سنبدأ هذه السطور "من الآخر". أوقفوا هذه المهزلة وهذه السلسلة من القرارات الاعتباطية. منذ أيام قليلة خرج وزير التربية طارق المجذوب ليعلن انتهاء العام الدراسي والغاء الامتحانات الرسمية، كاجراء وقائي من انتشار فيروس كورونا، معلنا ترفيع الطلاب، متحدثا عن استمرار التعليم عن بعد.
اليوم سرّب من جلسة مجلس الوزراء السماح للمدارس الخاصة باجراء الامتحانات للطلاب، بحضورهم الشخصي.
كذلك تمّ تسريب معلومات عن اتجاه لدى الجامعة اللبنانية لاجراء الامتحانات النهائية للفصل، في كليات الجامعة أي بحضور الطلاب.
حسنا. قرّروا. هل رُفّع التلاميذ أو لا؟ هل انتهى العام الدراسي أو لا؟ هل ستجرى الامتحانات او لا؟ هل يدفع الاهالي الاقساط كاملة ليتمكن التلامذة من اجراء الامتحانات أو لا؟ هل، إن لم يتمكن الاهل من دفع الاقساط، سيُرفّع التلامذة؟ هل موضوع الامتحانات مجرّد طريقة لابتزاز الاهالي؟ وقبل كل شيء هل من تعليم عن بعد اساسا؟
في المقابل، يتابع تلامذة الجامعة اللبنانية الدراسة عن بعد. لم يتوقفوا اساسا. حتّى انهم يقدّمون اعمالا تطبيقية لاساتذتهم. قال الوزير في مؤتمره أنهم سيستمرون بالدراسة عن بعد. ولا ضرر من ذلك. فما قصّة الحضور اليوم لاجراء الامتحانات؟
حسنا قرّروا هل ينتقل الفيروس بين الطلاب أو لا ينتقل؟ في حال كان لا ينتقل لماذا الغاء الامتحانات الرسمية؟
ارجوكم قرّروا. الجميع تلامذة مدارس واهاليهم، تلامذة جامعات واساتذتهم، ينتظر. ماذا تريدون بالضبط؟ أوقفوا القرارات الاعتباطية. واوقفوا الابتزاز العلني ايضا. "يلي باللبنانيين بكفّيهن".
وأكثر وبالعربي المشبرح: "ما فهمنا شي معاليك.. كورونا بيعدي بالامتحان الرسمي وبالمدرسة والجامعة لأ؟ احترنا يا قرعة".