دموع الأسمر - الديار
يبدو ان فاجعة المركب الذي غرق الاسبوع الماضي قبالة جزيرة أرواد، والذي غادر من شاطيء المنية، لم يشكل العبرة الكافية رغم المأساة التي أسفرت عن استشهاد اكثر من مئة مهاجر رجال ونساء واطفال، ولا تزال 30 جثة في مستشفى الباسل لم تحدد هويتها بسبب التشوهات التي اصابتهم.
مشهد الفاجعة لم يردع المهرّبين الذين واصلوا التحضير لعمليات تهريب اخرى بتحد بالغ الوضوح لهيبة الدولة واجهزتها، الى حد الاستهتار بالاجراءات الامنية المتخذة لمنع هذه الهجرة، بل وان المهاجرين مصرون على خوض مخاطر البحر، رغم ان المشاهد المأساوية لم تزل ماثلة امام الجميع.
فقرابة الساعة الثالثة من فجر أمس الخميس، غادر مركب من مراكب الهجرة غير الشرعية من شاطيء المنية، وعلى متنه 95 مهاجرا غالبيتهم من النازحين السوريين وعدد من اللبنانيين والفلسطينيين.
تمكن المركب من مغادرة شاطيء المنية، في حين ان قضية المركب الذي غرق امام ساحل طرطوس لم تنته فصولا، ولا يزال البحارة السوريين يواصلون الغطس ومتابعة مسح البحر، حيث يُعثر بين حين وآخر على جثة عائمة آخرها تلك التي عثر عليها في بحر اللاذقية، وهذا دليل على انه بل يزال هناك ضحايا يُعمل على انتشالهم.
واوردت مصادر في مخيم نهر البارد اسماء 12 مواطنا فلسطينيا في عداد المفقودين الذين لم يعثر عليهم لغاية اللحظة وهم: كريم محمد فارس اسماعيل، بلال يوسف الحاج اسعد، يحيى هيثم حافظ وهبه، عبد الله السعيد، محمود ناصر فرغاوي، حسن اسامه نافذ حسن، حسان أسامة نافذ حسن، نهال أسامة نافذ حسن، نايا أسامة نافذ حسن، أسامة عمر عمر، وسام حسين عبد الهادي واحمد سامر الوحيد.
ويلاحظ ان اولاد قبطان المركب اسامة نافذ حسن الخمسة في عداد المفقودين، بعد العثور على جثته وجثة زوجته.
وقد جرى تشييع 18 شهيدا في عكار ومخيم نهر البارد، اما عدد الناجين فاستقر على عشرين ناجيا.
مشاهد الموت الموجعة لم تردع المهرّبين ولا حتى المواطنين الذين يصرون على ركوب الموج القاتل، حتى ان بعضهم صرح علنا اثناء تشييع الضحايا انهم لن يتوقفوا عن محاولات الهجرة عبر البحر مهما كانت الاخطار، لان خطر البحر أهون شرا من جحيم البقاء في بلاد يذل فيها المواطن ليحصل على لقمة عيشه، هذا إن وجدت..
مغادرة المركب الجديد ترك انطباعا ان منع هذه المراكب دونها عقبات، وتحتاج الى اجراءات اكثر حزما وحسما وامكانيات لوجستية اوسع لضبط الشاطيء الشمالي الطويل من العريضة الى شكا، والا فان مراكب الهجرة ستتواصل ومسلسل الموت غرقا سيستمر.
وبالامس قطع اهالي بلدة ببنين ووادي الجاموس والقرى المجاورة بشكل جزئي مستديرة العبدة في عكار في خطوة تحذيرية للضغط على الحكومة اللبنانية للعمل على استعادة 150 مهاجرا من عكار تعطل مركبهم قبالة سواحل تركيا وجرى سحبهم وحجزهم في تركيا منذ حوالي ثلاثة اسابيع بظروف وصفها الاهالي انها مذلة ومهينة، وانهم ينتظرون تحرك وزير الخارجية للتواصل مع السلطات التركية وتأمين الاوراق الثبوتية لهم واعادتهم الى لبنان، ووضعوا مهلة يومين قبل أن يلجأوا الى التصعيد في الشارع.