منذ اسابيع قليلة، كرّم برنامج لوريال - يونيسكو خمس باحثات شابات ٣ منهنّ من لبنان، وشابة من الأردنّ، وشابة من سوريا، خلال النسخ ال ٩ "من أجل المرأة في العلم" المواهب الشابّة للمشرق العربيّ، في المعهد العالي للأعمال (ESA) في بيروت.
٩ نسخ اذا والكثير من الدعم للمرأة في العلوم هو ما يبرزه برنامج لوريال - يونيسكو في اطار التزامه تعزيز دور النّساء في العلوم لتسليط الضوء عليهنّ وجعل مواهبهنّ معروفة.
في هذه النسخة خمسة نساء تواصل معهن vdlnews ليقف عند دراساتهن ومساهماتهن في المجتمع.
د. نانسي فياض، من لبنان، متخصصة في علم الأحياء الدقيقة، والمعلوماتية الحيوية، والتكنولوجيا الحيوية. تمّ تكريمها لبحثها الذي يرتكز على تكوين الكائنات الحية الدقيقة المختلفة، ونشرها عن الجوانب الجينومية التفصيلية لسلالات SARS-CoV-2 وتطوّرها في لبنان.
تقول في حديث لvdlnews: ”تلعب الجراثيم التنفسية دورًا رئيسيًا في الاستجابة المناعية للإنسان وصحة الجهاز التنفسي. من الأمثلة الرئيسية التي يمكن أن نعطيها هي كوفيد -19. تم تغيير تركيبة الميكروبات التنفسية للمرضى الذين أصيبوا بهذا الفيروس، وتم استنفاد البكتيريا "الجيدة" ، مما جعل هؤلاء المرضى أكثر عرضة لمسببات الأمراض الانتهازية والتهابات الرئة والقصبات الثانوية. يُعَدّ التلّيف الكيسي والرّبو، مثلَين آخرَين للأمراض التي تتأثر بتكوين الميكروبات التنفسية“.
وتضيف: ”استنادًا إلى ما هو معروف عن تكوين ميكروبيوتا الجهاز التنفسي، تهدف أحدث الأساليب العلاجية، التي لا تزال في طور التحسين، إلى إعادة التوازن لهذا المجتمع الميكروبي الصغير. يمكن تحقيق ذلك عن طريق إعطاء، عن طريق الفم أو الأنف، البروبيوتيك، أو الكائنات الحية الدقيقة المفيدة، أو البريبايوتكس، أي مكونات تساعد في تحفيز نمو البكتيريا الجيدة الموجودة“.
وتتابع:“تثبت البيانات التي لدينا حول الكائنات الحية الدقيقة في الجهاز التنفسي حتى الآن أن تكوينها يتغيّر مع نمط الحياة والعرق وما إلى ذلك. إن وجود قاعدة بيانات شاملة حول الجراثيم التنفّسية الأساسية في لبنان والمنطقة سيساعد الأوساط الطبّية والعلمية على معرفة ما يجب تقديمه لاستعادة التوازن لميكروبات الجهاز التنفسي في حالة الإصابة بمرض ما“.
اما عن كيفية خدمة بحثها للبنان، فتقول: ” إذا تعرّض الشعب اللبناني في المستقبل لمرض تنفسي مرة أخرى مثل الكوفيد ١٩، سيكون بالإمكان معرفة كيف نعزّز جهاز المناعة لدينا من خلال موازنة وتعزيز الميكروبات التنفسية الأساسية لدينا على وجه التحديد“!
د. فاديا الحاج حسين، من سوريا، متخصصة في الكيمياء العضوية والاصطناع الدوائي العضوي: تُكرّم لبحثها الذي يرتكز على تطوير واعتماد منهجية صديقة للبيئة تندرج ضمن مبادئ الكيمياء الخضراء لتصنيع أصباغ الآزو العضوية.
تقول في حديث لvdlnews: "في الوقت الذي تكتسب فيه قضية التغيرات المناخية زخماً دولياً واسعاً وفي ظل دعوات الأمم المتحدة لتكاتف عالمي لمواجهتها فالامر لم يعد اختياريا بل بات متعلقا بإنقاذ كوكب الأرض من مصير مجهول ، فهو على مشارف الدخول إلى نفق مظلم بسبب التغيرات المناخية السيئة التي بدأت بالفعل نتيجة التلوث البيئي واستنزاف الموارد الطبيعية وزيادة الغازات الدفيئة التي رفعت درجة حرارة الارض بمقدار 1.1 درجة مئوية" .
