قصة الفيول المزعومة كاملة... هذه هي الحقيقة والبقية كلام سياسي
قصة الفيول المزعومة كاملة... هذه هي الحقيقة والبقية كلام سياسي

خاص - Monday, May 4, 2020 8:00:00 AM

منذ ايام ونسمع بمؤامرات كونية في موضوع الفيول في لبنان، ولا احد يعلم أين الحقيقة، خصوصا وان الموضوع بات فيه من السياسة ما يكفي لعدم تصديق اي شيء منه بعد اليوم، ولذلك فلا بد من معرفة الحقيقة كاملة حتى لو كانت قاسية احيانا.

بداية، إن شركة سوناطراك  Sonatrachهي شركة عامة جزائرية شكلت لاستغلال الموارد البترولية في الجزائر وهي شركة متنوعة الأنشطة، وهذه الشركة احتلت المركز الثاني عشر في ترتيب شركات النفط في العالم في التقرير الدولي لأفضل 100 شركة نفطية للعام 2004، وفقا لما أورده بيان صادر عن وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية، كما تحتل المركز الأول في أفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط وثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال والغاز النفطي المسال وثالث مصدر للغاز الطبيعي في العالم. كما ان شركة Sonatrach Corporation Petroleum  هي شركة مؤسسة في لندن ومملوكة من شركة سوناطراك العامة الجزائرية.

بعد التحدث عن شركة سوناطراك الجزائرية نعود الى لبنان، فإن عملية شراء مادة الفيول محصورة بعلاقة تعاقدية دولية قائمة منذ العام 2005 ولغاية تاريخه بين الدولة اللبنانية ممثلة بوزارة الطاقة والمياه والدولة الجزائرية بواسطة شركة  Sonatrach. اي نستنتج ان شركة سوناطراك هي وحدها المسؤولة تعاقديا تجاه الدولة اللبنانية.

وفي موضوع شركة ZR ENERGY DMCC فهي شركة محدودة خاصة مسجلة في العام 2013 في دبي- الإمارات العربية المتحدة، ومملوكة بالكامل من قبل المفوض بالتوقيع عنها السيد ابراهيم ذوق، ولا يوجد أي تعاقد مباشر بينها وبين الدولة اللبنانية لشراء مادة الفيول موضوع النزاع والتي ترعاها حصراً البنود التعاقدية القائمة بين دولة لبنان ودولة الجزائر. وقد قامت وزيرة الطاقة السابقة ندى بستاني بالتأكيد على أن العلاقة التعاقدية محصورة بين لبنان والجزائر ولا يوجد أي وسيط أو طرف ثالث بين الدولتين.

مصادر مطلعة تروي لموقع VDLnews أن مادة الفيول المدعى بوجود شوائب فيها والتي تدخل ضمن إلتزامات دولة الجزائر تجاه لبنان قد تم أخذ العينات منها وإجراء الفحوصات اللازمة لها في مرفأ التحميل AUGUSTA  في إيطاليا من قبل شركة عالمية مستقلة BV مالطا و Amspec إيطاليا، وتبين أن المادة المصدرة الى لبنان مطابقة للمواصفات المتفق عليها تعاقديا بشأن الشحنة المذكورة فأصدرت BV مالطا شهادة رسمية بمطابقة المواصفات المذكورة وتم على هذا الأساس شحن المادة الى لبنان. هذا مع العلم أن حقوق شركة سوناطراك التعاقدية تصبح مستحقة عند صدور الشهادة المشار إليها أعلاه.

ومن ثم جرى فحص مماثل في لبنان لدى وصول الناقلة الى معمل الجية الحراري بحيث قامت شركة TECH  YELLOW المكلفة من قبل الدولة اللبنانية بأخذ عينات من الشحنة بحضور شركة الرقابة المحددة من قبل شركة سوناطراك وتم وإيداعها لدى المختبر المركزي لمنشآت النفط في بيروت وجاءت النتيجة مطابقة للمواصفات المحددة عقديا. 

