صونيا رزق - الديار
حين يوجّه رئيس الجمهورية ميشال عون كل فترة، كلمة متلفزة الى اللبنانيين ضمن مناسبات مختلفة، يتطرّق دائماً الى الاوضاع السياسية السائدة، والازمات المتلاحقة والانهيارات، مع وضعه جردة حسابات للسنوات التي مرّت على مدى عهده، والتي حملت عنواناً دائماً، وهو تركيز رئيس الجمهورية على عدم تحميله لوحده أوزار الكوارث التي قضت على لبنان، مع تعداده اسباب تراجع مؤسسات الدولة، بسبب التراكمات المتعاقبة في السنوات السابقة، من دون ان تخلو كلمته دائماً من بعض «اللطشات» الى مَن يعتبرهم من المعطلين، فيما الجميع مسؤول لانّ معظم الاحزاب والافرقاء السياسيين شاركوا في الحكم، واوصلوا البلد الى ما هو فيه اليوم، بسبب سجالاتهم واتهاماتهم المتبادلة بالفساد والسرقات والى ما هنالك من خيبات امل طالت كل المواطنين.
الى ذلك سيختم العهد بأزمة حكومية متراكمة، تضاف الى سلسلة الازمات التي تطوّق لبنان، ولن ترى هذه الازمة أي بادرة امل بفكفكة عقدها، بسبب تعطيلها المتعمّد من قبل المعنيين، فيما المجتمع الدولي ينتظر زوال اهل البيت الحكومي، ويضع الشروط ويكرّر المطالب لتحقيق الوعود بالمساعدات، لكن السلطة تقف عاجزة ومكتوفة الايدي كالعادة.
هذا المشهد المؤكد الذي سيختم نهاية تشرين الاول المقبل، تاريخ إنتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، سيُساهم في خوض «التيار الوطني الحر» معركة الانتقام من معرقليّ العهد، من خلال معارضة عونية مغايرة عن المعارضة التي نشهدها حالياً، أي عبر تحرّك شعبي سيقلب الادوار ويتخذ الشارع حصناً له، مع إمكانية ان نشهد قنابل سياسية عونية في إتجاه الخصوم الذين وبحسب «التيار» منعوا العهد من العمل وتحقيق الانجازات.
وعلى خط «التيار الوطني الحر»، افيد بأنّ عدداً من مسؤوليه، طالبوا النائب جبران باسيل بضرورة إتخاذ مواقف سياسية نارية، وإطلاقها في اتجاه الجميع بهدف إرضاء الجمهور العوني الغاضب، من جرّاء ما حصل في السنوات الاخيرة من عمر العهد، لان خسائر التيار تتوالى ولم يعد ينفع السكوت.
في غضون ذلك، ثمة من يقرأ في الخلاف الاخير بين العهد ورئيس حكومة تصريف الاعمال، باب إنذار سيفتح على مصراعيه وينطلق نحو الشارع، في ظل معلومات بأنّ الخيارات عديدة، ولن يسمح العهد ببقاء مَن يعتبرهم المعرقلين الاوائل لمسيرته، فكيف يخرج العهد وتياره من الحكم، ويبقى هؤلاء؟ من دون ان تستبعد المصادر المتابعة للإشكال العوني- الميقاتي، من تواجد شارع مقابل شارع لاحقاً وليس الآن، خصوصاً انّ السيناريوهات تحضّر منها، الفراغ الرئاسي الذي يتصدّر المرحلة المرتقبة، بسبب وجود صعوبة كبرى في الاتفاق على إسم الرئيس المنتظر، لان القوى المعارضة والتي إجتمعت قبل يومين مع عدد من «النواب التغييريين»، لن تتمكن من فرض مرشحها، وبالتالي لن تؤمن اصوات 65 نائباً.
وهنالك ايضاً سيناريو لافت وهو عدم تأمين النصاب، الذي سيلعب دوراً بارزاً في اللعبة الرئاسية، كما سيتبادل الفريقان لعبة تعطيل النصاب، الى حين ظهور الحل الآتي من الخارج، عبر رئيس وسطي، وإلا سيكون هنالك تكرار للعهد الحالي، ولن يكون بمقداره التحكّم، والامر عينه بالنسبة لرئيس آت من محور الممانعة، او من المحور المعارض، أي سيبقى المشهد الخلافي سائداً في إنتظار حصول تسوية، كما جرت العادة عبر مؤتمر خارجي يوصل الرئيس المطلوب عربياً ودولياً، وإلا فكل الاحتمالات واردة، وفق ما يشير ديبلوماسي غربي لصديقه اللبناني، وهو وزير سابق يؤكد بأنّ الاشهر المقبلة ستكون صعبة، لذا إستعينوا بالوعي والادراك والتعقل، ودرس تداعيات المرحلة الصعبة وإلا على لبنان السلام...