مُهمّة الموفد الفاتيكاني في ظل الإنقسام المسيحي!
مُهمّة الموفد الفاتيكاني في ظل الإنقسام المسيحي!

أخبار البلد - Sunday, January 30, 2022 7:47:00 AM

عيسى بو عيسى - الديار

لا يمكن حصر الاهتمام الفاتيكاني في لبنان خلال هذه المرحلة بالذات وتوصيفه كاملا او من الاحاطة به بصورة شاملة ، اذ ان الجميع يدرك ان دبلوماسية الفاتيكان تعمل بصمت تام وبنعومة لا مثيل لها، لكن ما يمكن ملاحظته هو رغبة الكرسي الرسولي ليس في الاستماع فقط الى هموم اللبنانيين ومشاكلهم بل وضع أسس متينة ودائمة بين مكونات الوطن، وهذا ما ادى الى اللقاء الذي جمع رؤساء الكنائس في لبنان بالبابا فرنسيس في الفاتيكان قبل اشهر قليلة.

 
وفيما يصل وزير خارجية الفاتيكان بول غالاغر الى بيروت مطلع شباط ، من المنتظر أن يلتقي مختلف الاطراف السياسية والدينية ، يلفت مصدر مسيحي مشارك في التحضيرات للزيارة الى أن الفاتيكان لن يدع لبنان ورسالته يسقطان في خضم التحولات الدولية والاقليمية الجارية في المنطقة مهما بلغت صعوبتها، فالبابا فرنسيس مصمم مع الدول الفاعلة في العالم الى حضور لبنان في اية تسوية قادمة، بعيدا عن وضعه حلبة صراع وحلقة ضعف تمهيدا لنزعه عن خارطة العالم، وإذا قيل أن الكرسي الرسولي ليس لديه «دبابات» لمواجهة القوى المتربصة بلبنان، ينادي ومعه اي دولة أخرى تعبر دائما عن صداقتها للبنان، مؤكدا» ان ما يريده اللبناني فعلا هو ان يدرك العالم ودوله ان بعض الأمور أكبر من قدرته على المواجهة وأكثر تعقيدا من امكانيته على تغييرها، لذلك تبدو محاولة افقاره وتجويعه وتفكيك مؤسساته بهدف الضغط على حزب ما او طرف ما غير نافعة ، وتجربة السنتين الأخيرتين دليل واضح على هذا الكلام.

ويضيف المصدر ان لبنان لن يفرغ من مسيحييه ولن يتزعزع وجودهم فيه، وذلك ليس بفعل قوتهم وحضورهم وحدهم، انما بفعل تمسك الآخر بهم وبميزاتهم وبقدرتهم على خلق مؤسسات ترعى العمل العام بحرفية وانتظام، وهو حاجة ملحة للمسلمين خصوصا في ظل التحولات المستجدة بين الاطراف الاقليمية والصراع القائم فيما بينها ، وعلى شركاء المسيحيين في الوطن أن لا يصلوا الى وقت يتم فيه الحديث عن أقليات وأكثريات في لبنان، وأن لا يتحسس المسيحي أنه مقهور أو أن عديده أصبح أقل من بقية الطوائف، ذلك أن الفاتيكان يعي تماما هذا الامر بالتوازي مع عمله الداعي الى وحدة المسيحيين بشكل نهائي وعدم تشرذمهم ورهانهم على دول في الخارج، بل أن أصل الرهان الاساسي والوحيد هو هذه الوحدة للإنطلاق نحو وحدة وطنية عامة وفق قواعد الحقوق والواجبات المتساوية وعدم «الإستزلام» سوى للكيان اللبناني الجامع.

ويتخوف الكرسي الرسولي وفق المصدر عينه من الوقائع التي حصلت في العراق وسوريا وفلسطين، حيث هاجر المسيحيون الى غير رجعة مع أنهم أصل البلاد هناك ، وأن الهواجس تتمحور حول نقطتين أساسيتين هما الهجرة وفاعلية الوجود، حيث تبدو كل محطة منهما قاتلة ولا يمكن تعويض خسائرها، وأن الارقام التي بحوزة الفاتيكان حول «رحيل» المسيحيين من الشرق تدعو الى الخوف الكبير، وأن لا مجال بعد اليوم سوى الحفاظ على هذا الوجود ودعمه وتقويته من داخله والخارج على حد سواء، حيث لا يمكن تصور لبنان أو الشرق فارغا من المسيحية في أرض المسيح !؟ 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني