علي ضاحي - الديار
عكس توقيع واعلان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في يومه الاخير في بعبدا، ويومه ما قبل الاخير في رئاسة الجمهورية، مرسوم استقالة الحكومة، وكذلك مراسلة مجلس النواب عبر رئيسه نبيه بري مطالباً بسحب التكليف الحكومي من الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، حجم الهوة التي وصلت اليها العلاقة بين عون وميقاتي وبينهما بري.
ووفق اوساط نيابية مقربة من بري، فإن الاخير في صدد دراسة رسالة الرئيس عون وسيتشاور مع المعنيين لاتخاذ القرار المناسب، رغم ان الدستور والنظام الداخلي لمجلس النواب يحتم استجابة رئيس المجلس لرسالة الرئيس عون، وهو مطالب بعقد جلسة لقراءة الرسالة واعطاء التفسير المناسب لها وكذلك اتخاذ قرار بشأنها.
وتكشف الاوساط ايضاً ان بري في صدد التريث لايام لمعرفة مسار الامور، رغم انه مصر على المضي قدماً في التشاور في السبيل الانجع لانجاح الحوار الرئاسي، والذي يزمع الدعوة اليه. فهو في نهاية المطاف لن يقف مكتوف الايدي مهما بلغت التجنيات والمواقف الشعبوية والمزايدات عليه، وعلى دوره التوفيقي والريادي في مجال التقريب بين الناس وقيادته للحوارات الناجحة.
في المقابل، تؤكد اوساط قيادية بارزة في "التيار الوطني الحر" ان خروج الرئيس عون المشرّف من بعبدا ووصوله الى الرابية رئيساً ولو ليوم ونصف، هو "انتصار معنوي" على وقع تأكيد الاحتضان الجمهور العوني والبرتقالي لرئيسه ومؤسسه ورمزه، رغم كل ما جرى ويجري منذ العام 1989 وحتى اليوم. وتكشف ان امثال ميشال عون لا يتقاعدون ولا ينكسرون ولا يوضعون على الرفوف ويصبحون "ديكوراً" في الحياة السياسية بعد خروجهم من مناصبهم.
وتؤكد الاوساط ان يوم الثلاثاء (غداً)، هو يوم جديد للرئيس عون ولرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وللتيار وقياداته ومناصريه. وتشير الى ان هناك مساحة فاصلة بسيطة لبضع ساعات اليوم (الاثنين)، ويفترض ان يكون هناك اجوبة حاسمة في ملف الحكومة. وتكشف الاوساط نقلاً عن باسيل، ان الامور ليست متوقفة حكومياً، ورغم "صعوبتها" لا زال هناك امل بتشكيل الحكومة ولو "بمعجزة" في الساعات المقبلة بفعل اصرار حزب الله على عدم ترك البلد للفراغ الرئاسي والحكومي.
وتؤكد الاوساط ان القرار اتخذ داخل قيادة "التيار" بعدم حضور الوزراء الستة من اصدقاء التيار والرئيس عون اي جلسة يدعو اليها ميقاتي، وبالتالي لا يمكن لهذه الجلسة ان تأخذ اي قرار، ولا يمكن للحكومة غير الدستورية ان تحل محل الرئيس وتأخذ قرارات بغياب اي وزير فكيف بـ6 وزراء!
وتقول الاوساط امامنا ساعات قبل "المشكل الكبير"، رغم ان جماهير التيار وقيادته لم يتبلغوا بعد اي قرار بالتحرك في الشارع رفضاً لوجود حكومة ميقاتي، ورفضاً لاي اجتماعات تعقدها او قرارات تتخذها في ظل الشغور الرئاسي. وتكشف الاوساط ايضاً ان هناك مشروع سياسي كبير للعماد عون وسيكمله، ولن يتقاعد وهو سيعقد في الايام المقبلة سلسلة لقاءات تشاورية مع باسيل والتيار والتكتل، لوضع خطة مستقبلية ولكيفية ممارسة "المعارضة البناءة". وهناك فكرة ان يترأس الثلاثاء الحالي او المقبل اجتماعاً تشاورياً للتكتل النبابي.
في المقابل، تؤكد اوساط مطلعة على اجواء حزب الله نفي الحزب، ان يكون ابلغ ميقاتي او اي شخصية اخرى مقاطعته مجلس الوزراء الحالي، وهو لا يزال يصر على تشكيل الحكومة ويسعى اليها في الساعات المقبلة، وهو لم يبحث في اي سيناريوهات بديلة بعد رغم التصعيد السياسي والاعلامي والدستوري بين عون وميقاتي.