وتضيف: "ولأن الجانب الأكبر من أعباء هذه التغييرات يقع على الصناعات الكيميائية المسؤولة على انتاج جل المواد الملوثة للبيئة والمستنزفة لأكبر حصة من الموارد الطبيعية، تأتي أهمية بحثي لتبني مبادئ تصنيع جديدة غير ملوثة وغير مستنزفة للموارد تعرف بمبادئ الكيمياء الخضراء التي تهدف لجعل المواد الكيميائية أكثر أمانًا خلال مراحل الإنتاج والاستخدام والتخلص منها وعدم إنشاء النفايات الخطرة إذا توفرت عمليات آمنة، وتجنب استخدام الموارد المحدودة لفائدة الموارد المتجددة. إضافة إلى التدقيق في العمليات الكيميائية للتثبت من سلامتها وتأثيرها البيئي لذلك بدأنا بالعمل على تطوير منهجية جديدة صديقة للبيئة لتصنيع أصباغ الأزو العضوية أحد أكثر الصناعات الكيميائية تلويثا للبيئة من خلال استبدال الحفازات الحمضية القوية المستعملة لتصنيع أحد هذه الاصبغة بحفاز صديق للبيئة يمكن اعادة استعماله عدة مرات".
اما عن هدفها من ابحاثها، فتقول: "نهدف للوصول لتعميم هذه المنهجية لتطبق على جميع أصبغة الآزو والاتجاه لصناعات كيميائية أخرى أيضا لتخفيف أثارها البيئية السيئة بحيث ننجح من خلال الكيمياء الخضراء في إصلاح ما أفسدته الكيمياء الصناعية طوال أكثر من قرن وبالتالي تخفيض التغير المناخي وتحقيق اهداف التنمية المستدامة".
الآنسة زينة حبلي، من لبنان، متخصصة في الهندسة الطبية الحيوية، الكشف المبكر والخصائص الميكانيكية للخلايا السرطانية. كرمت على عملها على التّحقق من الخصائص الميكانيكية والكهربائية لهذا النّوع من الخلايا وتطوير أجهزة استشعار حيوية ذات نتيجة سريعة، حيث تستخدم أحدث التّقنيات ذات الحساسية العالية.
تقول في حديث لـvdlnews: "يُعد السرطان من أكثرالأمراض إنتشارًا في لبنان حيث سُجّلت أكثر من 28 ألف حالة خلال السنوات الخمس الأخيرة من بينهم أكثر من 11 ألف حالة عام 2020 بحسب تقرير "المرصد العالمي للسرطان" المنبثق عن منظمة الصحة العالمية في أذار الماضي. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأرقام الأكثر إرتفاعاً في العالم العربي نسبةً إلى عدد سكان لبنان وهيي مؤشر لزيادة مستمرة في عدد الإصابات في السنوات القادمة. يعود إرتفاع نسبة الإصابة في مرض السرطان إلى عدة عوامل أبرزها الثلوث البيئي، صعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية، التدخين وأنماط الحياة الغير صحية، إضافة إلى عدم وجود الوعي الكافي للوقاية من مرض السرطان وإجراء فحوصات الكشف بشكل منتظم".
وتتابع: "الصورة الشعاعية والخزعات هي الأكثر استخداماً للكشف عن مرض السرطان، لكن في لبنان، عادةً ما يتم تفاديها من جميع الفئات العمرية بسبب العديد من المخاوف المرتبطة بالسرطان وفحوصاته أو لكلفتها الباهظة التي أصبحت عباءً خاصة مع الغلاء والأوضاع الإقتصادية المتردّية التي نشهدها حاليّاً. وبالتالي هناك حاجة ملحة لإيجاد تقنيات جديدة لاكتشاف السرطان بطريقة سريعة وأمنة وفعّالة من حيث التدخل الجراحي (الخزعات) ومن حيث التكلفة."
وتضيف: "لذلك، يرتكز بحثنا على تطوير أجهزة استشعار حيوية (حسّاسات) ذات نتيجة سريعة لإكتشاف المرض باكراً من خلال فحص دم مخبري بكلفة قليلة. أهمية وجود هذا النوع من الحسّاسات سيمكننا من إكتشاف مرض السرطان في مراحله الأولى والسيطرة على انتشاره في الجسم و من ثم علاجه بطريقة فعّاله غير مكلفة مما سيخفف من العبء المادي والمعنوي عن المرضى خصوصاً في بلد كلبنان يعاني ما يعانيه من أزمات مستمرة تؤثر بشكل مباشرة على فرص مرضى السرطان في النجاة. من المتوقع أن سعينا في أبحاثنا على المدى الطويل سيؤدي إلى تحسين تشخيص مرض السرطان وزيادة فعالية الأدوية في علاجه بوقت أقصر نسبيًاً ، إضافةً إلى تقليل معدلات الوفيات ، فالكشف المبكر عن السرطان ينقذ الأرواح".
