الديار
على وقع تحذيرات من استخدام الجيش الاسرائيلي اداة حرب في خدمة الانتخابات الاسرائيلية، عاد ملف «الترسيم» الى الواجهة بعد نفي نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب حصول زيارة مؤخرا «للوسيط» الاميركي عاموس هوكشتاين الى اسرائيل، كما زعمت سابقا المصادر الاسرائيلية، لكن المفارقة الدالة في كلامه من القصر الجمهوري، كانت تذكيره للاميركيين بان «الزمن» بات ضيقا، ونحن على مشارف شهر ايلول. وهو ما اعتبرته مصادر مطلعة «رسالة» تحذير للاميركيين من مغبة العودة الى «تمييع الوقت» في ظل اختلال سياسي داخلي في اسرائيل على مشارف انتخابات مبكرة قد تدفع المتنافسين على السلطة، للقيام بحسابات خاطئة لتامين مصالحهم السياسية. وقد اعلن بوصعب عقب لقائه الرئيس ميشال عون ان العدوان الإسرائيلي على غزة أحدث تأخيراً في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، وقال إنّ ترف الوقت ليس متاحاً إلى ما لا نهاية بل بتنا في وقت حرج وحفاظاً على الاستقرار يُفترض أن ينتهي ذلك قبل أيلول. وقال ان الموقف الرسمي سواء كان سلبياً أم إيجابياً مغاير لما يُحكى في الإعلام. وأشار الى أنّ الجهد ما زال قائماً ولم يتوقف، وهوكشتاين حريص على متابعة هذا الجهد...
تشكيك اسرائيلي؟
وفي السياق نفسه شككت صحيفة «اسرائيل اليوم» باخبار التنازلات الاسرائيلية عن كامل حقل قانا، لكنها قالت انه اذا حصل ذلك فهو تجنبا لاي مواجهة مع حزب الله، لكنها اعتبرت ان أمل اللبنانيين سيخيب حتى لو تلقوا حقل قانا كله وجرى ترسيم الحدود البحرية وفقاً للخط 23لان هناك احتمالاً كبيراً بألا تظهر التنقيبات شيئاً مثلما حصل في المياه اللبنانية من قبل. ثانياً، لأن الفساد اللبناني متجذر لدرجة إذا ما رأت فيها بيروت أرباحاً في غضون وقت قصير، فإنها ستبتلع في البئر التي حفرها السياسيون. حسب تعبير الصحيفة الاسرائيلية.!
لماذا القلق من الحرب؟
وفي سياق حديثها عن سوء التقدير الذي يمكن ان يحصل في اي وقت على الصعيد العسكري، حذرت صحيفة «هآرتس» من تحول الجيش الاسرائيلي الى اداة في «الحروب الصغيرة» للسياسيين، وقالت ان العلاقة بين الجيش والجمهور تقوم على الثقة التي تآكلت؛ وبحسب مؤشر معهد الديمقراطية، بدت ثقة الجمهور بالجيش هي الأدنى منذ 13 سنة نتيجة سلسلة طويلة من الأكاذيب... ولفتت الصحيفة الى أن الجيش الاسرائيلي يشارك في طقوس الانتخابات. وقالت «من الواضح أن القيادات لا تحسب للاسرائيليين حسابا وباتوا الجزء الأقل أهمية. فالجنود تقول الصحيفة تحولوا الى «أوراق لعب» في اللعبة السياسية. وفي خلاصة واضحة لتسلسل الاحداث تشير الصحيفة الى الاتي: الجيش يمتثل للحكومة، الحكومة تريد القتل؟ الجيش يظهر لها كيف. لبيد يريد الحصول على شهادة ثانوية في المعارك؟ حصل عليها. بنى لنتانياهو مدرسة! فلبيد يعرف هو الآخر كيف يقتل!
الحرب القادمة؟
وقد عزز هذا الموقف النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي أحمد الطيبي، الذي توقع ان تشن اسرائيل حرباً مماثلة لما حصل في غزة قبل ايام، وقال» من الآن إن عملية عسكرية شبيهة قادمة، وأستطيع تحديد موعدها. فالانتخابات القريبة ستسفر عن أزمة وستضطر إسرائيل للذهاب إلى انتخابات جديدة، تكون السادسة في غضون أربع سنوات. وعشية الانتخابات ستُشن هذه الحرب. بدورها اكدت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية ان كل الخوف يبقى من أن يؤدي النجاح العسكري المحدود في غزة إلى تشجيع الحكومة على «مغامرات» جديدة.
حذر لبناني ولكن...؟
وتعليقا على هذه الاجواء المفعمة بالتوقعات السلبية في اسرائيل، ترى مصادر لبنانية معنية بالملف انها جديرة بالمتابعة، لانه لا يمكن تجاهلها، واذا كانت المناخات الدولية والاقليمية لا تساعد الاسرائيليين على الدخول في مغامرات عسكرية كبيرة،ما حصل في غزة مؤخرا يشكل دليلا على ذلك، لكن الاحتقان السياسي الداخلي يجعل اسرائيل دولة مازومة على مختلف المستويات وهذا يجب ان يبقي «العيون» مفتوحة على ما يمكن ان يكون «دعسة» ناقصة من قبل الاسرائيليين. لكن تبقى نقطة اساسية يجب التوقف عندها، وهي ان الحرب مع لبنان ليست «نزهة» وتداعياتها ستكون كبيرة، ولن يتمكن اي من الساسة في اسرائيل صرفها في صناديق الاقتراع.فهي حرب لا يمكن «هضمها»بسهولة.