الديار
يروي متابعون لحركة الاتصالات السياسية مدى الغضب والانزعاج اللذين اصابا ميقاتي جراء السجالات في موضوع عقد جلسة حكومية، والحملة عليه من قبل باسيل ووليد فياض على خلفية موضوع السلفة لشراء الفيول، واضاف الرواة، ان ميقاتي هدد بعقد مؤتمر صحافي قبل ظهر الاثنين واعلان اعتكافه عن ممارسة تصريف الاعمال واضعا الجميع امام مسؤولياتهم اذا لم تعقد جلسة للحكومة، وما كاد موقف ميقاتي حسب الرواة يصل الى عين التينة وحارة حريك حتى انتقل المعاونان السياسيان لبري والسيد نصرالله منتصف ليل الاحد الاثنين الى السراي الحكومي والتقيا ميقاتي على مدى ساعتين واقنعاه بتاجيل المؤتمر الصحافي وفكرة الاعتكاف، لكن ميقاتي اصر على عقد جلسة للحكومة حتى ببند وحيد، ونزل ميقاتي عند رغبة الخليلين بالتريث في الدعوة لعقد جلسة للحكومة هذا الاسبوع، تاركا لحزب الله مهمة اقناع باسيل بالجلسة والا فانه سيدعو لجلسة حكومية مطلع الاسبوع القادم، وشرح ميقاتي للخليلين حسب الرواة، ما اتفق عليه مع وزير الطاقة وليد فياض لجهة اقرار السلفة المالية لشراء الفيول استثنائيا على ان تصدر بمرسوم في اول جلسة حكومية، وتعهد ميقاتي بتسويق الحل مع الرئيس بري، وقبل استكمال الاتصالات من قبل ميقاتي مع بري قام فياض باستقدام بواخر الفيول وشن حملة مع التيار الوطني على ميقاتي محملينه مسؤولية الخسائر المالية جراء عدم تفريغ البواخر و تصل الى ٥٤ الف دولار في اليوم الواحد، وهذا ما اثار ميقاتي الذي عاد وتمسك باستحالة اقرار السلفة دون مرسوم صادر عن اجتماع الحكومة ولن يتراجع عن موقفه بدعم من بري، وظهر امس وجهت الامانة العامة لمجلس الوزراء كتابا الى الوزراء لاطلاعهم على مشروع جدول الاعمال للجلسة الحكومية المقبلة قبل تحديد موعد الجلسة وذلك بناء لطلب ميقاتي وتطبيقا للمادتين ٦٢ و٦٤ من الدستور. واشار ميقاتي الى امكانية عقد الجلسة مطلع الاسبوع القادم، «ولن اسال من يمكن ان يحضرها او بغيب عنها، بل ساعقدها، وتشاورت مع البعض في عقدها وليتحمل الجميع مسؤولياتهم» وعلم ان جدول اعمال الجلسة الحكومية يتضمن ٨ بنود اهمها سلفة لشراء الفيول، ترقيات الضباط، اتفاقات بين العراق ولبنان، تشغيل مطمر الناعمة وغيرها من البنود.
الحلول او الانفجار مرهونة باتصالات الساعات الاخيرة
وفي المقابل هدد الوزير باسيل، ان اي اجتماع للحكومة في حضور حزب الله يعني الطلاق النهائي بين التيار والحزب «كل واحد في طريقه» وتصعيد الاشتباك السياسي الى حدوده القصوى.
وفي المعلومات، ان ميقاتي عمل بنصيحة الحزب لجهة التريث في موضوع عقد الجلسة الحكومية، واعطى مزيدا من الوقت للاتصالات حتى الاسبوع القادم.
وفي المقابل ظهر باسيل مرتاحا لاجواء الحزب وموقفه المتريث من الدعوة لاجتماع الحكومة، وادى ذلك الى اشاعة اجواء ايجابية على كافة المستويات، وسط اعتراف الطرفين بالخلاف في الموضوع الرئاسي، علما ان باسيل اوحى للنائب غسان سكاف خلال اجتماعهما الاخير بترشيح عبدالله بو حبيب كما سرب اسماء روجيه ديب بيار الضاهر وجهاد ازعور واخيرا ندى البستاني، و»الحبل على الجرار».
وفي المعلومات، ان اللجنة المشتركة بين التيار الوطني الحر وحزب الله ستعاود اجتماعاتها قريبا للنقاش في كل الملفات وصولا الى البحث في امكانية تطوير وثيقة مار مخايل الا اذا سارت الرياح عكس ما يشتهي باسيل في موضوع اجتماع الحكومة، عندها تعود الامور الى نقطة الصفر، ولذلك ينتظر باسيل المواقف النهائية قبل ان يقول كلمته الاخيرة.