د. دعاء أبوعرقوب، من الأردن، متخصصة في تكنولوجيا الخلايا الجذعية الطب التجديدي. تُكافأ لأبحاثها عن التكنولوجيا للخلايا الجذعية للأسنان، وتطبيقاتها السريرية، حيث تعتبر هذه الخلايا نهجا علاجيا جديدا واعدا، يمكن استخدامه في العلاجات القائمة على الخلايا في مجال الطّب التّجديدي.
تقول في حديث لvdlnews: "يعتمد مشروعي الحالي على استخدام الخلايا الجذعية كعلاج بديل فعال للطب التقليدي الذي يشمل على تسكين الألم من غيراللجوء الى حلول جذرية. لذلك يبحث المرضى في جميع أنحاء العالم عن بديل طبيعي للتجديد دون التعرض للمخاطر المحتملة والآثار الجانبية المرتبطة أحيانًا بالأدوية السائدة. وبناء على ذلك, تعتبر العلاجات القائمة على الخلايا بمثابة الأساليب القادمة الواعدة في مجالات الطب التجديدي، حيث يمكن استخدام هذه الخلايا لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض غير المعالجة من ضمنها مرض السكري .لذلك، مشروعي البحثي الحالي يعتمد على تطوير نهج علاجي قائم على تمايز الخلايا الجذعية الى خلايا بيتا المنتجة للانسولين ، حيث سيتم نقل هذه الخلايا الى مرضى السكري وتعويض خلايا بيتا التالفة، بخلايا بيتا فعالة قادرة على انتاج الانسولين والتحكم بمستوى السكر بالدم بشكل فعال."
وتضيف: "في العالم العربي , تعد تكنولوجيا الخلايا الجذعية واستخداماتها في الطب الترميمي في مراحل النمو والتطور الأولية , حيث أن عدد البحوث و التجارب السريرية القائمة على استخدام الخلايا الجذعية تعتبرمحدودة مقارنة بدول العالم المتقدمة, ولكن هذه البحوث والدراسات في تزايد بحسب الدراسات المسجلة لدى منظمة البحوث الطبية في الولايات المتحدة(Clincialtrials.gov).".
الآنسة رانية قصير، من لبنان، متخصصة في علم الأعصاب، الوظائف التنفيذية والتفاعل اللغوي عند ثنائيي اللغة. كرّمت لبحثها في تأثير استعمال لغتين على أداء العقل والإدراك لدى ثنائي اللغة، وزيادة المعرفة حول حالات الخرف لدى ثنائي اللغة، وأداء المرضى في الاختبارات التّنفيذية، واللغوية، والمختلطة (التنفيذية واللغوية).
تقول في حديث لـvdlnews: "إحدى أهمّ ميزات بلدنا هي ثنائية اللّغة، وحتّى ثلاثية اللّغة، حيث أنّ العديد من الدراسات ارتكزت على ثنائية اللّغة في العالم وأثبتت أنّ هذه الميزة هي العامل الأهمّ الذي يساهم في تأخّر ظهور عوارض مرض ألزهايمر".
وتتابع: "في الواقع، أظهر تحليل استخلاصي حديث أنّ عوارض مرض ألزهايمر لدى ثنائيي اللّغة المصابين بالمرض، تظهر بعد ٤.٠٥ سنوات مقارنةً لأحاديي اللّغة، ويتمّ تشخيصهم بعد سنتين من ظهور العوارض (Paulavicius et al., 2020). إلا أنّنا لا نملك اليوم الملف السريري الكامل (اللّغوي والتّنفيذيّ) للمرضى الثنائيي اللّغة الذين يمثّلون أنواع مختلفة من ثنائية اللّغة (متوازن- قدرات مماثلة في اللّغتين، أو طاغي- امتلاك قدرة في لغة واحدة أفضل من لغة أخرى): إنّ هذه الحاجة إلى جمع معلومات عن ملفات المرضى الثنائيي اللّغة، هي أكبر بكثير في بلدنا، حيث أن معظم المرضى يتقنون لغتين على الأقلّ".
وتضيف: "عليه، يهدف مشروعي إلى تحديد الملف اللّغوي والتّنفيذيّ للمرضى المصابين بمرض ألزهايمر، بغية مساعدة الأخصائيين على إجراء تشخيص مبكر والاعتناء بالمرضى بحسب الصعوبات الّتي يعانون منها".
اذا خمس باحثات عربيات، القت لوريال الضوء عليهن، لأهمية ابحاثهنّ في تأثيرها الايجابي على لبنان والعالم العربي. عسى ان تدعم السلطات ايضا عالمات وعلماء، وتدرك اهمية العلم في بلادنا العربية.