبضعة أشهر، لتُظهر لدول المنطقة والعالم التي سارعت الى نجدة سوريا بعد الزلزال المدمّر الذي ضربها وتركيا في 6 شباط الجاري، أنّها تتعامل مع فكّ الحصار بشكل إنساني.

 

من هنا، تحتاج كلّ من أميركا وفرنسا والسعودية الى مكوّن داخلي فاعل تتعاطى معه، لإحداث تغيير على الساحة الداخلية من خلال إيجاد الحلول لبعض مسببّات الأزمة السياسية ، بحسب المصادر، وهي لا تزال تبحث عنه، لكي تسمح للإصلاحات بأن تأخذ طريقها الى التنفيذ في لبنان. ويُحاول المتحاورون مع هذه الدول معالجة بعض نقاط الخلاف كون الجميع في البلد يريدها.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني