فادي عيد - الديار
تضع مصادر نيابية في كتلةٍ بارزة، مسار جلسات انتخاب رئيس الجمهورية في العام الماضي، لتبني عليه مسار الجلسات المقبلة والتي تبدأ مع جلسة الخميس، وذلك عبر ظاهرة الإنفتاح على الحوار، والتوافق التي تتكشّف ولو بشكلٍ محدود بين القيادات السياسية والحزبية، والتي باتت أمام خيارين لا ثالث لهما في المرحلة المقبلة، وسيتمّ تكريسهما اعتباراً من الجلسة الإنتخابية الأولى لهذا العام.
وتكشف هذه المصادر عن أن أجواءً واضحة قد وصلت إلى العاصمة اللبنانية أخيراً ، من خلال إرجاء أو ربما تأجيل اللقاء الرباعي السعودي- الأميركي- الفرنسي- القطري، والذي كان محدداً مطلع الأسبوع الحالي، مع جدول أعمال يقضي بعرض مواصفات رئيس الجمهورية العتيد من جهة، وعرض واقع وحجم وطبيعة الدعم الإنساني للمجتمع اللبناني وللمؤسسات الرسمية، وخصوصاً الأمنية من جهةٍ أخرى.
وعليه، فإن الحراك الديبلوماسي الذي كان مقرراً في هذه المرحلة لم يعد على حاله، وبالتالي دخل في فترة مراوحة وإعادة تقييم لكل المراحل السابقة، على حدّ قول المصادر النيابية، وهو واقعٌ يشي بإمكان حصول تغييرات جدية على مجمل الحراك الذي يقوم به سفراء وموفدون غربيون وخليجيون في الأسابيع المقبلة، ذلك أن هناك معطيات تفيد بأن المجتمع الدولي أو بالأحرى عواصم القرار الغربية المعنية بالملف اللبناني، قد قررت فرملة أي تحرك أو مبادرة في لبنان في الوقت الحالي، ومن هنا أتى قرار تأجيل اللقاء الرباعي في باريس، إضافةً إلى أن تقارير ديبلوماسية أفادت منذ مدة بأن المشاركة القطرية والإقتراح الذي كانت قطر تستعد لطرحه في اللقاء الرباعي، لم يحظ بموافقة الرياض التي اعتبرت أن قطر تبادر بشكلٍ منفصل أو ربما تنسّق من جهتها فقط وبشكلٍ منفرد مع العاصمة الفرنسية.
وبالتالي، تبقى الأمور مرهونةً بالمسار السياسي الداخلي، الذي سيظهر اعتباراً من الجلسة النيابية المقبلة، ولكن من دون أي حسابات أو توقعات مسبقة، باستثناء أن الفريقين الأساسيين في المجلس النيابي، قد بادرا على مدى الأسابيع الماضية، إلى تعزيز وحشد التأييد لخياراتهما الرئاسية، عبر تكوين مناخ نيابي ضاغط لمصلحة كلٍ من الطرفين.
وفي هذا السياق، تتحدث المصادر النيابية البارزة نفسها عن ضرورة انتظار كيفية تطور الأمور على المستوى الديبلوماسي العربي والإقليمي كما الدولي، لأن المقاربة الخارجية للملف الرئاسي لن تكون تفصيلاً هامشياً في المرحلة الحالية، خصوصاً في ظلً التعقيدات التي برزت في الآونة الأخيرة على سطح العلاقات بين الدول المؤثرة في هذا الملف، والتي لم تسلك طريقها بعد إلى التبلور بشكلٍ سياسي واضح على الساحة الداخلية اللبنانية.
وعليه، تتوقع المصادر النيابية نفسها، أن يبقى المناخ الداخلي على معدله من الهدوء المشوب بالحذر والتوتر، وبمعنى آخر، الدفع نحو المراوحة في كل الملفات، والتخفيف من ترددات واقع الإنهيار، على الأقل بانتظار حصول الانتخابات الرئاسية في اللحظة المناسبة داخلياً وخارجياً.