محمد عبد الرحمن
170مهاجرا "لبنانيا سوريا وفلسطينيا" على قارب موت جديد غرق قبالة جزيرة أرواد في طرطوس، كان قد انطلق من بلدة المنية شمال لبنان، ليل الثلاثاء… لا لشيء بل لأن من هاجروا على متنه ظن انه يتجه لتحسين احواله وتغيير مساره والانتقال عبر المسار المجهول إلى الجهة المجهولة بحثاً عن حياة أفضل، في رحلة تبين انها رحلة موت متنكر بثوب الهروب.
عدد الضحايا وصل إلى 77 شخصاً، وفق ما أعلن وزير الصحة السوري، في الوقت الذي لا تزال فيه عمليات البحث وانتشال الجثث مستمرة.
وقال وزير النقل اللبناني علي حمية، اليوم الجمعة، إن السلطات السورية انتشلت جثث ما لا يقل عن87 شخصاً كانوا على متن قارب المهاجرين الذي غرق قبالة الساحل السوري بعد الإبحار من لبنان في وقت سابق من الأسبوع.
وبحسب حمية تم التعرف على جثث 9 لبنانيين، و20 ناجياً منهم 5 لبنانيين، و12 سورياً و3 فلسطينيين.
وبحسب بعض الناجين، فإن الزورق غادر من شاطئ المنية في لبنان، يوم الثلاثاء، وعلى متنه ما بين 120 و150 شخصاً، فيما لم يخرج بعد أي عدد رسمي ونهائي للآن.
مخيم نهر البارد شمالي لبنان لم يسلم من المأساة. وفي الاطار اوضحت "الشابة آية "من المخيم لموقع vdlnews، "عن حالة السواد واليأس التي تغطي المخيم في هذه الاثناء بانتظار جثث ضحايا القارب"، قائلة: " مخيمنا أصبح فارغا، مات كل شبابه، أي بالمختصر تحتار من تريد أن تواسي، والبيوت هنا متلاصقة ببعضها، فكل بيت اما لديه ضحية او أكثر ام قريب له ام صديق ام معارف وجيران".
وتابعت قائلة: الرقم النهائي لعدد الضحايا في هذا القارب غير معروف للآن، ولكن عائلتي "وهبي وعبد العال" فقط لديهما 25 ضحية حتى الساعة.
"يحيى وهبة" من بين المفقودين من المخيم مثلا، هوالشاب الخلوق والإنسان الطموح ذو الوجه الحسن الفنان، وأحد المشاركين في الفيلم اللبناني الفلسطيني "قضية رقم 23" الذي يعالج فيه أزمة اللاجئ في الوطن العربي الذي لا يشبه الوطن، وكان يحلم بتحقيق حلمه في وطن دفن فيه الحلم والأمل، فهاجر ليبني وطناً ويصنع طموحا فتجاوز الحدود لكن غلبه الموج بانتظار معرفة مصيره.
المتسبب الأول بالمأساة الانسانية هو الفقر والمحرض هو البحث عن حياة أفضل والمنفذ مجرم زين الموت للفقراء وغلفه بغلاف رحلة بحرية على قارب غير آمن... فإلى أين وصلنا؟ ومتى سينتهي مسلسل قوارب الموت؟