شارك النائب البطريركي العام على منطقتي الجبة بشري وزغرتا اهدن، الزائر البطريركي على شبه الجزيرة العربيةالمطران جوزيف نفاع، في المجلس العاشورائي، الذي أقيم في قاعة حسينية بلدة بنهران - قضاء الكورة، في حضور رئيس الديوان في كرسي الديمان الخوري خليل عرب وعدد من كهنة الرعايا ومسؤولي الجمعيات الراعوية العاملة في الأبرشية.
وكان في استقباله الدكتور ماهر حسين، الشيخ حسين سليم، جمال تامر ورئيس قلم المحكمة الشرعية الجعفرية في طرابلس حمد حسين،أمين سر الجمعية الخيرية لانعاش القرى الخمس (بنهران، دير بلا، متريت، بحبوش وزغرتا المتاولة)، الى حشد من أبناء البلدة والجوار.
وألقى حمد حسين كلمة رحب فيها بالمطران نفاع والوفد المرافق. وتحدث عن "عظمة قضية الحسين". وقال:"جميع الناس معنيون بذكرى عاشوراء. كل الناس معنيون بما ألم بالحسين وأهله وصحبه، لأن الألم شعور في الإنسان يولد حس التعاطف لدى أخيه الإنسان . كل الناس معنيون بهذا الجرح، مسلمين ومسيحيين، وكل أبناء الديانات السماوية التي تلتقي عند الأصول والتعاليم ذاتها، فلا فرق بين ظلم وقع بمسلم وظلم وقع بمسيحي، ولا فرق بين جراح الحسين وآلام عيسى، هؤلاء الرسل والأولياء والأئمة بعثوا ليتحملوا الآلام العظيمة من أجل أن يبقى كتاب الله حيا فينا، قرآنا وإنجيلا وتوراة. لقد بعثوا لكي نتذكرهم كلما تألمنا وجارت علينا الحياة، فندرك أن أوجاعنا لا تساوي شيئا أمام ما يحمله هؤلاء الصفوة والقديسون والأولياء".
وتناول حسين "علاقة المحبة بين المسلمين والمسيحيين، مستشهدا بقول الإمام موسى الصدر: إن حب المسلمين للسيد المسيح، ليس حب مصلحة، أو مسايرة، ولا انعكاسا لواقع طائفي أو سياسي إنه جزء من ديننا، من إيماننا، تعلمناه من القرآن ومن رسول الله، ونحن نحب الملتزمين نهج المسيح فتلك هي درب الجلجلة التي تؤدي الى السلام".
وألقى المطران نفاع كلمة بعنوان كربلاء جديدة جاء فيها: "كربلاء في قلب كل شيعي، ليست مجرد ذكرى، بل هي واقعة حية، تحمل في طياتها رغبة الحسين في أن يبني أمة تهنأ بالعيش العادل والكريم. رفض الحسين أن يستأثر فرد ما أو فريق معين بمقدرات الأمة وبقرارها. وأصر على أن تبقى الأمة موحدة، تقود شؤونها بالشورى والاتفاق. فالإنقسام، ما عمر يوما بيتا، ولا كبر عائلة ولا ربى عيالا على الخير والسلام. لقد شدد عليه السيد المسيح في إنجيله، محذرا وقائلا: " كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب".
وتابع:" حاولنا، نحن الموارنة، أن نعيش هذه القيمة العليا، أي وحدة الأمة، وحملنا رسالتها في لبنان.أردناه وطنا لجميع أبنائه، يؤمن لهم العيش بكرامة وسلام وبحبوحة. إننا ما زلنا، في أجواء المئوية الأولى لإنشاء "دولة لبنان الكبير". يوم عرض الغرب على الموارنة أن يمنحوهم بلدا يستقلون فيه، حدوده جبل لبنان، رفض العقلاء بيننا هذا العرض، مصرين على أن لبنان هو لكل أبنائه. وهكذا، في مؤتمر باريس للسلام، في 27 تشرين الأول 1919، توجه الوفد اللبناني ، وعلى رأسه البطريرك الماروني الياس الحويك، حاملا مذكّرة وطنية تطالب بتوسيع حدود الدولة لتضم كل المناطق الطبيعية للبنان".
وأضاف:" لن يكون لبنان مميزا إذا ما استأثرت به فئة من أبنائه. فلو جعلناه مسيحيا، فالغرب أكبر منه. ولو جعلناه شيعيا، فإيران أكبر منه. ولو جعلناه سنيا، فالسعودية أكبر منه. لبنان كبير بنا جميعا، متكاتفين. لبنان مميز بنا جميعا، متعددين؛ إنما في تفاهم وشورى. نحن اليوم أمام امتحان كبير جدا. ونحن على أبواب استحقاقات مصيرية، قادرة على انتشالنا وأولادنا من هذه الأزمة الخانقة. أو قد تودي بلبنان. تناتشنا البلد سنين طوال، وليس فينا بريء من دم ابن يعقوب. الفرصة أمامنا، وإن في لبنان من المقدرات ما يسمح له ولنا بأن نعيده أفضل مما كان. حاولنا جميعا أن نستأثر به وفشلنا. دعونا إذا نسمع صراخ الحسين وهو يستنهضنا أن نجعل الأمر شورى بيننا، ونسمع صلاة المسيح "ليكونوا بأجمعهم واحدا ".
وختم: نحن أمام امتحان أساسي، فإما أن نحفظ لبنان وطن العيش معا. وإما نجعل منه كربلاء جديدة يقتل فيها الشرفاء ويسفك فيها دم الأبرياء، لا بل ويقتل فيها الحسين مرة ثانية".
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا