الشرق الأوسط
يتطلع كل من «حزب الله» ومعارضيه إلى الأصوات السنية في البقاع الشمالي، في محاولة لجذب الناخبين ورفع نسبة الاقتراع لقوائمهم، في ظل مقاطعة «تيار المستقبل» للترشيحات ولدعم المرشحين، بعدما كان صوته حاسماً في الانتخابات السابقة التي أدت إلى فوز النائب بكر الحجيري، والنائب أنطوان حبشي.
ويتوزع السنة في البقاع الشمالي على عدة قرى وبلدات كبيرة؛ أبرزها عرسال التي تمثل ثقلاً انتخابياً بالنظر إلى أن 21 ألف صوت يقترعون فيها، تليها مدينة بعلبك وقرى وبلدات قريبة بينها الفاكهة والعين، في وقت تعد عائلة الحجيري أكبر عائلات عرسال بثقل اقتراعي يناهز العشرة آلاف صوت.
وتحاول التيارات المتنافسة على المقاعد الانتخابية في بعلبك - الهرمل استقطاب الأصوات السنية، مستفيدة من حالة التشرذم القائمة بعد اعتكاف «المستقبل»، وتنشط الاتصالات مع قوى وعائلات سنية بالبقاع في مساعٍ لاستقطاب الصوت السني.
وقالت مصادر ميدانية في شرق لبنان، إن سباق جميع المرشحين من لوائح الأحزاب والعشائر والمجتمع المدني بدأ نحو الصوت السني في عرسال، حيث يسعى جميع المتنافسين لضم مرشح سني من إحدى عائلات بلدة عرسال. ويقول رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري لـ«الشرق الأوسط»، إن «عرسال تتسع للجميع وهي مع كل التوجهات، وليس هناك فيتو على طرف معين». ومع إشارته إلى أن كل لائحة تخوض الانتخابات تبحث عن مرشح لها في البلدة، يصف ما يحصل بـ«الهجمة من كل اللوائح باتجاه عرسال»، ويشير إلى «أن المزاج الانتخابي في البلدة غير واضح».
وتعد عرسال من أكبر قرى البقاع الشمالي لناحية ثقل الناخب السني، لا سيما أنها تقع ضمن دائرة البقاع الثالثة التي تجمع بعلبك - الهرمل، حيث السيطرة الفعلية لـ«حزب الله» وحركة «أمل»، علماً بأنها تسجل في كل استحقاق انتخابي حماسة للاقتراع من قبل أبنائها، حيث تتجاوز نسبة المشاركة الـ50 في المائة، وكانت قد وصلت في انتخابات عام 2018 إلى 52 في المائة باقتراع 12 ألف ناخب في الاستحقاقين الانتخابيين النيابي والبلدي عام 2018.
ومنذ انتخابات عام 1996 وحتى عام 2018، بات تحالف «حزب الله» و«أمل» مقرراً في الدائرة، ويوصل جميع المرشحين على قوائمه، وذلك بعد تجربة انتخابات عام 1992 التي أوصلت كلاً من الرئيس حسين الحسيني والنائب السابق يحيى شمص، إلى الندوة البرلمانية من دون ترشحهما على قائمة الحزب، أما في انتخابات عام 2018 فساهم قانون الاقتراع النسبي بإيصال نائبين، ماروني وسني، من معارضي الحزب.
ولم يكن هذا السباق على الصوت السني إلى جانب الأصوات المسيحية في البقاع الشمالي، موجوداً في السابق، قبل أن يعززه القانون النسبي الأخير بعد سنوات من التجاهل والغياب في التمثيل، بحيث بات لهذه الأصوات دور أساسي في عملية التمثيل والاختيار بعدما كانت مهمشة، وتحسم النتيجة من قبل الناخب الشيعي الذي يشكل الغالبية في المحافظة، وكانت التسمية للمرشحين من مختلف الطوائف تنحصر بالثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) وحلفائه الذين كانوا يحصلون على كل المقاعد في المنطقة، التي يبلغ عددها 10.6 شيعة و2 سنة وكاثوليكي وماروني.
وتقول المصادر الميدانية، إن الناخب السني في هذه الدائرة «يعيش اليوم حالة إرباك وتشتت على ضوء قرار المستقبل بعدم خوض الانتخابات»، في وقت ينقسم الناخبون السنة بين مناصرين لـ«المستقبل» و«حزب البعث» و«الجماعة الإسلامية» و«سرايا المقاومة» القريبة من «حزب الله»، فضلاً عن آخرين يلتزمون قرارات عائلاتهم.
وتمثل «تيار المستقبل» في انتخابات عام 2018 بالنائب بكر الحجيري، الذي فاز على لوائح ما تعرف بالمعارضة (معارضو «حزب الله» وحركة «أمل»)، بـ5994 صوتاً، إلى جانب مرشح «القوات اللبنانية» النائب الحالي طوني حبشي، الذي نال 14850 صوتاً على «لائحة الإنماء والكرامة» التي جمعت «المستقبل» و«القوات» آنذاك.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا