علي ضاحي - الديار
عودة الحرارة الى خط حارة حريك وكليمنصو، كان بمباردة من النائب السابق وليد جنبلاط والاتصال بمسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا (كما تؤكد اجواء حزب الله، بينما يصر «الاشتراكي» على ان صفا هو المبادر)، اسفرت عن لقاء عقد امس، وضم الى صفا معاون الامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل.
وتؤكد اوساط مطلعة على اجواء حزب الله ان قبل الانتخابات وبعدها، كان حزب الله وامينه العام السيد حسن نصرالله يصران على التأكيد ان نهج حزب الله هو الانفتاح والحوار ومد اليد الى الشركاء في الوطن بالقول وبالفعل، وليس بعبارات انشائية او للتنمير السياسي ومن دون اجندات او شروط مسبقة. ويستثنى من هذه القاعدة طبعاً من لديه اجندة اميركية وصهيونية ضد حزب الله، وسيبقى يهاجمه ويعاديه على قاعدة «عنزة ولو طارت». وصاحب مشروع الاستهداف لحزب الله والمقاومة، لن يتوقف عنه مهما كان الثمن.
وتشير الاوساط الى ان استعادة الحرارة على خط حارة حريك - كلمنصو، فيه مصلحة مشتركة للطرفين، وهناك مساحة مشتركة للعمل من خلال مجلس النواب والتشريع ، لا سيما ان جنبلاط عاد الممثل البرلماني الوحيد للطائفة الدرزية، ومن الطبيعي ان يكون هناك تعاون برلماني بين «الاشتراكي» والوفاء للمقاومة، وكذلك هناك مساحات للعمل السياسي والاقتصادي والمالي.
وعن توقيت مبادرة جنبلاط وتلقف حزب الله هذا «الانفتاح الجنبلاطي» الجديد عليه، ترى الاوساط ان جنبلاط يقرأ جيداً المتغيرات الداخلية وموازين القوى وكذلك في الاقليم، وهو خرج من الانتخابات «منتصراً» بعدد النواب، لكن ساحته وبيته الداخلي في حاجة الى ترتيب، وهو ومن منطلق الواقعية السياسية يعيد ترتيب اوراقه الداخلية، ويعيد صياغة تحالفاته وعلاقاته مع الآخرين.
بدورها تؤكد اوساط قيادية بارزة في «الاشتراكي» ان استئناف العلاقة مع حزب الله هو من باب تنظيم الخلاف، والعودة الى العلاقة كما كانت من 4 سنوات. وتشير الى ان اعادة التواصل مع حزب الله ليست على حساب علاقة «الاشتراكي» مع «القوات» او غيره، فهناك تلاق على بعض الملفات واختلاف على اخرى، كما كان هناك تفاهم انتخابي مع معراب.
وتؤكد الاوساط ان الدعوة الى الحوار، لا سيما مع حزب الله، كانت في صلب خطاب وليد جنبلاط ، فقبل الانتخابات النيابية بـ 10 ايام، اعلن جنبلاط انه في مقابل الالغاء والحرب السياسية والانتخابية عليه، «يدنا ممدود للحوار مع حزب الله». وتقول الاوساط ان جنبلاط في مقابلته المتلفزة اخيراً، حدد العناوين العريضة للقاء، لا سيما في الملف الكهربائي والاقتصادي والنفطي والمالي.
في المقابل ترى الاوساط، ان ترتيب الاوضاع الداخلية بعد الانتخابات، لا سيما البيت الدرزي همّ اساسي عند جنبلاط، رغم ان لا تواصل مباشراً بعد الانتخابات مع كل من النائب السابق طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب.
وعلى مستوى العلاقة مع التيار الوطني الحر، تؤكد الاوساط حصول لقائين بين جنبلاط والنائب غسان عطالله، ووضعا في خانة التهدئة في الشوف وعاليه، والقنوات مفتوحة بين الطرفين لمعالجة اي اشكال امني او ميداني.