جوزف فرح - الديار
لبنان انهار نقديا وماليا واقتصاديا وحتى صحيا حيث ارتفعت كلفة الاستشفاء وانعدمت فيها مفاعيل الجهات الضامنة في دعم الضامن في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي او المنتسب الى تعاونية الموظفين او غيرهما وتركته يواجه قدره ،وارتفعت معها اسعار الادوية او اختفت او زورت او احتكرت حتى ان التغني بان لبنان هو مستشفى العرب غاب في خضم هذا الانهيار.
عضو لجنة الصحة النيابية السابق النائب الذي ترك النيابة وانصرف الى معالجة المرضى الدكتور سليم سلهب ينظر الى وضع البلاد بأسف إذ تحول الى حالة من الخراب والتدهور بشكل غير مسبوق وهو يعاني من أقسى الأوضاع إن على صعيد الصحة او الدواء والاستشفاء أو في مختلف نواحي الحياة التي تحتاج الى معالجه في الصميم لكن الأمور مستعصيه الى درجة الحاجة لاعجوبة. ويقول إن الأمر الصحي سيىء جدا ان من ناحية الطبابة او الدواء او العلاج كما يوجد هجرة طبية مخيفة لدرجة أنني أنا الطبيب اخشى ان امرض ولا أجد من يطببني. اننا نعيش في مشكله كبرى ولا يوجد حاليا اي علاج للأمر . لا يوجد سوى رفع للدعم الى جانب أن الأدوية بمعظمها غير متوفره في السوق وعلى الطبيب البحث مع المريض عن الدواء. ان الأمر شديد الصعوبة إن على المستوى العملي او الفعلي كما انه اذا احتاج الشخص لبعض الفحوصات لتشخيص المرض وإجراء بعض فحوصات الأشعة فالكلفة باهظة واذا كان المريض مضمونا فهو فعليا غير مضمون معلنا إنها موجوده بالأسم فقط وهي فعليا غير موجوده والمريض بالنتيجة مجبر على تحمل الكلفة العالية للتشخيص ومن ثم يبدأ رحلة البحث عن الدواء الذي ارتفع سعره بشكل غير معقول. ايضا مراجعة الطبيب بعد ذلك تشكل مشكلة للمريض بسبب كلفة الانتقال من بيته الى العياده فيضطر لإرسال النتائج عن طريق الهاتف او مع شخص آخر وبهذا نستنتج بأنه لم يعد يوجد طريقة علاج صحيحة. ايضا بالنسبة للاستشفاء لدينا مشكله كبرى رغم أنه يوجد حاليا جهات ضامنه بالفريش دولار لكن العدد المضمون هنا قليل جدا ومن جهة اخرى لا يمكن تلبية المضمون بغير الفريش دولار في المستشفيات كمثل تعاونية الموظفين او طبابة الجيش والقوى الأمنية. ان من يتحمل المرض ويمكث في بيته ولا يقصد المستشفى يواجه المزيد من المضاعفات فتسوء حالته وتتراجع إمكانية شفائه نتيجة عدم لجوئه للمستشفى الى جانب اننا نعاني في ايجاد الدواء له كما لا نجد من يعتني به على مستوى التمريض والطب نتيجة الهجرة غير المعقولة للأطباء والممرضين. اننا نعيش اليوم في نقص حاد لكل شيء واذا توفرت المادة المطلوبة فهي غالية جدا على المجتمع والافراد والشركات بالكاد قادرة على تغطية عمالها ولا يوجد أية إجراءات رسميه قد اتخذت حتى الآن.
ويقول سلهب : أولا علينا أن نقرر اي نوع أطباء نريد فهل نريد النخبة او غير ذلك .كما علينا إصلاح الضمان الاجتماعي والتعاونيات فللأسف لا يوجد لدينا اي شئ. لقد كانت تغطية الضمان مقبوله نسبيا بحيث يدفع المضمون الجزء المتبقي لكن اليوم لا يوجد اي ضمان او تعاونية لقد انتهى كل شيء وكل ذلك يتسبب برعب المريض وعلى الطبيب طمأنة مريضه إزاء توفر الدواء لكن اليوم يوجد فوضى على هذا المستوى إذ يتم جلب الدواء من الخارج دون اي كونترول والعديد من الأدوية تلك مزورة للأسف. ولا يامل سلهب من لجنة الصحة النيابية اي شئ. اذا اردنا الكلام عن الواقع الصحي في لبنان وعن الدواء والاستشفاء نواجه بالاستغراب والحجة في ذلك انه يوجد اولويات اخرى لذا انا اسأل أليست الصحة والتربية أولوية؟ .. لا أحد يهتم للأمر ولا أحد يطرح مشروعا لإصلاح الضمان الإجتماعي كذلك لم يفعل وزير الإقتصاد اي شيء مع الشركات الضامنة التابعة لوزارته. أنا اتمنى أن يتحسن الوضع السياسي وأن يعود ما يسمى بوطن وبلد لكي نعود فننهض به مجددا . ان الانسان في وطننا محكوم بالتعب والجوع والمرض إلا اذا حدثت أعجوبة ما تنقذه. حاليا عادت الصرخات لتعلو من جديد إن في قطاع التربيه والتعليم او على صعيد المستشفيات او في كل نواحي الحياة. والواقع صعب جدا ويجب التعاطي به بجدية أكبر ولا ادري اذا كان يحق للحكومة المستقيلة الموجودة حاليا التعاطي بالموضوع أو لا. ووسط كل هذا يسير الوطن الى الهاوية. انا كطبيب أصف الوضع بحالة غرغرينا في البلاد . هذه الغرغرينا يجب بترها.
أتعني أن السياسة هي الغرغرينا؟
طبعا بكل تأكيد. ان سبب الغرغرينا هم رجال السياسة الذين تمادوا بالنهب والخراب ولا زالوا مستمرين بذلك ولا يردون على أحد واذا كان لا بد من العلاج فيجب البتر . اننا نحتاج لجراح علينا ايجاده فقد وضعنا التشخيص وكيفية المعالجه لكن من الجراح الذي سيقوم بالمهمة ؟.. حتى الآن غير موجود.