محمد عبدالرحمن

بعد انهاء عملية المفاوضات الاميركية بين لبنان واسرائيل، والتوصل الى اتفاق في ترسيم الحدود البحرية وسط أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية وسياسية، تستفحل في لبنان الذي ينتظر معجزة لتنشله من وعكاته، رأى البعض في ما حصل باب ضوء وبدت ملامح النور وكأنها تبشر بفجر جديد.

وفي هذا الاطار، بدأت الاسئلة تطرح، عن ما بعد الترسيم وعملية الاستخراج والتنقيب، وعن الارباح الذي سيجنيها لبنان وكيفية مساعدته في تحسين هيكليته الاقتصادية والمالية. و عشية تقديم العرض النهائي للترسيم امام الرأي العام اذ بتصريح للسفيرة الاميركية في لبنان "دوروثي شيا" تقول فيه إن المصارف على مشارف خطة التعافي وخطة الكهرباء باتت قريبة.

والسؤال: كيف سيساهم انهاء ملف الترسيم واستخراج النفط والغاز في مساعدة لبنان اقتصاديا وتعافيه ماليا؟

كشف الباحث الاقتصادي والقانوني في المعهد اللبناني لدراسات السوق كارابيد فكراجيان لموقع "vdlnews"، أنه يوجد نقطتين اساسيتن: الاولى هي أنه من المبكر بعد معرفة قيمة الغاز الموجودة أما النقطة الثانية فان التأشيرات تقول انه ليس بالحجم المتوقع.

وأضاف: "يجب أن نبدأ بالعمل في حقول الغاز اولا لنعرف الكمية الموجودة، وفي حال العثور على الغاز و بدأنا التنقيب ليس بالضرورة أن يكون للأمر تأثير ايجابي بل العكس من الممكن أن يكون له تأثير سلبي، وهذا يعود الى كيفية استعماله، كما تم ذلك في سوء استخدام احتياطي مصرف لبنان، فنحن خسرنا منه 20 مليار دولار وتطورت الازمة نحو الاسوأ. الخوف هنا من كيفية استخدام الغاز او النفط الموجود وسوء استخدامه ان حصل لن يحقق المرجو منه، كما حصل مع بعض الدول الافريقية وأيضاً فنزويلا والعراق، فليس بالضرورة ان تكون شعوب الدول التي تمتلك مثل هذه الموارد غنية".

وعن مصلحة قطر وغيرها من الدول التي دخلت على خط تسهيل المفاوضات بالدخول على خط استخراج الغاز في لبنان وعن الدور الذي تلعبه، قال فكراجيان: "ان استخراج الغاز هو عملية دولية، في اي بلد كان يدخل فيه مشاركة وتضافر جهود عدة دول منها المصدرة والمكررة والى ما هنالك وايضا منظمات دولية وشركات تعنى بالموضوع ".

وعلى مستوى المصلحة والاستفادة لفت الى ان الاساس يبقى في الداخل اللبناني وفي تعاطي السلطات المعنية مع ادارة ملف النفط وعلى هذا الاساس يتحدّد المستفيد والمتضرّر ومستوى استفادتنا في لبنان .

ولفت الى أنه "من المبكر القول ان استخراج الغاز مربح، اذ اننا لم نعرف بعد الكمية الموجودة، والمعلومات التي حصلنا عليها أن التقديرات لكمية الغاز غير هائلة كما يروج البعض، وكل ذلك ينتظر حفر الابار ونتائج الاستكشاف".

وأخيراً، وفضلاً عن ذلك، للترسيم بُعده الجيوسياسي كونه يتعلق بسلعة استراتيجية في زمن العطش العالمي الراهن للطاقة، الذي تسببت به حرب روسيا وأوكرانيا والحاجة الاوروبية لهذه السلعة. وفي ذلك مكسب للبنان ان ادرك كيفية اغتنامه للفرصة والبدء بالعمل لادارة هذا الملف والاستثمار به بشكل جيد، لعلها تكون فرصته الاخيرة للنهوض اقتصاديا .