كما علم بحسب المصادر المطلعة ان شركة BV  - بيروت أخذت عينات من الخط البحري المستعمل للتفريغ خلال تفريغ الشحنة في الجية والذوق وتم إرسالها الى مكتب شركة BV - دبي لإجراء فحوصات النوعية فجاءت النتيجة معاكسة. هذا مع العلم أن الأصول المتبعة في عمليات مماثلة تقضي في كل مرة بإعادة فحص الشحنة عن طريق قيام شركة  BV- بيروت بأخذ عينات جديدة من الخط البحري وإجراء فحوصات مخبرية عليها في دبي، وإن الطرف البائع يكون على علم تام بهذه الإجراءات، وبالتالي لا يكون للبائع أي مصلحة أو إمكانية بالتلاعب بمواصفات الشحنة.

وهنا يجب الإشارة الى أن الشحنة قد بقيت متوقفة في البحر لمدة عشرة أيام، اي بين تاريخ إجراء الفحص لدى المختبر المركزي لمنشآت النفط في بيروت وتاريخ أخذ العينات من قبل BV - بيروت لدى إجراء عملية التفريغ، ويعود للجهات الفنية المختصة تبيان مدى تأثير ذلك على نوعية هذه الشحنة. إضافة الى أن العينات التي تم فحصها على عدة مراحل كما تم تبيانها أعلاه لم يتم أخذها في نفس الوقت ولا من نفس المكان إذ أن العينات الأخيرة قد تم أخذها من الخط البحري وبعد فترة طويلة على انطلاق الشحنة وتوجهها الى لبنان.

كما انه لدى ظهور شوائب في المادة المذكورة حسبما تم التداول به، علما أن الدولة اللبنانية لم تكن بعد قد سددت قيمة الشحنة المذكورة فقد بادرت شركة سوناطراك ومنعا من حرمان الدولة اللبنانية والمواطن اللبناني من الفيول اللازم لإنتاج الطاقة الكهربائية، الى تأمين شحنة بديلة وتفريغها في خزانات الدولة اللبنانية. كما أن الدولة اللبنانية ورغم استلامها لمادة الفيول بموجب الشحنة الثانية لم تقم لغاية تاريخه بفتح أي إعتماد مستندي لتسديد قيمتها.

لم تتكبد الدولة اللبنانية في هذا الإطار أي خسائر في أموالها أو حقوقها علما أنه لم يثبت لغاية تاريخه سبب وجود الشوائب المدعى بها. كما تم مؤخرا محاولة إقحام الأخوين زينا رحمه في هذا الموضوع لأسباب سياسية معروفة علما أن شركة ZR ENERGY DMCC  ليست من جهة أولى مملوكة من الأخوين رحمه ولا وجود من جهة ثانية لأي رابط أو تعاقد بين الشركة المذكورة والدولة اللبنانية، ولا يمكن بالتالي تحميلها أي مسؤوليات من أي نوع كانت عن الإختلاف الذي طرأ على مواصفات الشحنة المشار إليها أعلاه مع التأكيد على أن العقود المنشأة على الوجه القانوني تلزم المتعاقدين، أي الدولة اللبنانية وشركة سوناطراك، عمالا بمبدأ المفعول النسبي للعقد المحصور بالمتعاقدين.

في مطلق الأحوال، إن عمليات تجارة الفيول العالمية تستند بشكل رئيسي الى الفحوصات المخبرية التي تتم بواسطة شركات عالمية متخصصة ومعتمدة عالمياً ودولياً في هذا المجال، ولا يكون للبائع أو الشاري أي إمكانية للتثبت من طبيعة الشحنة ومكوناتها ومواصفاتها إلا بالإستناد الى تقارير وفحوصات مخبرية تتم من قبل اختصاصيين في هذا المجال، علما أنه تم التثبت من مواصفات الشحنة ومطابقتها للمعايير التعاقدية عند التحميل في مرفأ إيطاليا.

تجدر الإشارة الى أن شركة BV لدى إجرائها لأي فحوصات فهي التي تقوم بشكل مستقل وبدون تدخل من البائع أو الشاري بأخذ العينات التي تراها مناسبة من الشحنة وهي التي تقوم أيضا بتسليمها للمختبرات المعتمدة منها وهي التي تقوم بالإستحصال على النتائج وإدراجها في شهادات رسمية تصدر عنها.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني