لدى مصادر سياسية وسطية قراءة تشاؤمية للمشهد السياسي، ولقد أكدت لـ»الجمهورية»: سنوات مضت والازمة تتفاعل في ظل السلطة الحاكمة واحزابها الحالية والسابقة، ما يعني ان الصورة هي ذاتها لم يتبدل فيها شيء على مدى سنوات. والانتخابات المقبلة لن تؤدي الى تغيير في عناصر الأزمة ومسببيها، ولا في السياسات ولا في التوجهات. وبناء عليه، فإنّ مرحلة ما بعد الانتخابات هي مرحلة «عود على بدء»، يستكمل فيها مسلسل الانقسام الداخلي بكل توتراته، حيث ان المشهد في ظل الاجواء السياسية القائمة، سيحكمه التعنّت السياسي المتبادل، والعودة الى الوراء، خصوصاً انّ اطراف الصراع الداخلي عَوّدت اللبنانيين على اشتباكاتها السياسية والمصلحية، وهذا معناه إبقاء البلد في خندق الازمة، واكثر من ذلك، حَفر خنادق جديدة تعمّق الازمة اكثر وتبقي مصير لبنان عرضة لأسوأ الاحتمالات والسيناريوهات».
والصورة التشاؤمية ذاتها ترسمها مصادر مسؤولة في الهيئات الاقتصادية التي لفتت، عبر «الجمهورية»، الى «ان كلّ الدلائل والمؤشرات السياسية الداخلية تؤكد ان مستقبل لبنان اسود».
واعربت المصادر عن قلقها على مستقبل العلاقة مع صندوق النقد الدولي، في ظل التقاعس الذي يُقابَل به من الجانب اللبناني، وكذلك في ظل اللامسؤولية التي جرى التعبير عنها في حفلات المزايدات السياسية المفتعلة التي شهدنا بعضاً منها في ما أحاط جلسة اللجان النيابية المشتركة وموضوع الكابيتال كونترول». وقالت: «أكدنا للاطراف السياسية انّ الضرورة والحاجة تحتّم التعاطي مع أزمة لبنان بمنطق التضحية التي لا بد منها للعبور من هذه الازمة، وليس التعاطي معها بمنطق البازار كما هو سائد منذ سنوات».
ولفتت المصادر الى انّ «الاداء السياسي بشكل عام سواء من السلطة او خصومها، ليس مطمئناً، وذلك لِثباته على منحاه التصادمي ومجافاته لواقع حال البلد المرير. ولقد حذّرنا المسؤولين في الدولة ان الوقت ينفد، وان الاتفاق مع صندوق النقد الدولي ليس مؤكّداً حتى الآن، الا بعد الالتزام بمتطلباته، وهو الامر الذي لم يحصل وقد لا يحصل».
وكشفت المصادر عن أنّنا قد تبلّغنا من كبار المسؤولين في المؤسسات المالية الدولية بأنّ «وقائع مفزعة» تلوح في افق الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان، بعدما تداعَت أسسه المالية والاقتصادية بالكامل». واكدت «انّ هذه «الوقائع» قد لا تتأخر كثيراً، خصوصاً ان الاطراف السياسية اثبتت ان الاجندات السياسية والحزبية اقوى من كل التحديات التي تواجه لبنان، وفي الخلاصة الاجندات تهزم التحديات».