محمد علوش - الديار
لا يرتبط إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان بالملف النووي الإيراني ارتباطاً مباشراً، ولو أن إنجاز الإتفاق يُريح المنطقة بأكملها، ويفتح أبواب الحوار بين الدول الإقليمية المتناحرة، وهذا ما أراد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قوله بخصوص الاتفاق النووي، كونه من المعلوم أن الملف اللبناني، ولا حتى أي ملف آخر، يُطرح على طاولة التفاوض النووي.
كذلك، فان الرغبة السعودية هي بحل الأزمة اليمنية قبل دخول الملف اللبناني، وهذا ما أكد عليه السيد نصرالله في إطلالته الاخيرة التي دحضت كل الشائعات المتعلقة بصحته، والتي روج لها الإعلام «الإسرائيلي» ومن يدور في فلكه، من خلال قوله أن الأولوية السعودية هي الملف اليمني، موجهاً رسالة ضمن حديثه للقيادة السعودية بأن هذا الملف بيد اليمنيين بحال أرادت بدء التفاوض بشأنه.
رئاسياً، شدد نصرالله على ضرورة عدم انتظار الخارج، كاشفاً أن المبادرات الخارجية غير مكتملة العناصر، خصوصا أن السعوديين لم يعطوا القطريين أي تفويض للنقاش في الملف اللبناني، فكل ما يقوم به القطري هو محاولة تسهيل الوصول الى اتفاق لبناني، يُريحه في الملف الإقتصادي لاحقاً.
وبحسب مصادر متابعة لكلام السيد نصر الله، فإنه أراد من خلال كلامه توجيه دعوة من أجل عدم الرهان على التطورات الخارجية من جهة لأنها قد تطول، وهنا يقصد الإتفاق الإيراني – السعودي، مع عدم استبعاد إمكان عودة الحوار بينهما قريباً بعد الرسائل الإيجابية المتبادلة، ورغبته في عدم إعطاء الفرص للفريق الآخر من أجل التصويب على الحزب من هذه النقطة لاحقاً، أي قطع الطريق أمام اتهام حزب الله بتعطيل انتخاب الرئيس لأجل ملفات خارجية على رأسها الملف النووي، ولو أن السيد نصر الله يعلم مسبقاً بأن الهجوم على حزبه من هذا الباب لن يتوقف، لأن المهاجمين لا يتبعون منطقاً بل تعليمات.
كان واضحاً تركيز السيد نصرالله في أكثر من نقطة على أهمية الحوار الداخلي، الذي يقود إلى إنتخاب رئيس، بالرغم من أن الحزب يدرك جيداً أن فرص هذا الحوار غير متوفرة، لا سيما أن المواقف لا تزال متباعدة، لكنه أعاد تجديد الدعوة للحوار، على اعتبار أنها قادرة على الوصول الى خواتيم سعيدة بحال توافرت النيات الإيجابية، وهذا الأمر لا يُعتبر تراجعاً في الموقف من قبل الحزب، إنما استعداداً للبحث في كل الخيارات، وهذا ما كان أكده وفد حزب الله أمام البطريرك الراعي خلال زيارته الى بكركي، حيث كان تأكيد على استعداد الحزب للتشاور مع الجميع.
قد لا يكون كلام الامين العام لحزب الله بالشق الرئاسي جديداً، فهو سبق له أن تحدث عن المواصفات، وأيضاً عن عدم ارتباط الملف بالشق النووي الإيراني، وبحسب المصادر فإن أساس ما كان يريده الحزب هو عدم إعطاء أي موقف حاسم الآن، بانتظار ما قد يتبلور في المرحلة المقبلة، لكن على قاعدة رمي الحجة على الآخرين، من خلال الحرص على تكرار الدعوة إلى الحوار.