ابتسام شديد - الديار
لم تتضح الصورة الرئاسية بعد، وتستمر التكهنات بين قائل بأن الفرص محصورة بمرشحين فقط ، ومن يعتبر ان لا رئيس للجمهورية خارج التوقعات التي ترجح وصول اما رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية او قائد الجيش العماد جوزاف عون، وهما المرشحان الأكثر تداولا في البورصة الرئاسية، مع تعادل حظوظهما تقريبا و«الفيتوات» الموضوعة على الإثنين من مصدر واحد، هو رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل.
فالتباعد بين فرنجية وباسيل هو العائق الأساسي أمام رئيس «المردة»، اضاقة الى حاجته لتذليل إشكالات أخرى متشعبة، لكنها تعتبر ثانوية مقارنة بخلاف باسيل وفرنجية، الذي بات يشكل هاجسا لفريق ٨ آذار، الذي تعرض مؤخرا لهزات قوية بعد تردي علاقة التيار وحزب الله على خلفية الجلسة الوزارية.
ويقول المتابعون ان اللقاء الأول المرتقب بين قيادتي التيار والحزب، خصوصا إذا حصل على مستوى لقاء السيد حسن نصرالله والرئيس السابق ميشال عون، من شأنه وحده ان يحمل حلحلة في الملف الرئاسي، بعد جولة السجالات الساخنة بين الطرفين، ومن شأن مثل هذا اللقاء ان يرسم خريطة الطريق الرئاسي لمصلحة الإتفاق على مرشح رئاسي، هو حتى اللحظة سليمان فرنجية على الأقل بالنسبة الى حزب الله، مع احتمال حدوث مفاجآت لصالح قائد الجيش أيضا.
اخيرا، شهدت الأمور تهدئة على خط الحلفاء في فريق ٨ آذار في الموضوع الرئاسي، بانتظار نضوج الظروف الداخلية والإقليمية. ويلاحظ المتابعون ان سقف الخطابات السياسية لم يعد مرتفعا بخلاف الأسابيع الأخيرة، وفي هذا السياق تنشط الإتصالات داخل هذا الفريق لترطيب الأجواء.
وبالنسبة الى فرنجية، فان الاستحقاق الحالي مسألة ينتظرها من فترة بعيدة، لأنه لم يوفق عام ٢٠١٦ ، على الرغم من تصلب ومعاندة باسيل اليوم ، الذي يعتبر نفسه الأفضل والأصح للرئاسة من منطلق تمثيله النيابي، وحيث من وجهة نظر التيار، ان باسيل أعطى حلفاءه في سنوات العهد الكثير من رصيده السياسي والشعبي.
فرنجية ينتظر اي تحسن في موقف باسيل تجاه ترشحه، فيما يعول رئيس تكتل لبنان القوي على تطورات وتبدلات تأتي لمصلحته رئاسيا، ويستغل عامل الوقت معولا لإلغاء ورفع العقوبات الأميركية عنه.
بالمقابل، يرى كثيرون ان الأمور لن تبقى متأزمة طويلا، وان إعتراض باسيل لن يطول استنادا الى معطيات خارجية، ونتيجة لقاءات حصلت في الدوحة يمكن ان تنتج رئيسا بعد فترة. ومن جهة فرنجية، ينقل عن الشخصيات اللصيقة به قولهم ان الرئاسة «حقه الطبيعي»، لأنه أولا مستحق رئاسيا، وليس له خصومات سياسية قوية، كما انه مقبول دوليا، ويمكن ان يشكل نقاط التقاء بين القوى السياسية.
فيما ينقل عن المحيطين بباسيل ان البطاقة الصفراء رفعت في وجه رئيس «المردة»، وان المراهنة على عامل الوقت ليست بمحلها، ويخطئ من يظن ان باسيل سيصبح أكثر مرونة وتقبلا لفرنجية، فالأفق الرئاسي مسدود والتواصل منقطع بين الطرفين، ولا يمكن ان تشهد الأمور تسهيلا. فباسيل يعتبر ان فرنجية خصما أساسيا لأنه لم يكن حليفا في سنوات العهد لفريقه السياسي، وان عامل الثقة مفقود بينهما، فلا أحد يضمن عدم انقلاب فرنجية على التيار في المستقبل، في حال قيام جبهة او اصطفاف سياسي جديد.
تمنيات الشخصيات الناشطة ضمن فريق ٨ آذار بمصالحة رئاسية تضمن وصول فرنجية الى الرئاسة الأولى، وحصول باسيل على ضمانات للعهد القادم، يقابلها حديث عن تسوية رئاسية قد تأتي بعد فترة، وتضمن وصول قائد الجيش بالتوافق حوله، خصوصا ان ترشيح عون مرضى عليه دوليا، ولا يلاقي «فيتوات» داخلية قوية، خصوصا انه ليس منخرطا بالعمل السياسي، ولا «بروفيل» سياسي له بعد، باستثناء «البروفيل» العسكري.