أهم ما يجب معرفته عن اللقاحات وما هي المفاهيم الخاطئة والاشاعات حولها
أهم ما يجب معرفته عن اللقاحات وما هي المفاهيم الخاطئة والاشاعات حولها

خاص - Tuesday, May 24, 2022 10:56:00 AM

أجاب بروفسور طب الأطفال والمراهقين والأمراض المُعدية ورئيس مركز أبحاث الأمراض الجرثومية في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور غسان دبيبو، على مجموعة من الأسئلة لموقع vdlnews.

اليكم المقابلة الكاملة:


1. برأيك، لماذا تعتبر اللقاحات من أهم التطورات في مجال الصحة العامة؟

تعتبر اللقاحات بشكل عام أهم انجاز طبي ساهم في إنقاذ حياة الملايين من الأطفال والبشر خلال المئة عام الماضية. و تدرس اللقاحات بطريقه دقيقه جدًا وعلى مدى سنوات للتأكد من فعاليتها وأمانها قبل منحها لعامه الناس، وتستمر الدراسات حتى بعد البدء باستعمالها على مختلف الفئات العمرية لترسيخ الفعالية والسلامة والأمان.

2. ما هي أهم الفوائد التي توفرها اللقاحات لجميع الفئات العمرية، وكيف تحمي الأطفال والبالغين وكبار السن من الأمراض الخطيرة والالتهابات؟
ترسخت فعالية اللقاحات على مر السنين كونها ساهمت في القضاء على العديد من الأمراض والفيروسات الشائعة سابقًا والتي كانت تفتك بالأطفال وتؤدي إلى الموت المبكر أو الإعاقة مدى الحياة مثل التهاب الخانوق ومرض الكزاز وشلل الأطفال والحصبة والتهاب السحايا. وقد انقرضت تلك الأمراض أو تراجعت نسبتها فعلًا في البلدان التي أدخلتها واعتمدتها في أجندتها الصحية الوطنية، لكن يبقى ثمة فروقات بين دولة وأخرى نتيجة التردد في أخذ اللقاح أو بسبب معوقات ناتجة عن الحروب أو الأزمات الاقتصادية أو الإشاعات التي تثار حول الآثار الجانبية والسلبية التي تتركها بعض اللقاحات كمثال الشائعة التي أثيرت بأن لقاح الحصبة يسبب حالات التوحد. وعلى الرغم من أن هذه الإشاعة غير صحيحة إطلاقًا إلا أنها علقت بأذهان كثيرين وظل هؤلاء مترددين بأخذ اللقاح ما أدى إلى إعادة انتشار المرض مجددًا بمناطق كثيرة، وهذا الواقع يثبت أن اللقاحات فعالة وآمنة ويمكن أن تقضي على الأمراض التي تؤدي إلى وفيات وعاهات كبيرة عند الأطفال.

3. ما رأيك بالفكرة السائدة بأن اللقاحات محصورة بالأطفال فقط، علمًا أنها مهمة جدًا لكبار في السن؟
مع انطلاق عملية تطوير اللقاحات، كان معظمها يستهدف الأطفال لأن غالبية الأمراض التي تحدثنا عنها سالفًا تصيب هذه الفئة العمرية. ولكن يوجد أيضًا بعض اللقاحات الخاصة بأمراض تصيب المراهقين والذين يعانون من نقص المناعة مثل مرض السحايا وأمراض تصيب كبار السن مثل الالتهاب الرئوي (النيمونيا). وقد بدأت هذه اللقاحات تتطور وتدرس لهذه الفئات العمرية بعد أن تبين أنها فعالة جدًا وتخفف الإصابات بنسبة عالية.

4. تأثرت الكثير من القطاعات بانتشار جائحة كوفيد-19، لا سيما أنها ترافقت هذه مع أزمة اقتصادية، فكيف انعكس ذلك على انخفاض معدلات التحصين الوطنية؟
بالتأكيد، أثرت جائحة كوفيد-19 سلبًا على العالم عمومًا وعلى بلدان منطقة الشرق الأوسط خصوصًا، وذلك لأنها شهدت انخفاضًا بمعدلات تلقيح الأطفال بوتيرة أعلى من باقي دول العالم، ويعزا ذلك لأسباب عدة منها الحروب والهجرات والانهيار الاقتصادي. هذا الواقع أثار حفيظتنا لأن انخفاض معدلات التلقيح يعزز انتشار الأوبئة التي كنا قد نسينا أنها موجودة أو أوبئة انخفضت نسبتها كثيرًا. وبدأنا نشهد فعلًا إعادة انتشار لبعض الفيروسات في المنطقة مثل الحصبة خصوصًا في لبنان والأردن واليمن وباكستان وأفغانستان، والخانوق والكوليرا في اليمن، وحالات التهاب شلل الاطفال في فلسطين. لذا تعمل جميع الجهات الصحية على تحفيز التلقيح عند الاطفال لتحصينهم من تلك الأمراض المميتة.

