الجمهورية
إنّ اللافت للانتباه عشية انطلاق المرحلة الاولى من الانتخابات هو ارتفاع بعض اصوات معارضي السلطة في الداخل التي تشكك مسبقاً بانتخابات غير المقيمين. وفي هذا السياق ابلغت مصادر معارضة إلى «الجمهورية» قولها ان ما يبعث على القلق والتشكيك «هو اولاً، عدم إتمام التحضيرات اللوجستية في مراكز الاقتراع في الخارج».
وثانياً، «عدم معالجة الالتباسات والثغرات في توزيع الناخبين، وكذلك الخوف الكبير على صناديق الاقتراع بعد انتهاء العملية الانتخابية، حيث ان الخطر يحدق بها، سواء في اماكن ايداعها في الخارج، أو في اثناء نقلها من الخارج الى لبنان، حيث انها تستوجب ان تحاط بحماية موثوقة ومؤتمنة عليها من لحظة إيداعها في الخارج الى لحظة إيصالها بأمان الى لبنان. فدون ذلك يخشى من حجب او إخفاء بعض تلك الصناديق، او التلاعب فيها. وهو الأمر - إن حصل - سيؤدي بالتاكيد الى نسف الانتخابات برمتها.
الاّ ان مصادر وزارية اكدت لـ"الجمهورية" انها لا تعير أذناً لما تسميها "الفرضيات اللاواقعية والسيناريوهات الوهمية"، وطمأنت الى ان "انتخابات غير المقيمين ستحصل في مواعيدها وفق الاجراءات التي حددتها الدولة عبر وزارة الخارجية وبالتنسيق خطوة بخطوة مع وزارة الداخلية. وصناديق الاقتراع ستكون بأمان في الاماكن المحددة لإيداعها في الخارج، ومن ثم سيتم نقلها الى لبنان بالقدر الأعلى من الحفاظ عليها".
وعمن سيتولى حماية صناديق الاقتراع، قالت المصادر الوزارية: سنعتمد الطريقة ذاتها التي اعتمدت في انتخابات المغتربين قبل اربع سنوات، حيث جرت تلك الانتخابات بشكل طبيعي، وحفظت صناديق المغتربين، وتم نقلها بسلام إلى لبنان، من دون ان تشوبها اي شائبة. وهذا ما سيحصل.
وقيل للمصادر الوزارية ان بعض اطراف المعارضة لا تثق بالسلطة وتطالب بحماية دولية لمراكز الاقتراع في الخارج، ولصناديق المغتربين، فتساءلت: «حماية دولية ممن»؟ ومضت تقول: «الأكيد ان لهؤلاء المعارضين أسبابهم، ولن نخوض فيها، ولا في نواياهم، ولن نقول انهم يحاولون التشويش على الانتخابات ويفتشون عن سبب لتعطيلها، كما اننا لن نتوسع في الحديث عن «مراسلات» البعض منهم لبعض البعثات الديبلوماسية ومضامينها اللاواقعية، بل نقول ان من حقهم ان يثقوا بالسلطة والا يثقوا بها، وفي المقابل من حقنا ان نقول ونذكر ان الحكومة التزمت بإجراء انتخابات نزيهة، وبناء على ذلك فليطمئن الجميع، وخصوصاً الذين يعارضون، بأن طريق الانتخابات في كل مراحلها في الداخل والخارج، وكذلك طريق صناديق الاقتراع من الخارج الى الداخل سالكة وآمنة».
وسألت "الجمهورية" ديبلوماسيين غربيين عن هذه المخاوف، فكررت التشديد على الثابتة التي يؤكد عليها المجتمع الدولي لناحية دعوة السلطة اللبنانية الى اجراء انتخابات في موعدها، يمارس فيها اللبنانيون حقهم في الانتخاب بصورة شفافة ونزيهة وحيادية ومن دون ايّ ضغوط أو تدخلات. لافتة في الوقت نفسه الى ان "هذه الإنتخابات ستكون بالفعل تحت المجهر الدولي، الذي لن يغض الطرف عن أيّ أخطاء أو تجاوزات إذا ما حصلت في داخل لبنان أو خارجه. حيث أنها ستقابل بمواقف مباشرة.
وإجراءات فورية".