بسام أبو زيد - نداء الوطن
في أروقة القمة العربية في الجزائر يجرى التداول بكلام مفاده أنّ الجزائريين الذين كانوا قد اهتموا بالوضع اللبناني منذ اتفاق «الطائف» مع الأخضر الإبراهيمي، جهّزوا أفكاراً تشكّل مبادرةً لمعالجة الوضع اللبناني، ولكن طرح هذه المبادرة وفي العلن، وتحديداً في القمة العربية، لن يحصل إلا بعد توافقٍ عربي عليها ولا سيما توافق الجزائريين مع السعوديين والمصريين على هذا الطرح.
وقال مطلعون على ما يمكن أن تبادر به الجزائر، إنّه حتى الآن ليس هناك من موقفٍ سعوديٍ ومصري واضحٍ يتعلق بهذا الموضوع باعتبار أنّ هناك انشغالاتٍ أكبر من الوضع اللبناني، إضافةً إلى أنّ بعض النقاط في المسألة اللبنانية مختلف عليها، وبالتحديد مسألة «حزب الله» ودوره في وجه الإسرائيليين ولا سيما الدور الذي لعبه في الدفع للتوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود.
وبانتظار أن تتوضح الصورة في ما يتعلق بالأفكار الجزائرية، سمع الوفد اللبناني في القمة إلحاحاً على ضرورة انتخاب رئيسٍ للجمهورية في أسرع وقت ممكن، وقد عبّر عن ذلك كل الذين التقاهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، وسأل ممثل ملك البحرين الذي التقاه الرئيس ميقاتي إن كان بالإمكان أن تلعب بلاده دوراً في مساعدة اللبنانيين لحل الأزمة الرئاسية.
في القمة العربية المنعقدة في الجزائر وعلى الرغم من الحديث عن لبنان، إلا أنه ليس أولويةً لدى هذه الدول التي يرى ممثلوها أنّه على المسؤولين اللبنانيين أن يبادروا هم لحلّ مشاكلهم وأن يتخلى البعض منهم عن الارتباطات الخارجية التي ورّطت لبنان في الكثير من الأمور التي كان بغنى عنها، فكلّ الاهتمام الذي كان يمكن للبنان أن يحظى به قد تراجع على خلفية ضعف الدولة ومؤسساتها وعدم تمكنها من اتخاذ قرار لصالحها، لذلك أصبحت مقاربة الموضوع اللبناني من قبل العرب، مقاربةً محفوفةً بالمخاطر ونتائجها معروفة: فإمّا صرف النظر عن مناقشة الوضع اللبناني برمّته، وإمّا الإصرار على المناقشة وبالتالي عدم التوصل إلى قرارٍ وزيادة الخلافات العربية في شأن لبنان، وهذا ما تتجنّبه الدول العربية الفاعلة وغير الفاعلة التي لا ترغب حالياً بالتورط في الوحول اللبنانية.