5. هل يوجد مفاهيم خاطئة أخرى انتشرت بين المجتمعات حول اللقاحات، وكيف يمكن تصويبها؟
يوجد العديد من المفاهيم خاطئة حول اللقاحات، وثمة شائعات يتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي تروج بأن اللقاحات عملية تجارة بين شركات الأدوية والأطباء ومؤسسة بيل غيتس. وهذا مسيء جدًا لأنه بالرغم من انتشارها لدى فئة ضئيلة من المواطنين إلا أنها تولد شعورًا بعدم الثقة باللقاحات وبالجهات الصحية ووزارات الصحة والأطباء. ونحن واجبنا كأطباء تصحيح هذه المفاهيم والكشف بالأدلة والأرقام عن فوائد اللقاحات وقدرتها على القضاء على بعض الأمراض وخفض نسبتها، وعلى سبيل المثال بفضل اللقاح تم القضاء على مرض الجدري الذي تسبب بعدة جائحات في العصور القديمة و الحديثة وأدى إلى وفيات وتشويه، ونحن على عتبة التخلص من شلل الأطفال، لولا بعض البؤر في باكستان ونيجيريا التي ممكن أن تؤدي إلى انتشار المرض عن جديد.
تدعم الأدلة العلمية استمرارية تطوير اللقاحات، وتدحض الدراسات جميع الشائعات كتلك التي تشير إلى ارتباط بين لقاح الحصبة والتوحد، خصوصًا أن حالات التوحد بقيت ذاتها في البلدان التي امتنعت عن إعطاء لقاح الحصبة. لذا نقول للمشككين باللقاحات أن يراجعوا الأرقام والدراسات العلمية التي تظهر إفادتها وعدم وجود أي أضرار لها على المدي البعيد.

6. برأيك ما هي أهمية أسبوع التحصين العالمي ودوره في رفع معدلات الوعي بأهمية اللقاحات، وكيف يمكن أن نزيد نسبة التوعية في ما يخص هذا الموضوع؟
يهدف أسبوع التحصين العالمي إلى زيادة التوعية ودحض الإشاعات السائدة في بعض المجتمعات، فعلى سبيل المثال، ثمة إشاعات في نيجيريا تشير إلى أن لقاح الشلل يؤدي أحيانًا إلى العقم، وهذا يؤدي إلى انخفاض نسبة التلقيح بين المواطنين والقبائل. لذا، هذا الاسبوع مناسبه لإعادة توجيه الناس وتثقيفهم وتوعيتهم حول أهمية اللقاحات والتأكيد بأن لقاح الشلل لا يؤدي الى العقم بأي شكل من الأشكال، ومناسبة أيضًا للتواصل مع الناس لمعرفة هواجسهم وتطمينهم بأن اللقاحات آمنة وفعالة.

7. كيف يدعم التطوير المستمر للقاحات والابتكار المجتمع ويعزز جودة الحياة للأطفال؟
نتحسر كأطباء وأخصائيين في مجال الأمراض الجرثومية حين نرى مراهق أو ولد أو مسن مصاب بفيروس كالإنفلونزا أو التهاب الرئة أو الحصبة والذي كان من الممكن تفاديه في حال حصولهم على اللقاح. ويعتبر مرض السحايا المثل الأكثر دراماتيكيًا لأنه مرض خطير وسريع التطور، ويسبب عوارض كثيرة كالشلل أو فقدان السمع أو التأخر في النمو الذهني وداء الصرع. صحيح أنه ثمة إمكانية لمعالجة المرض بالمضادات الحيوية لكنها قد لا تكون فعالة في حال تأخرنا في التشخيص، لذلك التلقيح أساسي للحماية.
إن تكنولوجيا اللقاحات في تطور مستمر ونحن كأطباء نترقب صدورها بشغف لمنع حصول الأمراض وحماية مرضانا سواء أطفال أو بالغين. وقد كان لقاح كوفيد-19 مناسبة لرؤية التكنولوجيا في عز تألقها ومتابعة اللقاحات المبنية على تقنية RNA، التي ننتظرها منذ أكثر من 30 عامًا للتأكد من فعاليتها في المجتمع. وبالفعل كان هناك حماس كبير لدى الأخصائيين عند رؤية النتائج الهائلة للقاحاتRNA وقدرتها على مكافحة فيروس كوفيد-19. وهذا بدوره، فتح الباب واسعاً امام المختبرات لاستخدام هذه التقنية بهدف تطوير لقاحات لجراثيم وبكتيريا وفيروسات وفطريات جديدة لحماية مرضانا.

1

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني